حوار

الاب يوسف مونس: المسيحيون… السكين على رقابهم

في تقرير قاس جداً عن الكنيسة المارونية اتهم الكاردينال دومينيك مومبارتي المسؤولين الروحيين بعدم حماية المسيحيين في لبنان والشرق الاوسط. ووصفهم بانهم يتنعمون بالبذخ والترف وينسون الام رعاياهم. «الاسبوع العربي» الالكتروني حاور الاب يوسف مونس. امين عام اللجنة الاسقفية للاتصالات الاجتماعية والمسؤول عن قسم الصحافة واستاذ اللاهوت لشرح الموقف.

الكاردينال دومينيك مومبارتي وضع تقريراً يتهم فيه الكنيسة المارونية ويعتبرها مسؤولة عن وضع المسيحيين في لبنان وبلدان الشرق الاوسط. برأيك الا تقوم الكنيسة بالدور المسند اليها؟
في الواقع الكاردينال مومبارتي وضع تقريراً سلبياً جداً حول وضع الكنيسة المارونية ومسيحيي لبنان. ودل بالاصبع على مستقبل المسيحيين في كل منطقة الشرق الاوسط مؤكداً على الشغور في رئاسة الدولة ولا مبالاة السلطة وان المسيحيين لا يشغلون المركز الاول وان مستقبلهم في خطر. انا لا اوافقه الرأي.
ما هي العناصر التي يرتكز عليها في تقديم حججه؟
يقول ان الكنيسة لا تهتم بالمناطق المجاورة في سوريا واسرائيل ولا حتى في المناطق الواقعة في قلب لبنان. ويعطي مثلاً مدرسة حمانا ويقول انها على غرار مؤسسات اخرى ستقفل ابوابها والكنيسة لا تتحرك لتمنع اقفالها. واشار الى غياب المدارس في المناطق خارج بيروت وايضاً الى غياب المستشفيات والفروع الجامعية والادارية… كذلك تطرق الى بيع الاراضي الى غير المسيحيين متسائلاً ماذا تفعل الكنيسة لمنع هذه الصفقات. واكد ان اهتمامات الكنيسة تتركز من كفرشيما الى المدفون متهماً السلطات الروحية وخصوصاً المطارنة بانهم يعيشون حياة بذخ فيما الشعب يفتقر اكثر فاكثر.
اليس هناك في كل هذه الاتهامات شيء من الصحة؟
انا اعترف بخطايانا وفشلنا وعجزنا. وكما فعل البابا، اطلب الصفح باسم الانجيل ودعوتي كراهب ماروني، لعب دور القديس شربل في فيلم خصص لهذا الرجل القديس. هذا الرجل الذي عاش حياة تصوف وخشوع. ولكن مع ذلك لا بد من الاشارة الى ان الكنيسة لم تتوقف عن الاهتمام بكل المناطق فبنت مدارس وكنائس واديرة ومستشفيات… ومن جهة اخرى البطريرك بشاره الراعي لا ينفك يدعو الى انتخاب رئيس للجمهورية، وليس خطأه اذا كان السياسيون لا يتعاونون. ومن الخطأ الكلي القول اننا نعيش في بذخ وفرح. كثيرون منا يعيشون في التمسك بالانجيل والقيم الروحية المارونية، في التقشف وحتى احياناً في الفقر. نحن خطأة ونعترف بذلك. ولسنا كلنا في هذا العالم الغارق بالخطيئة. كنيستنا اعطت قديسين كباراً الى العالم. وروما دعمت دائماً الموارنة منذ عهد الباب هرميزدا الذي قال: «الموارنة هم كالوردة بين اشواك الشرق الاوسط» ولا ننس ما قاله البابا يوحنا بولس الثاني عندما تحدث عن لبنان فوصفه انه بلد الرسالة، وقول البابا فرنسيس.
ولكن لا يمكننا ان ننكر ان وضع المسيحيين في خطر، وفي الشكل والاساس لا يشعرون باهتمام من جانب الكنيسة؟
نعم المسيحيون في خطر. السكين على رقابهم. هجروا وذبحوا وسحقوا على ايدي المتطرفين. ولكن هذه هي حال كل الاقليات في الشرق الاوسط. غير انه بعد كل هذه الالام والظلمات سيطل فجر مشرق يحمل السلام والحرية والكرامة الانسانية لأنني اؤمن بان دم الشهداء هو ربيع الكنيسة.

دانيال جرجس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق