أبرز الأخبارصحة

ايبولا… هلع يلف العالم!

أوباما يقر استدعاء الاحتياط والحرس الوطني لمواجهة الفيروس


بدا امس الخميس ان وتيرة انتشار الهلع من فيروس ايبولا في تزايد وتتجاوز وتيرة انتشار الوباء نفسه ولا سيما في الولايات المتحدة واوروبا حيث تعالت الاصوات المطالبة بالتحقق من فعالية اجراءات مراقبة المسافرين الآتين من الدول الاكثر اصابة بالفيروس.

وفي محاولة للحد من انتشار الوباء الذي ادى حتى اليوم الى وفاة حوالى 4500 شخص، ستحصل 15 دولة افريقية حدودية او قريبة من المنطقة الاكثر اصابة بالفيروس على مساعدات متزايدة، كما اعلنت منظمة الصحة العالمية.

اوروبا تتحقق من فعالية مراقبة المسافرين الآتين من الدول الاكثر اصابة

من جهته سيقوم الاتحاد الاوروبي «فوراً باجراء عملية تحقق» من فعالية اجراءات مراقبة المسافرين المتبعة في مطارات الدول الافريقية الثلاث الاكثر اصابة بالفيروس وهي ليبيريا وغينيا وسيراليون، كما اعلن امس مفوض الصحة الاوروبي تونيو بورغ.
واوضح المفوض ان عملية التحقق هذه ستتم بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بهدف تعزيز اجراءات المراقبة اذا تبين ان هناك ضرورة لذلك، وكذلك ايضاً لتسهيل عملية تعقب المصابين المحتملين بالفيروس.
ولكن مقابل التوصل الى هذا القرار فان دول الاتحاد الاوروبي لم تتوصل الى توافق على مسألة استحداث اجراءات لمراقبة المسافرين لدى دخولهم الى دول الاتحاد، وهو اجراء قررت فرنسا وبريطانيا تطبيقه بشكل احادي الجانب.
ولكن منظمة الصحة العالمية قللت من شأن فعالية اجراء مماثل، محذرة من انه قد يؤدي الى اعطاء «شعور خاطىء بالامان» او انطباع بانه اجراء «لنفي» الناس.
وقال مسؤول في المنظمة ان «قياس حرارة المسافرين لا يوقف على اي حال الا اولئك الذين تكون العوارض ظاهرة عليهم في تلك اللحظة. هذه العوارض يمكن ان تظهر بعد عبور قسم الجمارك ودخول البلاد».

في الحجر الصحي
وفي الساعات الاخيرة زادت في الكثير من الدول اعداد الاشخاص المشتبه باصابتهم بالفيروس والذين وضعوا في الحجر الصحي.
وفي اسبانيا، نقل ثلاثة اشخاص ظهرت عليهم اعراض مشبوهة الى المستشفى الخميس، تطبيقا لبروتوكول ايبولا، وأحدهم مسافر على متن رحلة لشركة اير فرانس وكان اتياً من نيجيريا، فيما تتحسن صحة المريضة الوحيدة في البلاد وهي مساعدة ممرضة.
وفي فرنسا نقلت الى احد مستشفيات باريس ممرضة ظهرت عليها عوارض «حمى مشبوهة”» بعدما اعتنت بمريض مصاب بالفيروس.
وفي ليبيريا قررت وزيرة النقل انجيلا كاسيل-بوش من تلقاء ذاتها ان توضع في الحجر الصحي اثر وفاة سائقها الشخصي متأثرا باصابته بالفيروس.

تدابير في 4 مطارات اميركية
وابتداء من يوم امس الخميس بدأ تطبيق تدابير مراقبة اضافية في اربعة مطارات اميركية، هي ليبيرتي في نيوارك (قرب نيويورك) واوهاري في شيكاغو وهارتسفيلد في اتلانتا ودالاس في واشنطن.

كما اغلقت الخميس ثلاث مدارس في وسط تكساس (جنوب) ومدرسة واحدة في اوهايو (شمال) خشية ان يكون طلاب او مدرسون تواصلوا مع الممرضة الثانية التي اصيبت بالفيروس وكانت استقلت رحلة بين الولايتين.
واعتبر الرئيس الاميركي باراك أوباما الخميس ان اغلاق حدود الولايات المتحدة امام المسافرين الآتين من الدول الافريقية المصابة بوباء ايبولا قد يؤتي نتائج عكسية، مشيرا بالمقابل الى امكانية تعيين مسؤول لتنسيق جهود مكافحة الوباء على المستوى الفدرالي.
وأجاز اوباما للبنتاغون امس الخميس ارسال جنود من الاحتياط وقوات الحرس الوطني الى غرب افريقيا للمساهمة في جهود التصدي لفيروس ايبولا عبر المشاركة في بناء البنى التحتية اللوجستية اللازمة لمكافحة الوباء.
وقال مسؤولون في وزارة الدفاع إن موافقة أوباما ضرورية للاسراع في نشر الحرس، وستسمح بإرسال المزيد من القوات، إذا استدعت الضرورة الشديدة ذلك.

اول حالة مشبوهة في الخليج
وفي دبي، سجلت الاربعاء الحالة الاولى المشبوهة في الخليج. ووضع المسافر الذي وصل من ليبيريا عبر المغرب في الحجر الصحي على الفور.
واعلن المغرب من جانبه البدء بـ «خطة وطنية» «لمنع دخول وباء ايبولا» الى المملكة، وهو من البلدان النادرة التي واصلت رحلاتها الجوية المباشرة مع ابرز البلدان التي يتفشى فيها الوباء في غرب افريقيا.
وقال مسؤول مغربي الخميس لوكالة فرانس برس ان المغرب يضمن مراقبة صارمة لكل الاشخاص المشتبه في إصابتهم بفيروس إيبولا، وذلك عبر سلسلة اجراءات «انطلاقاً من مطارات بلدانهم» لتجنب دخول الفيروس الى المغرب.
وقال الاتحاد الدولي لمنظمات الصليب الاحمر والهلال الاحمر الذي يتصدر متطوعوه عمليات المساعدة في غرب افريقيا، ان تدابير الوقاية في المطارات ضرورية، لكن السيطرة على هذه الازمة تتطلب وقتاً وتحركاً ميدانياً للقضاء على مصدر الوباء.
ويرمي هذا التحرك الى فهم سلوك الاشخاص والحد من مخاطر انتقال العدوى.

الأمم المتحدة: عدد الوفيات سيتجاوز 4500 هذا الأسبوع من أصل 9 آلاف حالة إصابة

وكان مجلس الامن الدولي اعتبر مساء الاربعاء ان العالم يواجه «اخطر حالة صحية طارئة في السنوات الاخيرة» مطالباً بزيادة «كبيرة» لمساعدات بلدانه الاعضاء لمكافحة وباء ايبولا الذي تسبب حتى الان في حوالي 4500 وفاة.
وقالت ايزابيل نوتال مديرة إدارة المكافحة بمنظمة الصحة العالمية إن إجمالي عدد الوفيات نتيجة الإصابة بفيروس إيبولا سيتجاوز هذا الأسبوع 4500 حالة من أصل 9 آلاف حالة إصابة.
وأضافت نوتال أن المرض ما زال متفشياً في ثلاث دول أفريقية وخارج نطاق السيطرة.
وقالت إن العدد الجديد يظهر أن تفشي الفيروس مازال يصيب بشدة العاملين في حقل الرعاية الصحية على الرغم من اجراءات الحيطة والحذر، وذلك بعد أن أصيب 2700 عامل بالرعاية الصحية توفي منهم 236 معظمهم نتيجة شدة العدوى.
وأضافت نوتال أن الجهود العالمية ينبغي أن تظل منصبة على الدول التي خرج فيها تفشي المرض عن نطاق السيطرة، وهي ليبيريا وسيراليون وغينيا.
جاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي عقدته المسؤولة الأممية في جينيف.
وقالت «تظهر بياناتنا أن حالات الإصابة تتضاعف كل أربعة أسابيع. وما زال المرض ينتشر في غينيا وليبيريا وسيراليون، وهناك انتقال مستمر للفيروس».
وقالت نوتال إن حالات الإصابة بفيروس إيبولا تتزايد في العاصمة الغينية كوناكري، موضحة أن مشكلات تتعلق بجمع البيانات في ليبيريا، التي تعاني من وجود حالات غير موثقة في العاصمة مونروفيا، تحول دون رسم ملامح للوضع في هذا البلد.
وأضافت أن الوضع سيستغرق شهورا قبل درء تفشي المرض، مشيرة إلى أن منظمة الصحة العالمية حددت 14 دولة أفريقية تتخذ استعداداتها وتضع احتواء الإيبولا على قمة أولوياتها.
وهذه الدول هي بنين والكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغامبيا وغانا وغينيا بيساو وساحل العاج ومالي وموريتانيا ونيجيريا والسنغال وجنوب السودان وتوغو.
وقالت: «اختيرت هذه الدول إما لأنها تجمعها الحدود مع الدول المتضررة، أو لديها طرق سفر أو تجارة».
من جهتهم، يجتمع رؤساء الدول التسع المنضوية في مؤتمر «البديل البوليفاري للاميركيتين» (البا) الاثنين في هافانا لبحث استعدادات التصدي لاحتمال وصول الفيروس الى بلادهم.

وكالات
 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق