معارض

«غراف مي لبنان»: رسائل من الشارع حملها الفنانون كلها وصلت!

بهدف تقريب الفن اكثر من عموم الناس وتشجيع اجواء الحوار بين الناس عن طريق الفن  مما يخفف من التشنج ويؤمن اجواء افضل للعيش بسلام، انطلق معرض «غراف مي لبنان» لفن الغرافيتي في غاليري 69 (سانفلاور  سابقاً) في منطقة الصيفي فيليدج في وسط بيروت التجاري.

الاهمية الاولى لهذه الاعمال المعروضة  ضمن «غراف مي لبنان» انها جاءت تلبية لدعوة عدد من الفنانين وكاتبي الغرافيتي من اوروبا ولبنان لتزيين وتجميل الساحات المُدُنية العامة  خلال الفترة الممتدة ما بين 11 و15 تشرين الثاني (نوفمبر) وقد عقدت بالتزامن مع عدد من المؤتمرات وورش العمل والعروض الفنيّة والنقاشات  لدعم هذا المشروع الفنّي- GRAFF ME- LEBANON.
وبالرغم من ان هذا المعرض ليس الاول من هذا النوع في بيروت الا ان الجمهور اللبناني لاقاه بتفاعل اكبر هذه المرة ربما لانه يطرح في الوقت المناسب خصوصاً ان ما يمر به لبنان اليوم يجعل الناس محتاجين اكثر  لطريقة التعبير هذه بالذات، ولانهم على ما يبدو متعطشون اكثر لاطلاق نداء او صرخة او دعوة للتغيير خصوصاً ان هذا النوع من الفن الشعبي كان يتكل عليه في  الماضي للترويج  لشعارات سياسية او حزبية ولكسب المزيد من المؤيدين.
وهذا الفن محبوب لانه شعبي والقصد منه ان يأتي الى الناس وينزل لعندهم الى الشارع بدل ان يأتوا اليه، الى اماكن محددة كالمسارح والغاليريهات. فالفن هنا لم يعد مقتصراً على فئة محددة تسمى بالنخبة. ولانه موجه لكل الناس فكان من الطبيعي ان يتوخى مخاطبة عموم الناس من كل الفئات الاجتماعية والعمرية ومن كل الخلفيات الثقافية، مستخدماً الطريقة الاقرب والاسهل والاسرع في بلوغ الهدف والتي  تقترب كثيراً من حيث التقنية والمواد والالوان من اسلوب الاعلانات والشعائر بالشكل والمضمون، من هنا نلاحظ سيطرة الالوان القوية الزاهية وتضاد الالوان وتجاورها مع ادخال الرموز وغيرها.

تأثير بيروت
مما لا شك فيه ان المعرض نجح لانه عبر بصدق عن واقع بيروت وبشكل خاص من خلال لوحة بيروت وايضاً بسبب غناه وشموله على  الفنون التخطيطية والطباعية ولتجسيده قدرة كبيرة على الخلق من خلال الافكار الجديدة التي قدمها الفنانون في لوحاتهم ولا سيما انهم قدموها بواسطة تقنيات مختلفة، كل تقنية لها خصوصيتها وجمالها خصوصاً ان بعضها لم تعهد او تستعمل من قبل في عالم الفن. وهناك سبب اضافي للنجاح هو مشاركة فنانين لبنانيين واجانب جنباً الى جنب حيث تتلاقى في مساحة واحدة خلفيات الثقافة الاوروبية والعربية المشرقية مما يزيد غنى على غنى.
فقد عرضت الرسومات من عالم الغرافيتي خلال هذا الحدث، للفنانين الأوروبيين واللبنانيين المشاركين مما شكل مزيجاً حضارياً وثقافياً متميزاً.
و شارك في المعرض من   الفنانين الأوروبيّين: Tilt، Reso، Zeus، Katre، Demon وZepha فضلاً عن أعمال فنانين لبنانيين أمثال Ashekman، Physh، Phat 2، Eps وZed.

ما هو فن الغرافيتي ومن هم ابطاله؟
الغرافيتي هي «الكتابة على الجدران» او ترك الرسومات أو الأحرف على الجدران أو الأشياء بطريقة غير مرغوب فيها أو بدون إذن صاحب المكان، وترجع أصولها الى الحضارات العتيقة «قدماء المصريين والإغريق والرومان وغيرهم». وقد تطور هذا الفن عبر الزمن، واليوم يسمى بـ «الغرافيتي»، ويعرف بالتغيرات العامة لملامح سطح عن طريق استخدام بخاخ دهان أو قلم تعليم أو أي مواد أخرى. وقد نشأ فن «الغرافيتي» الحديث في ستينيات القرن الماضي في نيويورك بإلهام من موسيقى الهيب هوب، حيث استخدم كشكل من أشكال التعبير وخصوصاً عند الناشطين السياسيين.
وأصل كلمة «غرافيتي» هي كلمة “Graffiti” و“graffito” المقتبسة من الكلمة الايطالية “graffiato” وتعني الخدش، وعند اليونانيين صيغت كلمة غرافيتي باسم  “graphein” وتعني «الكتابة».
في الختام نقول اذا كان  «الغرافيتي» استخدم في الماضي ويستخدم غالباً لإيصال رسائل سياسية واجتماعية، فان الرسالة التي ذهب اليها الفنانون المشاركون في «غراف مي لبنان» وصلت.

كوثر حنبوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق