سياسة لبنانيةلبنانيات

بعد الجلسة الثانية عشرة تتكثف الاتصالات ويبدأ البحث عن المرشح الثالث

مبادرة بكركي تستكمل مسيرتها بعد حل الاشكال بين بري والراعي

فيما المنطقة تسير نحو الاستقرار والسلام، وتعمل جاهدة على تصفير مشاكلها، تسير الطبقة السياسية في لبنان باتجاه معاكس. تبحث عن المشاكل وتفعّلها. وهذا ليس مستغرباً من منظومة عملت على مدى السنين على تدمير البلد باكمله خدمة لمصالحها. يوم الاربعاء المقبل تنعقد الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية. وكما هو متوقع لن تكون، من حيث النتائج، مختلفة عن سابقتها الاحدى عشرة. انتخاب وتعطيل وقفل الجلسة. اذاً ما هو الهدف من الدعوة الىيها؟
بعدما توصلت المعارضة وبعض المستقلين والتغييريين الى تقاطع مع التيار الوطني الحر، على الوزير السابق جهاد ازعور ورشحوه للرئاسة، اصبح هناك مرشحان متواجهان. والتركيز اليوم ليس على انتخاب رئيس، بل احصاء عدد الاصوات التي سينالها كل طرف، والعين مركزة على اللقاء الديمقراطي الذي سيعقد جلسة اليوم برئاسة تيمور جنبلاط لاتخاذ القرار الذي يراه مناسباً. فمن من المرشحين سيحظى بتأييد هذا اللقاء؟ مع العلم انه سبق للقاء وجاهر بأنه لن يصوت لسليمان فرنجية. فهل هو باق على موقفه ام ان التطورات والاتصالات بدلت الموقف؟ خصوصاً وانه دأب في الفترة الاخيرة على المناداة بالتوافق. كذلك تبقى العين على النواب الرماديين الذين لم يتخذوا موقفاً بعد، او على الاقل لم يجاهروا به. وتقول مصادر سياسية ان بعض هؤلاء سيتأثرون بالقرار الذي سيصدر عن اللقاء الديمقراطي.
وتسعى الكتل حالياً لجمع اكبر عدد من الاصوات، لانها ستكون ورقة ثمينة في المرحلة المقبلة. ذلك ان الفشل الحتمي الذي سيسجل في الجلسة الثانية عشرة سيؤدي الى اقتناع الجميع باستحالة تحقيق ما يصبو كل طرف اليه. وفي هذه الحالة نكون امام خيارين: اما استمرار الفراغ الى ما لا نهاية، وقد يطول لسنوات، واما الجلوس على طاولة حوار جدي، بلا شروط مسبقة تطرح عليها الاسماء المتداولة كلها، ويتم الاتفاق على الانسب منها لهذه المرحلة، التي تحتاج الى رئيس قادر على انهاض البلد من ازماته الكارثية، والتي اصبحت شبه مستعصية بفعل عناد وتصلب الاطراف الفاعلة على الساحة. فعسى ان يكون الجميع اقتنعوا بان لا احد من الافرقاء قادراً على فرض رأيه على الاخرين مهما كانت الاوراق التي يملكها.
من هنا فأن الاتصالات ستتكثف بعد الجلسة المقبلة، بحثاً عن الشخص الثالث. فعلى امل ان تسيطر الحكمة على الاتصالات، التي ستفعّل، للاسراع في وضع حد لهذا التعطيل. ولا بد من الاشارة الى المبادرة التي بدأتها بكركي، والتي تقوم على محاورة كل الاطراف حتى الوصول الى تفاهم. وقد سبق لها ان ارسلت مطران بيروت للموارنة بولس عبد الساتر الى حارة حريك، حيث التقى الامين العام لحزب الله. وكان من المتوقع ان يكمل جولته ويلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي لم يحدد موعداً له، بسبب فتور العلاقات بين بكركي وعين التينة جراء حديث نسب الى البطريرك الراعي واتهم الرئيس بري باقفال مجلس النواب. الا ان الامور سويت بعد دخول نائب رئيس المجلس الياس بوصعب على الخط وتولى توضيح موقف بكركي التي قالت ان الكلام الذي نسب الى الراعي غير دقيق. وعلى هذا الاساس قرر بري استقبال موفدي بكركي لاستكمال المهمة التي كلف بها البطريرك خلال زيارته الفاتيكان وفرنسا، وقد حدد الموعد يوم الجمعة المقبل.
لقد اثبتت الاحداث والوقائع على الارض ان الحل لاي مشكلة، مهما كان حجمها، لا يمكن ان تحصل الا بالحوار. فالعناد والتصلب لا يمكن ان يوصلا الى اي نتيجة. فهل تنجح مبادرة بكركي والتي من المؤكد انها ستفعّل في الايام المقبلة، وهل تلاقيها مبادرات خيرة اخرى تهمها مصلحة البلد والمواطنين الذين يعانون اليوم ما لم يعانه شعب؟ فيعمل الجميع على ايجاد الحل المناسب وبدء مسيرة النهوض، وهي تحتاج الى تضافر جهود كل القوى للوصول الى بر الامان؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق