حواررئيسي

الشيخ محمد النقري: لبنان سيدفع ضريبة باهظة

الاحداث الامنية الاخيرة التي ضربت شمال لبنان كانت مدار بحث في الاوساط اللبنانية المختلفة. «الاسبوع العربي» الالكتروني قابل الشيخ محمد النقري، القاضي والاستاذ في جامعة القديس يوسف واجرى معه حواراً حول هذه الاحداث.
ما رأيك باحداث طرابلس وشمال لبنان؟
يجب قبل كل شيء احترام قرارات الجيش اللبناني، ذلك اننا اذا سمحنا لمجموعة بالخروج عن الشرعية، لا يبقى للبنان مستقبل. هذه المجموعات اطلقت النار على الجيش وهي تملك بدون اي شك اجندة مختلفة مرتبطة بالازمة السورية. انا قلق على مستقبل المنطقة كلها، ويبدو ان تقسيم الشرق الاوسط بدأ في السودان، وهو الان يتناول سوريا والعراق. لبنان بدون ادنى شك سيدفع ضريبة باهظة. وكل الدلائل تشير الى ذلك. تدخل حزب الله في سوريا وظهور الدولة الاسلامية (داعش) يدلان على ان العالم كله يشارك في هذا المخطط.
عدد كبير من المقاتلين السنة الذين برزت اسماؤهم منذ سنوات انخرطوا في المعارك الاخيرة في شمال لبنان تحت عباءة جبهة النصرة (الجناح السوري في القاعدة) والدولة الاسلامية. هل يفاجئك ذلك؟
لا. نعلم تماماً ان خلايا تابعة للدولة الاسلامية موجودة في كل مكان من لبنان اعضاؤها تم اغراؤهم، وجروا وهم يقبضون اموالاً.
ما هو عدد الشيوخ الذين يعتمدون السلفية الجهادية في طرابلس؟ وهل هم تابعون لدار الفتوى؟
ان الشيوخ الذين يعتمدون السلفية الجهادية ليسوا تابعين لدار الفتوى، بل الى جمعيات مرتبطة بمساجد خاصة. وبحسب علمي فان دار الفتوى لا سلطة لها على جزء كبير من جوامع طرابلس.
دار الفتوى هل يمكنها معاقبة هؤلاء الشيوخ الذين يدعون الشعب الى العنف، او اولئك الذين انخرطوا في الاحداث مثل الشيخ خالد حبلس وحركوا المتطرفين الذين هاجموا الجيش في بحنين والمحمرة؟
دار الفتوى لا تستطيع التدخل الا في حال استطاعت الدولة ان تسيطر على المدينة لانها لا تستطيع اتخاذ عقوبات تأديبية بدون اي شكل من الدعم. هناك عدد كبير من الشيوخ ليسوا مجازين من مؤسسات معروفة، مثل جامعة الازهر او جامعة دار الفتوى، بل من مدارس دينية سورية او باكستانية. وهذا يجب الا يكون مسموحاً. الشيخ حسن خالد، المفتي الاسبق، عاقب عدداً من الشيوخ المهمين مثل طه وليد، المؤرخ الكبير، ولكن يومها كانت الدولة تمسك بزمام الامور.
هل هناك تعاون بين دار الفتوى والسلفيين الصوفيين (فئة من السلفيين لا تدعو الى العنف) في ما يتعلق بالوضع في عكار وطرابلس؟
لا اعرف حقيقة. كانت هناك محادثات منذ بضع سنوات.
ماذا يجب ان تفعل دار الفتوى لوقف تصاعد السلفية الجهادية؟
في رأيي يجب مراقبة المعاهد الدينية والعمل على اغلاقها في حال لم تتقيد ببعض الثوابت. فكل شخص يرتدي اللباس الديني يجب ان يحمل دبلوماً من دار الفتوى. ويجب مراقبة الجوامع الخاصة بغية تجنب انغماس اشخاص موضع شك، تلقوا علومهم في الخارج، في معاهد غير معروفة.
ما هي الحلول الاخرى التي تراها؟
تحديث علومنا الدينية الاساسية. يجب الانفتاح على اوروبا وتوثيق العلاقات مع الازهر التي ضعفت منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر واسرائيل.
اي مستقبل للبنان في حال استمر الخلاف السعودي – الايراني والكباش السني – الشيعي وما سيكون تأثيرها على الشارع السني المعتدل؟
نأمل ان تتبدل العلاقات بين هاتين الدولتين لتجنيب لبنان دفع ثمن غال مرة جديدة. ان الاكثرية السنية معتدلة والجهاديون في لبنان اختاروا هذه الطريق للقتال ضد النظام السوري وضد تدخل حزب الله في القتال.

منى علمي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق