مجتمع

وسام الفنون والآداب الفرنسي لبهجت رزق

شهدت قاعة الاحتفالات في السفارة الفرنسية عشية الثلاثاء 11 آذار (مارس) حدثاً ثقافياً شكّل خرقاً للوجوم السياسي المسيطر على الجو السياسي، فقد عقد لقاء حافل ضمّ نخبة من اهل القانون والفكر والأدب والدبلوماسيّة، شارك فيه وزير الاعلام النقيب رمزي جريج، سفير فرنسا باتريس باولي، سفيرة كولومبيا جورجين ملاّط، نقيب المحامين جورج جريج، مدير عام التربية فادي يرق، الوزيران السابقان النقيب عصام خوري وخليل الهراوي، النائب السابق سمير فرنجيّه، نقيب المحررين الياس عون، الى اعضاء من مجلس نقابة المحامين ومثقفين، شعراء وادباء، عمداء كليات واعلاميين، وأهل وأصدقاء، التقوا جميعاً لمناسبة منح «“وسام الآداب والفنون» الفرنسي الى بهجت رزق المحامي والاستاذ الجامعي، الباحث والكاتب، صاحب المؤلفات العديدة بالفرنسية والعربيّة، الذي يتولّى، منذ 1990، الشؤون الثقافية في بعثة لبنان الدائمة لدى الاونسكو – باريس.
قبل تعليق الوسام، القى مستشار التعاون والثقافة في السفارة الفرنسية هنري لوبروتون كلمةً حيّا فيها «الدور المثلّث الذي يضطلع به بهجت رزق، بصفته حامل رسالة حضارية، ومفكراً بحّاثة في موضوع الهويّات الثقافية، ومثالاً للتعاون بين فرنسا ولبنان» وقال: «إن نشأتك، تربيتك، انجازاتك الجامعية وانشطتك المهنيّة، أهّلتك لدور الرائد الثقافي». واضاف: «لقد واظبتَ، بتصميم وتفانٍ، على اكتناهِ دينامية التبادُل الثقافي وشرحها، انطلاقاً من تجربتك، ومن الخصوصية اللبنانية، عبر خبرتك في العلاقات الدوليّة».
وأنهى لوبروتون كلمته التحليلية لأعمال بهجت رزق مخاطباً اياه بقوله: «إن مسيرتك المهنيّة، مطبوعة بعزيمة مصمّمة تحدوك الى وضع نفسِك في خدمة الآخر، اضافة الى كونك مناضلاً فاعلاً في مجال العلاقات
الفرنسية- اللبنانية».
بعد تقليد المحتفى به الوسام، قدّمت السيدة زينة صالح كيالي شهادة القتها والدتها جوزيت سمير صالح. كما كانت كلمة للعائلة القتها يارا فادي رزق.
وكلمة الختام كانت لبهجت رزق، ومما قال: «في يقيني أن لبنان مدعوّ الى بدء عملية تفكير ذاتية.
فلا يكفي التغنّي بحوار ثقافات خيالي، بل يجب التحقّق من مدى مطابقة الطرح مع واقعنا اليومي… نحن، بكل تأكيد، لن نتوقّف عن التطلّع نحو أنسنة عالميّة، ولكننا لا نستطيع، كلّ مرّة، أن نحتمي بانكار مشكلاتِنا التي تخترق المجتمع اللبناني منذ عقود، وقد بتنا ندرك تماماً أن الصراعات في العالم، على مرّ الأزمنة، هي صراعات ثقافية».
وقال: «ان حوار الثقافات هو حوار مع انفسنا اولاً، حول هذه الهويّة المركّبة التي يجب تحديدها، انطلاقاً من معايير موضوعية، حدّدها، منذ 2500 سنة، ابو التاريخ والجغرافيا والانتروبولوجيا (هيرودوت)».
والمحَ الى مصادفة يوم تعليق الوسام (11 آذار) عيد والده (ادمون رزق) الذي يعتبره «مثالاً في التزام القِيَم والعمل الوطني».
وختم بقوله: «ان لبنان بلد اول ابجديّة لفظية (عيدها في 11 آذار)، بلد الاتصال المعولم والتعددية الثقافية الدينية واللغوية، بلد الحريّات الفردية، انطلاقاً من حرية الجماعات، الذي بناه الآباء المؤسّسون، عَبْرَ الأزمنة، اؤمن بانه مستمر، الى أجيال وقرون آتية، في أداء دور الوسيط والمحاور، بين الأُمم والشعوب، على سطح كوكبنا، الواحد والوحيد».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق