الاقتصادمفكرة الأسبوع

اوروبا تستثمر في الجنسية والاقامة والعرب ثالث المستثمرين

برزت في السنوات الاخيرة ظاهرة جديدة في بعض الدول الاوروبية تقوم على مبدأ الاستثمار مقابل الاقامة الدائمة او الجنسية مدفوعة برغبة المستثمر في الهجرة من جهة، وبسعي البلد «المانح» الى الحصول على الاموال. فاين العرب من هذه الظاهرة؟

اظهرت انظمة الهجرة والضرائب ان المستثمرين العرب يأتون في المرتبة الثالثة، بعد الصينيين والروس، على قائمة اكبر مستثمري العالم طلباً لحق الاقامة الدائمة او الجنسية على مستوى القارة الاوروبية، وخصوصاً على مستوى بريطانيا، الذي يشير مدير الثروة العالمية والهجرة في شركة «لندن اند كابيتال» لادارة الثروة مارك اسكورت فيها ان المصدر الاول للطلبات العربية يأتي من دبي، «ولا ننفك نتلقى اتصالاً هاتفياً او اثنين يومياً على الاقل من عملاء عرب محتملين».

البرنامج البريطاني
هذا الجو هو ما ساد ندوة حول الخيارات والفرص المتاحة امام هجرة اصحاب الثروات الكبيرة الى بريطانيا والاتحاد الاوروبي نظمتها جمعية المصرفيين العرب بالتعاون مع الغرفة التجارية العربية البريطانية في لندن تحت عنوان: هل ان بريطانيا بلد مفتوح للمستثمرين والاعمال. واظهرت الندوة التي شارك فيها ممثلون عن صناديق ثروات وبنوك عربية واجنبية ان بريطانيا هي من اكثر دول الاتحاد نجاحاً في هذا البرنامج، لكنها ليست وحيدة في مساعيها لاجتذاب المهاجرين الاثرياء في اوروبا، حيث تشهد سوق منح الجنسية او الاقامة الدائمة مقابل الاستثمار نمواً كبيراً في دول القارة العجوز كشكل جديد من اشكال جذب رؤوس الاموال الاجنبية، ومن اهمها البرتغال ومالطا.
وتطرقت الندوة الى ثلاثة انواع من التأشيرات المقدمة للمستثمرين وهي تأشيرة مستثمر فئة 1، وتأشيرة رائد الاعمال فئة 1 المقدمة حديثاً، بالاضافة الى تأشيرة العمل من الفئة 2،كما تطرقت الندوة الى تفاصيل اللوائح الخاصة بالضرائب التي يخضع لها المستثمر المهاجر لمجرد تمضية فترة طويلة من الوقت، وينفق قدراً كبيراً من المال في بريطانيا. وقد اكد احد المشاركين تطور برامج تحصيل الضرائب ومتابعتها بادخال هيئة الايرادات والجمارك الملكية لخدمة «كونكت»، التي تعتبر اداة جديدة لجمع  البيانات العامة وتم اطلاقها في 2013، وتكمن مهمتها في تعقب حاملي التأشيرات من الفئة 1 و2 في بريطانيا وترصد انشطتهم التجارية الخاضعة للضرائب.

طالبو التأشيرات
عندما تصل الى بريطانيا يكون امامك 90 يوماً حتى تجد شخصاً مثل مارك اسكورت، الذي ذكر ان اكثر من نصف العملاء الذين يلجأون الى الشركة للمساعدة في الحصول على التفويض الاستثماري لتأشيرة الفئة الاولى هم من الصينيين او الروس، مشيراً الى ان معظم المتقدمين من السيدات اللواتي يبلغن منتصف الاربعينيات من العمر، وان متوسط عمر طالبي تأشيرات الاستثمار هم في متوسط عمر الاربعين. واظهرت بيانات رسمية صادرة عن اللجنة الاستشارية للهجرة ان الحكومة البريطانية اصدرت في الربع الثاني من العام 2013 نحو 530 تأشيرة دخول الى المتقدمين بطلبات ويسلك هذا المنحى اتجاهاً تصاعدياً. ويجزم اسكورت «ان تأشيرة المستثمر على وجه خاص من السهل الحصول عليها»، لكنه يحض العملاء المحتملين على البدء في تقديم طلبات الحصول على التأشيرة والاعمال الاستثمارية قبل شهر تشرين الاول (اكتوبر) 2014 في ضوء ارتقاب تغير اللوائح.

مالطا والبرتغال
ولم تغب عن الندوة الخيارات المتاحة امام المستثمرين الاجانب، اذ اشار هاكان كوتيليك، المدير المشارك في «هينلي اند بارتنرز» الشركة العالمية في مجال تخطيط الاقامة والجنسية الى 18 خياراً مختلفاً للاقامة والجنسية، مستعرضاً برامج الاقامة في مالطا والبرتغال التي تم ادخالها في اذار (مارس) 2014، وتشرين الاول (اكتوبر) 2012 على التوالي.
وكشف كورتيليك ان برنامج «الاقامة الذهبية» الذي يستغرق خمسة اعوام والمتاح في البرتغال استقبل 1500 متقدم بالطلب منذ اطلاقه، ومرة اخرى كان معظم المتقدمين من الصينيين والروس. وبرز على لسان المشاركين التأكيد على مميزات برنامج مالطا، التي ساعدت «هينلي اند بارتنرز» على اطلاقه. ويقول الرئيس التنفيذي للشركة ايريك ميجور في هذا المجال ان برنامج مالطا تلقى منذ اطلاقه قبل نحو اشهر قليلة عشرات الطلبات تم قبول 50 طلباً منها للاقامة في مالطا من بينها 30٪ من الاصول العربية، كما توجد 70 اسرة اخرى في طريقها الى تقديم الطلبات والتعرف على الجزيرة الاوروبية. واظهر ميجور ان الخطوة الاولى في البرنامج هي الحصول على اقامة لمدة عام عن طريق شراء او تأجير عقاري في مالطا، بعد ذلك يتم تقديم طلب للحصول على الجنسية التي تسمح لحاملها بدخول 163 دولة في العالم/ وعلى الرغم من ان بريطانيا هي الوجهة الاولى للعملاء العرب، فانه يتوقع حصول ارتفاع في الطلبات الى مالطا.

اصغر دولة «تبيع» جنسيتها
«سانت كيتس ونيفيس» هو دولة اتحادية من جزيرتين اثنتين من جزر الهند الغربية، وهي اصغر دولة ذات سيادة في الاميركتين سواء من حيث المساحة (261 كلم مربع) او من حيث عدد السكان (43 الف نسمة). يعتمد اقتصادها على السياحة بشكل رئيسي، والزراعة والصناعات الخفيفة. ويركز نظام الهجرة فيها على اجتذاب المستثمرين مقابل اعطائهم الجنسية في غضون ستة اسابيع كحد اقصى، ويتم هذا عن طريق استثمار 250 الف دولار. وتتيح هذه الجنسية او تأشيرة الاقامة دخول دول اوروبا وكندا وانكلترا بدون فيزا باجمالي 180 دولة بدون فيزا. كما تتيح الابقاء على الحسابات السابقة للمستثمر، ولا تفرض اي ضريبة على الاقامة، وتسمح للمستثمر ان يعيش داخل الجزيرة او خارجها، وهذه الجنسية دائمة مدى الحياة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق