سياسة لبنانيةلبنانيات

الحريري: كرسي السلطة صارت خلفي وفتشوا عمن سرق مفاتيح تأليف الحكومة

جنبلاط يقدم افكاراً تنموية اصلاحية للحكومة الجديدة وينتظر تشكيلها

غرد رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، عبر حسابه على «تويتر»: «‏التحليلات التي تتحدث عن سيناريوهات تربط عرقلة تأليف الحكومة بترتيب عودتي إلى رئاسة الحكومة مجرد أوهام ومحاولات مكشوفة لتحميلي مسؤولية العرقلة وخلافات أهل الفريق السياسي الواحد.
‏قراري حاسم بأن كرسي السلطة صارت خلفي وان استقالتي استجابت لغضب الناس كي تفتح الطريق لمرحلة جديدة ولحكومة تنصرف إلى العمل وتطوي صفحة المراوحة في تصريف الأعمال.
أما للمتخوفين من هذه السيناريوهات والقائلين بأن أحداً من أولياء أمر التأليف لم يعد يريد سعد الحريري في رئاسة الحكومة فأقول، سعد الحريري اتخذ قراره ومفتاح القرار بيده… فتشوا عمن سرق مفاتيح التأليف وأقفل الأبواب على ولادة الحكومة».
وكان الحريري قد قال يوم الاثنين على توتير ان لبنان بحاجة إلى «حكومة جديدة على وجه السرعة توقف مسلسل الانهيار والتداعيات الاقتصادية والأمنية».
تأتي تصريحات الحريري بعد مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين خلال اليومين الماضيين هزت العاصمة بيروت.
وتلك هي أسوأ موجة عنف منذ بدء الاحتجاجات ضد النخبة الحاكمة في تشرين الأول (اكتوبر) إذ شهدت إصابة المئات بسبب استخدام قوات الأمن لمدافع المياه والرصاص المطاطي لتفريق المحتجين الذين رشقوها بالحجارة.
ولم يتفق الساسة اللبنانيون على حكومة جديدة أو خطة لإنقاذ الاقتصاد منذ أن دفعت الاضطرابات الحريري إلى الاستقالة من منصب رئيس الوزراء في 29 تشرين الأول (اكتوبر) مما قوض مساعي التعافي من الأزمة التي أضعفت الثقة في القطاع المصرفي وزادت من مخاوف المستثمرين بشأن قدرة البلاد على الوفاء بالتزاماتها لتسديد ديون خارجية ضخمة.
وقالت مصادر إن الرئيس ميشال عون التقى مع قادة الأجهزة الأمنية يوم الاثنين لوضع خطة لردع الجماعات المسؤولة عن العنف والتي جمعت الأجهزة الأمنية معلومات مفصلة عنها مع حماية الممتلكات والمحتجين السلميين.
ومن أسباب تأجيج الاضطرابات في لبنان الضغوط المالية الشديدة التي أدت لتدهور قيمة العملة وارتفاع الأسعار ودفعت البنوك إلى فرض قيود على سحب وتحويل المبالغ النقدية بالدولار خشية هروب رؤوس الأموال. وتسببت تلك الإجراءات في تأجيج مزيد من الغضب بين المودعين الذين أنهكتهم تلك الإجراءات.
وقالت جمعية المستهلك في بيان نشرته الوكالة الوطنية للإعلام إنها لاحظت «ارتفاع الأسعار، للمرة الأولى في تاريخ لبنان، بمعدلات تتجاوز 40 في المئة خلال ثلاثة أشهر».
وقال الحريري على تويتر «استمرار تصريف الأعمال ليس هو الحل، فليتوقف هدر الوقت ولتكن حكومة تتحمل المسؤولية».
وقال الحريري على تويتر «حكومتنا استقالت في سبيل الانتقال إلى حكومة جديدة تتعامل مع المتغيرات الشعبية لكن التعطيل مستمر منذ تسعين يوماً فيما البلاد تتحرك نحو المجهول».

لقاء الحريري – جنبلاط

وكان الحريري قد استقبل مساء امس، في «بيت الوسط»، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، يرافقه وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور والوزير السابق غازي العريضي، في حضور الوزير السابق غطاس خوري، وتم خلال اللقاء عرض آخر المستجدات والأوضاع السياسية.

جنببلاط

بعد اللقاء، قال جنبلاط: «عندما تشتد الأزمات، خصوصاً في مثل هذه الأزمة القاسية، ومن خلال خبرتي وتجربتي القديمة أقول إنها قد تكون من أقسى الأزمات، يستحسن التفكير بهدوء، بعيداً عن الانفعال والعواطف، ونعود فيه إلى الماضي الذي كنا وسنبقى فيه مع هذا البيت. أتذكر ونحن على مشارف 14 شباط، ذاك اليوم الأسود. واليوم، نواجه أياماً أصعب اقتصادياً».
أضاف: «كلمتي إذا كانت مسموعة للحراك الجديد: العنف لا يخدم وردة الفعل التي حدثت، فكلامي وكلام الرئيس سعد الحريري عن بيروت ليس دفاعاً عن حجارة بيروت، بل دفاعاً فقط عن أهلها. وإذا كانت لي من نصيحة، خصوصاً أن غالبهم أتى من الشمال، هناك مرافق من ذهب في الشمال إذا ما أحسن استثمارها وإدارتها. عندما كان غازي العريضي وزيراً، بدأ بالتوسعة الأولى للمرفأ مع شركة صينية، فلماذا لا ينظرون إلى هذا المرفأ ويعطى استقلالية كاملة، وتستكمل الأشغال، لأن هذا المرفأ كان يخدم تاريخياً الشمال اللبناني وسوريا والعراق».
أضاف: «هناك أيضاً المصفاة، والآن ليست هناك مصفاة بل بقايا مصفاة، خزانات. إنني مع أن يعطى امتياز للروس، نعم، كي تعود المصفاة، كما كان هناك في الماضي امتياز للبريطانيين في أوائل القرن العشرين، ويأتي النفط من كركوك أو من تركيا عبر سوريا. لا أعتقد أن السوري يستطيع أن يعترض. ففي النهاية، الروسي يسيطر في تلك المناطق، لكن بذلك يكون هناك دخل للبنانيين ولأهل الشمال».
وتابع: «أما الفكرة الثالثة التي وردتني، وكنا دائماً ننادي بها من أجل اللامركزية، فلماذا لا نفتح ونصر على فتح مطار القليعات، مطار رينيه معوض، وتكون هناك حركة اقتصادية ضخمة تريح الشمال. هذه بعض الأفكار، ونتمنى لهم إذا شكلوا الحكومة كل التوفيق، فهذه أفكار لهم، ونحن سنؤيد كل فكرة تنموية إصلاحية».
سئل: ألم تتباحثا في العلاقة بينكما؟ وهل ستكونان في مواجهة هذه الحكومة، خصوصاً أنها حكومة من لون واحد، أم ستسهلان عملها؟
أجاب: «لكل حادث حديث. في كلامي الحالي، أعطي هذه الحكومة أفكاراً، لكن المضحك فيها أنهم عندما اخترعوا في الماضي الثلث المعطل، كانت هناك حكومات ما يسمى بحكومات الوحدة الوطنية. أما اليوم فهناك حكومة لون واحد وهم مختلفون في ما بينهم».
قيل له: لكن هل ستسهلان عملها أم لا؟
أجاب: «لكل حادث حديث، نحن سننسق سوياً يوماً بعد يوم وأسبوعاً بعد أسبوع».
سئل: ماذا لو اختلفت مع الرئيس الحريري؟
أجاب: «هناك أحياناً ملاحظات، والآن كنا نتحدث. لقد قدم الرئيس الحريري تلك الورقة الإصلاحية في آخر اجتماع قبل أن يستقيل، وقال لي الآن، إذا تمكنوا من تنفيذها يكون ممتازاً، فلينفذوها».
سئل: هل ترى ما حصل في بيروت أنه خطة ممنهجة لضرب القوى الأمنية
أجاب: «برأيي، إذا كان الثوار يظنون بهذه الطريقة، أن بالهجوم على القوى الأمنية أو على مركز رئاسة المجلس يردون على ما حدث الثلاثاء في قضية الهجوم على المصارف، فهذا التصرف خاطئ. فليعودوا جميعاً إلى الحراك الأساسي السلمي، ونحدد الأهداف التنموية الاقتصادية، وما هو المطلوب بعد ذلك».
سئل: كيف تقومون المحاصصة الحاصلة في الحكومة الجديدة؟
أجاب: «لا أقوم شيئاً، ننتظرها حتى تشكل، فهم ما زالوا مختلفين في ما بينهم».
سئل: هل سيتم التنسيق مع «القوات اللبنانية أيضاً»؟
أجاب: «كل شيء في وقته جميل».

اتحاد المحامين العرب

وكان الرئيس الحريري استقبل الأمين العام لاتحاد المحامين العرب ناصر الكريوين ورئيس مجلس إدارة جمعية المحامين العمانيين الدكتور محمد بن إبراهيم الزدجالي.
بعد اللقاء، قال الكريوين: «تم عرض أعمال المؤتمر المهني الأول لاتحاد المحامين العرب، ووجهنا له دعوة لزيارة مكتب الاتحاد في مسقط بسلطنة عمان».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق