لودريان في لبنان ولا يحمل جديداً وانتخاب رئيس ينتظر اعادة ترتيب شؤون المنطقة

في كل مرة يجري الحديث عن جهود دبلوماسية للتوصل الى اتفاق يتم بموجبه اطلاق الرهائن ووقف اطلاق النار لمدة طويلة، يتحول بعدها الى هدوء كامل، تصعّد اسرائيل الحرب على الجبهتين غزة وجنوب لبنان. وعلى الرغم من قرار محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم على رفح، واصلت اسرائيل اعتداءاتها مرتكبة المجازر، مخالفة بذلك كل القوانين الدولية، وامتد هذا التصعيد الى الجنوب اللبناني بغارات مكثفة وقصف عنيف، ووصل تحليق الطيران الحربي الى منطقة صور واقليم التفاح والنبطية، وطاول القصف قرى وبلدات عديدة في الجنوب وسقط بنتيجتها عدد من الضحايا والجرحى، وتدمر العديد من المنازل. وهذه سياسة تتبعها اسرائيل لكشف المنطقة على عمق واسع. ويرد حزب الله بالطائرات المسيرة الانقضاضية والصواريخ الدقيقة موقعاً المزيد من الاصابات في صفوف العدو. هذه الاجواء الحربية تتجدد يومياً وفي وتيرة تصاعدية، ومعها يزداد القلق من اتساع رقعة الحرب الى العمق اللبناني. وسعياً لتحقيق الهدوء على هذه الجبهة، زار الجنرال لازارو قائد قوات اليونيفيل الرئيس نبيه بري، وتناول البحث الوضع في الجنوب في ظل الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة. وكان قد زار امس الاول رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون للغاية عينها.
وعلى وقع اصوات المدافع والصواريخ وصل الى بيروت بعد ظهر امس الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في زيارة جديدة، يأمل اللبنانيون بالا تكون كسابقاتها، فلا تحمل اي جديد يساهم في انتخاب رئيس للجمهورية. غير ان ما يظهر لا يبشر بالخير، لان لودريان اصطدم بعقبات قبل ان يبدأ زيارته. ولعل ابرز هذه العقد حديث رئيس المجلس نبيه بري لصحيفة كويتية اعلن فيه انه متمسك بطرحه اجراء حوار يسبق الانتخاب ولا يقبل بالتنازل عنه. وسأل لماذا يطرح عقد حوار في باريس او في اي بلد اخر، فلماذا لا يعقد في بيروت وفي المجلس النيابي وبرئاسة رئيس المجلس؟ وبذلك قطع الطريق على الموفد الفرنسي.
بدأ لودريان زيارته امس الى بيروت بلقاء مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي استقبله في السرايا الحكومية وبحضور السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو والوفد المرافق. وتم في الاجتماع البحث في المساعي التي تبذلها فرنسا لحل ازمة الرئاسة في لبنان، والجهود التي تقوم بها اللجنة الخماسية في هذا الاطار. بعد ذلك توجه لودريان الى كليمنصو والتقى الوزير السابق وليد جنبلاط والنائب تيمور جنبلاط، وكان اللقاء الثالث مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بحضور النائبين طوني فرنجية وفريد الخازن وختم يومه بعشاء اقامه لسفراء اللجنة الخماسية. واليوم سيكون له سلسلة لقاءات تبدأ مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، وخلال النهار يزور عين التينة حيث يلتقي الرئيس بري، على ان يلتقي بعد الظهر كتلة المستقلين وعند الساعة الخامسة يزور معراب للقاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ويختتم جولته بلقاء مع اللجنة الخماسية، يطلع منها على نتائج تحركها ويطلعها على ما توصل اليه، ثم يعود الى باريس ليرفع تقريراً شاملاً الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي سيلتقي الرئيس الاميركي في السادس من الشهر المقبل، وسيكون الموضوع اللبناني على الطاولة.
وتقول اوساط سياسية مطلعة، ان الموفد الفرنسي لا يحمل اي جديد وان توجهه لا يختلف عن توجه اللجنة الخماسية، ويبقى على اللبنانيين ان يلاقوا كل هذه الوساطات في منتصف الطريق. ولكن يبدو ان فريق الممانعة وخصوصاً الثنائي الشيعي لا يزال متمسكاً حتى الساعة بمرشحه سليمان فرنجية. اما القبول بالمرشح الثالث فالوقت لم يحن بعد، والمنطقة مقبلة على تغييرات كبيرة، ومتى تم ذلك يأتي دور لبنان وعندها يصبح ممكناً انتخاب رئيس للجمهورية. اما اليوم فهذا الفريق مرتاح الى الوضع القائم وبالتالي فهو غير مستعجل للتغيير.
في هذه الاجواء قرر المجلس الدستوري قبول الطعون الثلاثة في التمديد للبلديات شكلاً، ورد المراجعات اساساً وتحصين القانون المطعون فيه بتفسيره بانه خلال فترة التمديد وعند زوال الظرف الاستثنائي يسن المجلس النيابي قانوناً جديداً يحدد فيه موعد الانتخابات على ان يبلغ هذا القرار من رئاسة الجمهورية، رئاسة مجلس النواب، رئاسة مجلس الوزراء ونشره في الجريدة الرسمية. وخالف قرار الدستوري القضاة ميشال طرزي، والياس مشرقاني والبرت سرحان.