سياسة لبنانية

سلام: الكف عن استخدام لبنان اداة لتصفية الحسابات الاقليمية

رأى رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام مساء امس في كلمة لبنان في الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ان الحل الافضل لمشكلة اللاجئين والأقل كلفة على سوريا وعلى الدول المجاورة والعالم، هو الذهاب مباشرة نحو المأساة ومعالجتها من أصلها.

ودعا الأسرة الدولية، وخصوصاً جميع القوى المؤثرة في العالم، إلى الخروج من حالة الانتظار أو التردد، وإلى وقف التقاتل بالدم السوري وعلى الأرض السورية، والمسارعة إلى وقف المذبحة الدائرة هناك، عبر إرساء حل سياسي يضمن وحدة البلاد واستقلالها وسلامة اراضيها ويلبي تطلعات الشعب السوري إلى حياة حرة كريمة.
وقال: «ان لبنان، المتمسك بالتزاماته الدولية، يكرر النداء إلى الدول المانحة للوفاء بتعهداتها، لا بل إلى مضاعفة مساهماتها المالية، وتقديم المساعدات المباشرة للمؤسسات الحكومية وللمجتمعات اللبنانية المضيفة، وذلك طبقاً لخطة الاستجابة التي أطلقها لبنان بالتعاون مع الأمم المتحدة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي»، مشدداً على «أن لبنان ليس بيئة حاضنة للارهاب الذي يعبث بعدد من دول منطقتنا»، مؤكداً «التزامه محاربة الارهاب بمختلف أشكاله».


سلام: لفصل الانتخابات الرئاسية عن قضايا المنطقة واستخدام لبنان كأداة لتصفية الحسابات الاقليمية سيدمر واحة الاعتدال والتعايش
كذلك القى سلام، كلمة في اجتماع مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، المنعقدة في نيويورك، جاء فيها: «سعادة الأمين العام أصحاب المعالي والسعادة، تلتئم مجموعتكم الموقرة اليوم، للمرة الخامسة لمواصلة البحث عن سبل مساعدة بلدي في التصدي لتبعات الأزمة الخطيرة التي تعصف بالمنطقة، وخصوصا النزاع القائم في سوريا.
إن القرارات والخطوات التي سوف تتخذونها هذه المرة، ترتدي أهمية أكثر من أي وقت مضى، بسبب التهديدات المتزايدة التي يواجهها لبنان.
تتمثل هذه التهديدات باستمرار الشغور في رئاسة الجمهورية لأكثر من ستة عشر شهرا، والوضع الأمني الداخلي الدقيق، فضلا عن خطورة الوجود الارهابي على حدودنا الشرقية.
لقد أنتج غياب رئيس الجمهورية سلبيات متراكمة أدت الى شلل شبه كامل لعمل السلطة التنفيذية والى تعطيل خطير للعمل التشريعي. كما سد كل السبل الممكنة للتصدي للأزمة بسبب تعطيل الآليات الدستورية التي تعتمد على دور الرئيس وصلاحياته.
ويشهد بلدنا منذ أكثر من شهر تحركات احتجاجية يومية من أجل قضية محقة لم نستطع معالجتها بسبب غياب التوافق السياسي. ولقد نجحت القوى الأمنية حتى الآن في حماية حق المواطنين في التظاهر، وتفادت اللجوء غير المبرر للقوة من اجل حفظ النظام العام. لكن لا أحد يستطيع ان يتنبأ بالمسار المحتمل للأحداث في ضوء التدهور المتسارع للوضع الاقتصادي.
إن الجيش اللبناني يتحمل مسؤوليته كاملة في مواجهة التهديد الخطير الذي يمثله المقاتلون المتطرفون. ولقد تمكنا، بفضل دعم بعض الدول الممثلة في هذا الاجتماع، من تعزيز قدراتنا للدفاع عن أرضنا وحماية سيادتنا. لكن السؤال يبقى مطروحاً عن حجم محاولات الاعتداء التي سيكون على الجيش التصدي لها في حال حصول مزيد من التدهور للوضع السوري.
إنني أدعو جميع من ساعدوا الجيش مشكورين، الى مواصلة دعمهم الضروري هذا بالوتيرة ذاتها.
إنني أدعو جميع القادرين على مد يد العون، الى الوقوف بجانبنا، لأن ساعة مواجهة التطرف حانت ولأننا على الخط الأمامي للمواجهة.
إنني أدعو جميع القادرين على التأثير الايجابي للدفع في اتجاه انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية بطريقة ديموقراطية، لقد آن الأوان لوضع الخلافات جانباً آن الأوان للتحدث الى الاصدقاء والى الخصوم، آن الأوان لفصل الانتخابات الرئاسية عن كل القضايا الاخرى العالقة في المنطقة، آن الأوان لإدراك أن استخدام لبنان كأداة في تصفية الحسابات الاقليمية سيؤدي الى تدمير واحة الاعتدال والتعايش والحرية هذه، التي يجب ان تبقى نموذجاً ورسالة في وجه التطرف والعنف».

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق