حواررئيسي

فتفت: 96 بالمئة من السنة يؤيدون الدولة

تهز لبنان في هذا الوقت موجة من التصعيد الطائفي. لذلك توجه «الاسبوع العربي» الالكتروني الى نائب الشمال الدكتور احمد فتفت وناقش معه التدابير التي يمكن لتيار المستقبل ان يتخذها بغية تجاوز الازمة الناجمة عن اختطاف عسكريين لبنانيين على ايدي الحركات التكفيرية.
ما هي التدابير التي يتخذها تياركم في مواجهة التوترات التي شهدها البقاع هذا الاسبوع؟
لتيار المستقبل مهمة مزدوجة. انه حزب سياسي يعمل في قلب الطائفة السنية. ونحن نعمل على مستويات عدة بغية تهدئة النفوس، اما مباشرة، كما فعل نائبنا في فنيدق، خصوصاً الى جانب عائلة الشهيد علي السيد، واما بطريقة غير مباشرة عبر الاعلام في محاولة لتجنب المزايدات المريضة. ثم اننا حاضرون في الحكومة التي مع الاسف هي خاضعة لمبدأ الاجماع في اي قضية مهما كانت اهميتها. على مستوى البقاع اجرينا اتصالات مع الاهالي بواسطة رجال الدين ونوابنا بغية تهدئة النفوس ومنع الناس من اقفال الطرقات او المشاركة في عمليات الخطف المضاد التي من شأنها ان تعمق التوتر.

عودة الحريري
بعد تدهور الوضع المحلي الا تعتقد بان على تيار المستقبل ان يتخذ تدابير فعالة بغية محاربة تصاعد التطرف السني؟ الا يفرض ذلك عودة الرئيس سعد الحريري؟

ان عودة الرئيس الحريري لن تخفف من مستوى التطرف. فهذه الظاهرة هي نتيجة عوامل عدة بينها انغماس حزب الله في الحرب السورية واستخدام سلاحه داخل لبنان. وهناك اسباب اخرى مرتبطة بالمناطق اللبنانية مثل النمو ونسبة الامية التي تشكل اكثر من 20 بالمئة في لبنان الشمالي. كل هذه العوامل ساهمت في خلق شعور كبير بالحرمان (في قلب الطائفة السنية) وزادتها حدة تصرفات حزب الله. جاء في دراسة اميركية صدرت مؤخراً ان 96 بالمئة من السنة في لبنان مؤيدون لمبدأ الدولة وان 4 بالمئة فقط مع الاسلام السياسي واقل من واحد بالمئة يميلون نحو التطرف. واذا كانت هذه الارقام لا معنى لها فان انعكاساتها لها معنى كبير على الصعيد الامني. وهذا ما دفعنا الى المشاركة في الحكومة عبر وزيرين هما وزيرا العدل والداخلية، في محاولة لاتخاذ تدابير لا تكون عدائية او غير عادلة (تجاه الطائفة السنية). على صعيد انماء المناطق انفق الرئيس الحريري منذ العام 2009 اكثر من 120 مليون دولار لبناء المدارس على شكل هبات الى وزارة التربية. وهذا الرقم كان يمكن ان يكون اكثر اهمية لولا الازمة المالية.

ردات فعل
هذا الوضع هل يبرر ظهور التطرف؟

انا شخصياً افهم هذه الظاهرة التي عشتها بنفسي. فعلى الرغم من ان والدي كان نائباً، تركت المدرسة وانا في سن الشباب والتحقت بالمقاومة الفلسطينية. هؤلاء الناس (الاصوليون) يعيشون الاذلال السياسي ويشعرون بالظلم سواء من جراء ما يجري في لبنان او بفعل الاحداث في سوريا. لقد مشيت المسيرة عينها وهذا النوع من ردات الفعل قائم في كل الطوائف ويأخذ اشكالاً متعددة ويمكننا ملاحظته عند الشيعة مع حزب الله. وهناك ايضاً عمل كبير يمكن القيام به عبر دار الفتوى، ونأمل مع انتخاب مفتٍ جديد تحقيق تقدم في هذا المجال. هذه التدابير مع ذلك لا تكفي. فحزب الله لا يزال يتبع السياسة عينها برفضه اقفال الحدود وتطبيق القرار 1701 مع انتشار القوات الدولية. ليس هناك حل سحري بل يحتاج الامر الى جهد شامل. فعلى الدولة ان تمسك بالامور وتتحمل مسؤولياتها وتفرض الرقابة على الحدود مستفيدة من مساندة الامم المتحدة التي تسعى الى اقامة جبهة موحدة ضد الارهاب. واخيراً ان تحقق الانماء في مختلف المناطق.

منى علمي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق