قوات البشمركة العراقية تقتحم مدينة سنجار
بدأت قوات البشمركة الكردية العراقية الجمعة اقتحام مدينة سنجار (شمال العراق) من الجانب الشمالي في اطار عملية استعادة السيطرة على المدينة من قبضة تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال مجلس أمن اقليم كردستان العراق في تغريدة على تويتر إن قوات البشمركة الكردية دخلت بلدة سنجار «من جميع الاتجاهات» يوم الجمعة لتبدأ تطهير البلدة العراقية من متشددي تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال شاهد من رويترز إنه يمكن سماع اطلاق نار كثيف في البلدة فيما هبط المقاتلون من التل المطل على البلدة من ناحية الشمال وبعضهم يحمل قذائف صاروخية على كتفيه.
وكان الأكرد تمكنوا بمساعدة الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة من فصل سنجار من ناحيتي الشرق والغرب يوم الخميس في هجوم استهدف الدولة الاسلامية من شأنه أن يمنح قوة دفع لجهود هزيمة التنظيم لمتشدد.
وبدت مدينة سنجار مدمرة بشكل شبه كامل بما في ذلك عدد كبير من المنازل والمحال التجارية، وسيارات محطمة بينها عسكرية كانت لمسلحي التنظيم في الشوارع، وفقا لمراسل فرانس برس.
اغلاق طريق رئيسية لامدادات داعش
وفي هجومها الكبير الذي تشنه لاسترداد سنجار من الجهاديين، قطعت القوات الكردية العراقية مدعومة بضربات جوية اميركية خطاً اساسياً لامدادات تنظيم الدولة الاسلامية مع سوريا.
وتقع سنجار على خط اساسي لامدادات تنظيم الدولة الاسلامية يربط بين الموصل معقله في العراق وسوريا حيث يسيطر على مناطق واسعة. وسيشكل قطع هذا المحور ضربة كبرى للجهاديين في مجال نقل المقاتلين والمعدات بين شمال العراق وسوريا.
واعلنت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ان «وحدات البشمركة نجحت في اقامة مواقع اغلاق على طول الطريق السريع 47 وبدأت تطهير سنجار».
وكان اللواء هاشم سيتايا احد ضباط البشمركة اعلن الخميس ان «القوات الكردية استعادت عدداً من القرى المحيطة بالمدينة من الجانب الشمالي».
واوضح الكابتن تشانس ماكغرو ضابط الاستخبارات الاميركية لصحافيين في بغداد ان قوات البشمركة تواجه ما بين 300 الى 400 جهادي في المدنية.
من جهته، صرح المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية الكولونيل ستيف وارن ان «هذا جزء من عملية عزل الموصل المعقل الرئيسي للتنظيم في شمال البلاد»، مشيراً الى ان «مدينة سنجار تقع على الطريق السريع 47 وهو طريق رئيسي ومهم للامدادات» لانه يربط الموصل بسوريا.
واضاف ان «السيطرة على سنجار ستمكننا من قطع خطوط الاتصال ونعتقد ان ذلك سيسمح بتحجيم قدرتهم على الحصول على الامدادات (…) وسيشكل خطوة مهمة في نهاية المطاف لتحرير مدينة الموصل».
وتمثل استعادة سنجار التي سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية قبل عامين وشن حملة قتل وحشية واستعباد واغتصاب للنساء الازيديات، انتصاراً يرتدي طابعاً رمزياً كبيراً.
وفي اعتراف نادر، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان القوات الاميركية التي تقدم النصح للاكراد قريبة جدا من الجبهة لرصد مواقع الجهاديين وطلب غارات جوية.
وقال الناطق باسم البنتاغون بيتر كوك للصحافيين ان الجزء الاكبر قوات التحالف بقادة الولايات المتحدة وراء خطوط الجبهة يعمل مع القادة الاكراد «لكن هناك بعض المستشارين على جبل سنجار يساعدون في انتقاء اهداف الغارات الجوية».
واضاف «انهم ليسوا على خط التحركات مباشرة لكنهم قادرون على رؤيته».
وتصاعدت اعمدة الدخان من مباني المدينة بعد توجيه ضربات جوية من قبل طائرات التحالف الدولي، وعمليات قصف ترافقها على مواقع الجهاديين، بحسب مراسل فرانس برس.
وقال مجلس امن اقليم كردستان ان عدد المشاركين في العملية يصل الى 7500 مقاتل كردي، موضحاً انها تهدف الى «آقامة منطقة عازلة لحماية (المدينة) وسكانها» من القصف المدفعي.
وشن الائتلاف الدولي 24 غارة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في منطقة سنجار الاربعاء وثمان اخرى في منطقة الحول في سوريا.
واستهدفت غارات الائتلاف عدة عربات محشوة بالمتفجرات بينما قام مقاتلو البشمركة بتدمير عربة اخرى مستخدمين صواريخ مضادة للدبابات، بحسب مجلس امن اقليم كردستان.
أ ف ب/رويترز