دوليات

الشرق الاوسط بين اليوم وايام الكولونيل لورنس

بين مسلسل للاحداث والديبلوماسية والتاريخ، يعيش الشرق الاوسط مرحلة،تشبه كثيراً تلك التي روى وقائعها الكولونيل توماس ادوارد لورنس في أعمدة الحكمة السبعة، ونقلها الى الشاشة، بيتر اوتول. فالشرق الاردنى السوري، قلب ثورة عام 1916، يموت ضحية اعمال عنف لا سابقة لها. ضحية نظام يقتل شعبه بالبراميل المتفجرة، التي تسقطها الطائرات. ومدعو الجهادية جاءوا من كل بقاع الارض، يقتلون باسم الاسلام الاصولي المتطرف، كل من لا ينضوي من مسلمين ومسيحيين.
تحت لواء امارتهم ورايتهم السوداء بينما المسيحية من سوريا، يهددها بالا يكون لها، بعد تاريخ عمره الاف السنين، اي مستقبل. والذي سيحصل، هو اعادة رسم حدود ليست سياسية وعنصرية وطائفية ودينية، فحسب، بل كذلك ثقافية. كما حصل في عراق ما بعد العام 2003. وفي بروكسل انكب الاتحاد الاوروبي يبحث في شؤون ايران وسوريا ولبنان، بينما تنتقد العربية السعودية، بلسان الامير تركي الفيصل سياسة الولايات المتحدة الجديدة كما لم تفعل في اي وقت مض. وكما كانت الحالة قبل قرن مضى. عادت الدبلوماسية ولعبة الامم في قلب الشرق الاوسط، تضغطان على مصير الشعوب العربية، العاجزة على ضوء تطورات احداث ربيعها العربي، عن متابعة الصحوة التي تعيش تحولات مأساوية. فإن عصر لورنس توافق في نهضة لم تكتمل جمع الاخرى، اسمها القومية العربية ولم يحصل بعد اي توافق على دوره الحقيقي في تمرد العرب، المسلمين والمسيحيين على
السيطرة العثمانية، التي قادت سرياً في ما بعد الى اتفاقات سايكس – بيكو 1916، وتقاسم الشرق الادنى بين بريطانيا وفرنسا، مروراً بوعد بلفور، الذي انشأ الدولة الصهيونية. وقضى على فلسطين. ولسنا في حاجة الى القول ان عدداً كبيراً، من مشاكل الشرق الاوسط، ولدت منذ ذلك الحين من دون ان ننسى البترول. وسؤال: ماذا بقي من لورنس في استثناء الفيلم السينمائي، الذي جسد شخصيته فيه، الممثل الكبير، بيتر اوتول ان الذين يؤمنون بصدق نوايا البريطاني يقولون ان لورنس، الملكي خابت آماله بالاحداث وبالديبلوماسية التي مزقت الامة العربية بدلاً من توحيدها، كما كان وعده شريف مكة رفض منصب نائب ملك بريطانيا في الهند، وحتى الوسام     الرفيع، في مبادرة مثيرة كانت بمثابة اهانة. لانه كان دخل حضرة  ملكة بريطانيا، وبدأ حفل تقليده الوسام، ولكنه رفض ان تقلده الملكة الوشاح. وسط ارتباك الحاضرين وغضب الملكة فان احداً لم يسبقه الى هذه الاهانة على مدى 900 سنة من تاريخ الملكية البريطانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق