أبرز الأخبارسياسة عربية

سلسلة تفجيرات في دمشق وحمص تسفر عن مقتل 150 على الأقل

شهدت العاصمة السورية دمشق ومدينة حمص سلسلة من التفجيرات أسفرت عن مقتل نحو 150 شخصاً على الأقل، حسبما أعلنت وسائل إعلام حكومية ونشطاء.

وضربت أربعة تفجيرات حي السيدة زينب جنوبي دمشق مما أدى إلى مقتل 96 شخصاً على الأقل، بحسب وسائل الإعلام الرسمية.
وكان الحي تعرض لتفجيرات مماثلة الشهر الماضي، قتل فيها 71 شخصاً، وتبناها تنظيم «الدولة الإسلامية» أيضاً.
وفي مدينة حمص، أدى انفجار سيارتين مفخختين إلى مقتل 59 شخصاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا.
وتزامنت التفجيرات مع إعلان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، التوصل إلى «اتفاق مبدئي» مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، لوقف الأعمال العدائية في سوريا.

«هذا واجبي»
في غضون هذا، قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه يأمل أن يتذكره الناس بأنه الرجل الذي «أنقذ» سوريا.
ورداً على سؤال صحيفة ألباييس الإسبانية، عن أين يرى الأسد نفسه بعد 10 أعوام، قال الرئيس السوري «إذا كانت سوريا في أمن وسلام، وأنا الذي أنقذتها، فهذا هو عملي، وهذا هو واجبي».
وقال الأسد إن جيشه في طريق محاصرة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، في مدينة حلب، شمالي البلاد، وأنه يتقدم أيضاً نحو الرقة، معقل تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأضاف أنه مستعد لهدنة مؤقتة، ما لم يستغلها، من يسميهم «الإرهابيين»، لتعزيز مواقعهم.
من ناحية أخرى، انتقدت منظمة العفو الدولية تركيا لعدم السماح بدخول السوريين المصابين في المعارك إلى أراضيها. ودعت المنظمة السلطات التركية إلى فتح الحدود أمام السوريين المتضررين.
وتصاعدت وتيرة العنف الاحد مع تفجيرين بسيارتين مفخختين اوقعا 57 قتيلاً على الاقل في حي الزهراء وسط مدينة حمص كما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.
واوضح المرصد ان من بين القتلى «39 مدنياً على الأقل من ضمنهم طفلة و11 مواطنة، فيما لم يعرف اذا كان الباقون من المدنيين ام من اللجان الشعبية والمسلحين الموالين لها».
وحصيلة تفجيري حمص هي الاعلى في المدينة منذ التفجيرين اللذين استهدفا مدرسة في حي عكرمة وسط حمص في تشرين الاول (اكتوبر) 2014 واوقعا 55 قتيلاً بينهم 49 طفلاً، بحسب المرصد.
وبث التلفزيون السوري لقطات لمكان التفجير تظهر عدداً من السيارات المحترقة واعمدة من الدخان الاسود. كما اظهرت الصور رجال الاطفاء وهم يحاولون اخماد الحريق وسط حطام متناثر ناجم عن الانفجار فيما كانت قوات الأمن والمارة يحاولون اسعاف الجرحى.
ودانت الحكومة السورية التفجيرين معتبرة أن «هذه التفجيرات الارهابية (…) تهدف لقتل ارادة العمل والعطاء والانتاج لدى أبناء الشعب السوري».
من جهته، اعتبر محافظ حمص طلال البرازي ان التفجيرين «استهداف للجبهة الداخلية في حمص التي شهدت خلال العام المنصرم حالة من التعافي وعادت الحياة الاقتصادية والاجتماعية الى طبيعتها».
وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية في بيانين منفصلين تفجيرات حمص وكذلك تفجيرات منطقة السيدة زينب.
ويسيطر النظام السوري على مدينة حمص بشكل شبه كامل منذ ايار (مايو) 2014، بعد خروج مقاتلي المعارضة من احياء حمص القديمة اثر حصار خانق تسبب بمجاعة ووفيات.
من جانب اخر قتل 62 شخصاً وجرح العشرات الاحد في سلسلة تفجيرات احدها بسيارة مفخخة استهدفت منطقة السيدة زينب التي تضم مقاماً دينياً في ريف دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وشهدت المنطقة في 31 كانون الثاني (يناير) الماضي ثلاثة تفجيرات متزامنة، نفذ انتحاريان اثنين منها، اسفرت عن مقتل 70 شخصاً وتبناها تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.
وتضم البلدة مقام السيدة زينب، الذي يعد مقصداً للسياحة الدينية في سوريا وخصوصا ًمن اتباع الطائفة الشيعية. ويقصده زوار تحديداً من إيران والعراق ولبنان رغم استهداف المنطقة بتفجيرات عدة في السابق.

اتفاق مبدئي لوقف النار
وتاتي التفجيرات الاخيرة فيما تواصل القوى الكبرى مساعيها لتطبيق اتفاق وقف الاعمال العدائية الذي كان يفترض ان يدخل حيز التنفيذ الجمعة.
وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني ناصر جودة في عمان الاحد انه تحدث مرة أخرى في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف و«توصلنا إلى اتفاق مؤقت من حيث المبدأ على شروط وقف الأعمال العدائية من الممكن أن يبدأ خلال الأيام المقبلة”.
واضاف ان الاتفاق «لم ينجز بعد وأتوقع من رؤسائنا الرئيس أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (…) ان يتحادثا في الأيام المقبلة في محاولة لإنجاز هذا الاتفاق».
وكيري ولافروف هما المهندسان الرئيسيان في المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 17 دولة واتفقت في ختام اجتماعها في ميونيخ في 12 شباط (فبراير) على «وقف الاعمال العدائية» في سوريا بهدف احياء مفاوضات السلام ووقف نزوح المدنيين.
وكان من المفترض ان يدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ في 19 شباط (فبراير) لكن المعارك تواصلت في سوريا بعد انقضاء تلك الفترة.
واعلنت الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة السبت موافقتها على هدنة شرط الحصول على ضمانات دولية بوقف العمليات العسكرية من حلفاء النظام السوري خصوصاً ايران وروسيا.
من جهته، قال الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة نشرها السبت موقع صحيفة «البايس» الاسبانية انه مستعد للقبول بوقف اطلاق النار لكن على الا يسمح ذلك باستغلاله من قبل «الارهابيين».

تركيا تدافع عن قصف الاكراد
ويبدو ان موسكو، المهندسة الرئيسية لوقف اطلاق النار المقترح، لم تبد اي اشارة حتى الان في ما يتعلق بضرباتها الجوية في سوريا دعماً لنظام الاسد.
وتوعدت روسيا السبت بمواصلة تقديم الدعم للنظام السوري لمحاربة المجموعات «الارهابية».
واحرز الجيش السوري تقدماً الاحد في ريف حلب الشرقي ضد تنظيم الدولة الاسلامية بمساندة من الطيران الروسي معززا سيطرته على طريق محورية تربط مدينة حلب بمطار كويرس العسكري.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد عن مقتل خمسين جهادياً من التنظيم الجهادي على الاقل خلال المعارك مع الجيش السوري الذي يحرز تقدماً منذ بدء معركته في ريف حلب فجر السبت.
وكان النزاع في سوريا دخل مرحلة جديدة مع بدء القوات التركية قبل اسبوع قصف مواقع للمقاتلين الاكراد السوريين في شمال سوريا الذين تعتبرهم «ارهابيين».
ويعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان المجموعات المسلحة الكردية السورية ليست سوى منظمات «ارهابية» على غرار حزب العمال الكردستاني في تركيا الذي يخوض تمرداً مسلحاً منذ العام 1984.
واكد اردوغان السبت ان بلاده تتصرف بموجب حقها في «الدفاع عن النفس» تجاه الاكراد السوريين الذين تتهمهم بالوقوف وراء اعتداء انقرة الدامي وتحتفظ بحق شن «جميع انواع العمليات» العسكرية.
وانفجرت سيارة مفخخة مساء الخميس في قلب العاصمة التركية مستهدفة اليات عسكرية فقتلت 28 شخصاً وجرحت 61.

بي بي سي/ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق