اسرائيل تدفع باتجاه الحرب الشاملة واللجنة الخماسية تتحرك بجدية لانتخاب رئيس للجمهورية

ما هو هدف رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتانياهو من وراء هذا التصعيد العالي الشدة، ان في غزة او في الجنوب اللبناني؟ لقد اشتد القصف على خان يونس وهو يوقع الضحايا بالعشرات يومياً وسط اشتباكات عنيفة يسقط خلالها جنود العدو الذي اعترف امس بمقتل ثلاثة ضباط كبار. اما في الجنوب اللبناني فيركز العدو على الاغتيالات مستهدفاً عناصر قيادية في حزب الله ويقصف المنازل والمناطق الاهلة، مستخدماً القنابل الفوسفورية المحرمة دولياً. ويترافق ذلك مع غارات جوية ومسيرات تصب صواريخها على رؤوس السكان في القرى الجنوبية. ومن الطبيعي ان يرد الحزب على هذه الاعتداءات بالصواريخ، مستهدفاً تجمعات لجنود العدو موقعاً فيها اصابات محققة. في هذه الاجواء المحمومة تواصل اسرائيل ارسال التهديدات بالحرب متوعدة لبنان وحزب الله معاً. فيما الجهات الرسمية اللبنانية تواصل السعي لتنفيذ القرار 1701، الذي من شأنه اذا التزمت اسرائيل به ان يعيد الهدوء الى الجنوب اللبناني، ويؤمن عودة ابناء القرى الذين نزحوا هرباً من القتال، الى اماكن آمنة.
هذه الاجواء الحربية لم تمنع السعي الى انتخاب رئيس للجمهورية. وعادت اللجنة الخماسية الى التحرك بجدية على امل ان تجتمع في احدى دولها وربما في المملكة العربية السعودية او في فرنسا، في مطلع شباط المقبل. وتمهيداً لهذا الاجتماع الذي يعوّل عليه اللبنانيون، يتحرك سفراء الدول الخمس. ولهذه الغاية استقبل سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد بخاري في مقر اقامته في اليرزة سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية لدى لبنان مجتبى آماني. وجرى خلال اللقاء استعراض لابرز التطورات السياسية الراهنة على الساحتين اللبنانية والاقليمية، بالاضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين، وتبادل الرؤى في العديد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وعلى الرغم من ان ايران ليست ضمن المجموعة الخماسية، الا انها مهتمة جداً بالوضع في لبنان، ولذلك بحث السفيران بخاري واماني في التحرك المتوقع ان تقوم به اللجنة الخماسية. وذكر ان اشراك ايران ولو من خارج اجتماع اللجنة يساعد كثيراً على تقريب الحلول، لما لها من تأثير على حزب الله.
وكان مقرراً ان يزور سفراء الدول الخمس رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم الثلاثاء في عين التينة، الا ان الاجتماع ارجىء الى الاسبوع المقبل، الا ان الاجتماع المقرر سابقاً بين الرئيس بري والسفير بخاري، سيعقد في موعده اليوم. ومن الطبيعي ان يتناول البحث اعادة فتح ابواب المجلس النيابي ودعوة النواب الى جلسة مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية. واكد بري انه متمسك بالقرار 1701، ودعا الى الضغط على اسرائىل لتنفيذه.
هذا ويعقد المجلس النيابي جلسات يومي الاربعاء والخميس قبل الظهر وبعده لمناقشة الموازنة للعام 2024. وفي هذا السياق اعلن الاتحاد العمالي العام انه بعد الاطلاع على صيغة مشروع الموازنة، التي عدلتها لجنة المال والموازنة، يتبين انه تم الغاء عدد كبير من الرسوم والضرائب التي كان مجلس الوزراء قد ضمنها مشروع الموازنة، وتصغير العجز ومحاولة تحسين الايرادات وتخفيض النفقات، ومعالجة التنريل العائلي والشطور الضريبية الى حد مقبول وفق الاسس التي طالب بها الاتحاد العمالي العام. واضاف بيان الاتحاد حيث ان هذه الموازنة هي موازنة تشغيلية وليست اصلاحية يجب اقرارها بالتحسينات التي ادخلتها عليها لجنة المال والموازنة حتى لا تقر بمرسوم وتحمل الضرائب والرسوم العشوائىة.
على الصعيد التربوي اعلن وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي توقيع ميثاق الشرف، بين اتحادات المؤسسات التربوية ونقاباتها ونقابة المعلمين، الذي يهدف الى تأمين مبلغ 60 مليار ليرة لبنانية شهرياً لدفعها لاساتذة التعليم الخاص، الذين تقاعدوا، ليستمروا في تأمين مقومات العيش الكريم بالحد الادنى المقبول، مما يستدعي سداد المدارس الخاصة غير المجانية مبلغ تسعماية الف ليرة عن كل تلميذ فيها. وبعد انتهاء الاجتماع قال نقيب المعلمين نعمة محفوظ ان يوم غد (اليوم) هو يوم عمل عادي وهذا الذي كنا نطمح اليه.