سياسة لبنانيةلبنانيات

العدو يخرق قواعد الاشتباكات وقصفه يطاول شمال الليطاني

النازحون من القرى الجنوبية يتخوفون من الانزلاق الى الحرب

بدأت الاشتباكات على الحدود الجنوبية اللبنانية تأخذ طابعاً خطراً وتهدد بالانزلاق الى الحرب على غرار ما هو حاصل في غزة وهذا ما حذرنا منه مراراً. فالتمسك بقواعد الاشتباك لا يمكن ان يستمر، واي حادث يخرج عن المألوف يمكن ان يجرنا الى الكارثة. فبعد ظهر امس شهدت الحدود الجنوبية سخونة تجاوزت الحدود المرسومة، وتخطت الغارات الاسرائيلية على القرى الجنوبية، لاول مرة نهر الليطاني ووصلت الى جب شيت في قضاء النبطية الامر الذي دفع الجنوبيين الذين لا يزالون متمسكين بارضهم ومنازلهم الى النزوح، واعلنوا انهم شعروا لاول مرة بان الانزلاق الى الحرب بات محتملاً جداً. كذلك افاد سكان منطقة صور انهم سمعوا لاول مرة ايضاً منذ بدء الاشتباكات في الثامن من تشرين الاول الماضي اصوات قصف لم يسمعوها من قبل مما يدل على دخول اسلحة جديدة الى المعركة. وقد رد حزب الله على هذه الاعتداءات بالاسلحة المناسبة وخصوصاً صواريخ بركان مستهدفاً المراكز والتجمعات العسكرية، موقعاً فيها اضراراً ومسجلاً اصابات. ويبدو ان الحكومة الاسرائيلية الواقعة تحت ضغط المستوطنين، ارادت من هذا التصعيد استيعاب الغضب الذي عبر عنه سكان المستوطنات في شمال اسرائيل والواقعة قرب الحدود اللبنانية. فقد تظاهر هؤلاء واتهموا الحكومة بانها اهملتهم وطالبوها بايجاد المناخ الملائم لعودتهم الى منازلهم.
في هذا الوقت تستمر المحاولات الدبلوماسية لتطبيق القرار 1701 ومن اشد المطالبين به العدو الاسرائيلي وهو الذي لم يتقيد يوماً به، وكان يخرقه يومياً براً وبحراً وجواً. ويعمل على خط الوساطة وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن، وخصوصاً المستشار الاول للرئيس الاميركي في شؤون الطاقة آموس هوكستين الذي تعول عليه الادارة الاميركية بعدما سبق له ونجح في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل. وهناك عروضات واغراءات يقدمها الجانب الاميركي. الا ان رد حزب الله على كل هذه الوساطات كان واحداً، لا بحث في اي تفاهم او حل قبل توقف حرب غزة التي يصر رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو على الاستمرار بها ورغم الجهود المكثفة التي تبذلها مصر وقطر للتوصل الى هدنة انسانية جديدة يتم خلالها اطلاق عدد من الاسرى لدى حماس، لا تزال الامور تراوح مكانها وكل طرف متمسك بمواقفه.
ويمكن تصوير الوضع في هذه المرحلة على الشكل الاتي خطر حرب يخيم فوق المنطقة الحدودية اللبنانية، وغياب للسياسة في فترة الاعياد خرقه الوفد الاشتراكي برئاسة النائب تيمور جنبلاط وضم النائبين اكرم شهيب ووائل ابو فاعور، الذي زار بنشعي والتقى الوزير السابق سليمان فرنجية بحضور النائب طوني فرنجية الذي قال رغم التباين في وجهات النظر فان التواصل الدائم مستمر انطلاقاً من ايمان الطرفين بالحوار وبلغة التواصل.
الحديث بين الجانبين تناول موضوعين الاول التعيينات في المؤسسة العسكرية، وخصوصاً رئاسة الاركان التي تعني الاشتراكيين بصورة خاصة، لا سيما بعدما صوت مجلس النواب على التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون وقال النائب فرنجية في هذا المجال: رأينا ان البديل عن التمديد هو الذهاب بالبلد الى المجهول وهذا ما دفعنا الى الموافقة على هذا التمديد. واليوم نلمس ان هناك حرصاً من قبل المؤسسة العسكرية ومن قبل الحزب التقدمي الاشتراكي على المجلس العسكري وذلك حفاظاً على انتظام العمل في صفوف الجيش. وعلم ان الوزير السابق سليمان فرنجية ابدى معارضته التعيين في غياب رئيس للجمهورية. وان الحل الاسلم هو العمل على انتخاب رئيس يعيد احياء المؤسسات الدستورية بدءاً من تشكيل حكومة فاعلة تتولى ايجاد الحلول للمشاكل القائمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق