سياسة عربية

المعارضة الجزائرية ترفض فوز بوتفليقة، والعسكر يحكمون من وراء الستار

مع ظهور النتائج النهائية للانتخابات الجزائرية، ارتفعت وتيرة الجدل حول مستقبل البلاد. فوسط محاولات التشكيك بالنتائج من قبل المعارضة، والاتهامات بالتزوير من قبل بعض الاطياف، اثيرت تساؤلات حول المستقبل السياسي للبلاد التي تشهد بعض مناطقها حالات عنف ومواجهات يمكن وصفها بـ «الدائمة».                                                                

متابعون للمشهد الجزائري يقولون ان الشارع بات منقسماً بين موقفين، الاول يعيش حالة مفاجأة من النتائج، ويرى انها تنطوي على مبالغة غير متوقعة. والثاني يرى ان النتيجة كانت متوقعة منذ البدايات.
وباستثناء مؤيدي الرئيس بوتفليقه، الحريصين على فوزه، والمحتفلين بذلك الفوز، هناك شبه قناعة بان الانتخابات شابها بعض التدخل، وان الفرص لم تكن متكافئة لجميع المرشحين بالتساوي.
اما البعد الاخر من الحالة الجدلية فيتعلق بالوعود التي قطعها بوتفليقة، وما اذا كان سيعمل على تنفيذها ام لا. فالتقارير اشارت الى وعد قطعه الرئيس اثناء حملته الانتخابية ويتمثل بالتأكيد على اشراك الشباب في الحكم، ومنحهم فرصاً للدخول في تفاصيل مستقبل البلاد، اضافة الى تعميق الديمقراطية.

حكم العسكر
المتابعون يتوقفون عند زخم من التساؤلات التي تشكك في احتمالية تحقيق هذه الوعود. وتتعداها – احياناً – الى مستوى القناعة بان المرحلة المقبلة ستكون بمثابة حكم للعسكر، وان بوتفليقة الذي لم يخرج عن اطار الحكم العسكري خلال ولاياته الثلاث الفائتة لن يأتي بجديد في هذه الولاية.
وهناك من يرى ان الظروف اكثر مواءمة للعسكر من اجل التفرد بادارة الشؤون العامة بحكم ان الرئيس يعاني من حالة مرضية جعلته مقعداً ويتنقل على كرسي متحرك. ويرى البعض ان ترشحه كان ناتجاً عن اتفاق مع قيادات عسكرية مضمونه ان يكون رئيساً صورياً، بحجة حساسية المرحلة ومتطلبات النجاة من مطبات عديدة تحتاج الى بعض عناصر القوة العسكرية.
النتائج النهائية تشير الى فوز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بولاية رابعة بنسبة 81،53 % على خصمه اللدود علي بن فليس الذي لم يحصل الا على نسبة 12،18%.
وحصل رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد على نسبة 3%، في حين حصلت رئيسة حزب العمال لويزة حنون على 1،37% من الأصوات، فيما حصل رئيس حزب عهد 54 علي فوزي رباعين على 0،99%، وحصد رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي 0،56%.
وبلغت نسبة التصويت الرسمية، بحسب ما أعلن وزير الداخلية، الطيب بلعيز، 51،7%، وقد أعلنت الخميس نسبة 51،70%، وهي أقل بكثير من نسبة التصويت المسجلة العام 2009، التي تجاوزت 74%.
وبلغ عدد الناخبين الذين سجلوا للانتخابات 23 مليون ناخب، حسب وزير الداخلية.

حزب جديد
الى ذلك، أعلن علي بن فليس أبرز منافسي الرئيس الجزائري المنتخب عبد العزيز بوتفليقة في الانتخابات التي احتج على نتائجها، انه بصدد وضع أسس حزب جديد يكون مفتوحاً خصوصاً للشباب. وقال لطفي بومغار أحد المقربين من بن فليس إن هذا الأخير بدأ مشاورات لإقامة حزب جديد قريباً بهدف الاستفادة من الديناميكية التي نجمت عن الحملة الانتخابية. واعداً بان يكون للشباب دور اساسي في هذا المشروع وفي قيادة الحزب المستقبلي.
وبحسب المصدر ذاته فان بن فليس اعلن عن مشروعه على هامش اجتماع بالعاصمة الجزائرية مع مسؤولي احزاب وشخصيات ساندوه في ترشحه للانتخابات الرئاسية.
وتابع بومغار الذي تولى جانب الاتصال في حملة بن فليس «هذه المشاورات ستتواصل وتتوسع في الأيام المقبلة».
اما بن فليس الذي حل ثانياً في الانتخابات فقد اكد انه لا يعترف بفوز بوتفليقة مندداً بما اعتبره انتخابات تلاعب بها تحالف الفساد والمال المشبوه ووسائل إعلام مأجورة.

الجزائر – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق