الأسبوع الثقافي

«شكراً على تلك الأوقات» قصة فاليري تريرفيلر مع الرئيس هولاند وقصر الاليزيه

صدر اليوم الخميس في فرنسا كتاب لفاليري تريرفيلر، الشريكة السابقة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند،
ينتظر قصر «الإليزيه» بنوع من القلق والحيرة الذي صدر اليوم الخميس في 4 أيلول (سبتمبر) في الأسواق الفرنسية لفاليري تريرفيلر، الشريكة السابقة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والتي تروي فيه تفاصيل حياتها والأيام التي قضتها في قصر الإليزيه برفقة شريك حياتها السابق، كما تحكي عن معاناتها الغرامية وعزلتها.

دخلت فاليري تريرفيلر قصر الإليزيه في أيار (مايو) 2012 بعد فوز فرانسوا هولاند بالانتخابات الرئاسية وغادرته في كانون الثاني (يناير) 2014 إثر كشف مجلة «كلوزر» المتخصصة بعالم النجوم علاقة غرامية سرية بين الرئيس والممثلة الفرنسية جولي غاييه.
في الكتاب «القنبلة» الواقع في 320 صفحة والذي حمل عنوان “Merci pour ce moment” (شكراً على تلك الأوقات) والذي ستوزع 200 ألف نسخة منه، تروي السيدة الفرنسية الأولى السابقة كيف تلقت خبر الكشف عن وجود علاقة غرامية سرية بين فرانسوا هولاند وجولي غاييه، فقالت: «خبر وجود علاقة غرامية بين هولاند وجولي غاييه تصدر عناوين الإعلام. كنت محطمة نفسياً ولا أتحمل هذه الأخبار. ذهبت ركضت إلى الحمام لتناول أدوية مهدئة. فلحق بي فرانسوا هولاند وحاول أن ينتزع مني الكيس الذي كان يحتوي على تلك الأدوية. فركضت نحو غرفة النوم لكنه انتزع الكيس فسقطت الأدوية على الأرض». وتضيف فاليري تريرفيلر «ابتلعت ما استطعت من حبوب. كنت أريد النوم وعدم عيش تلك اللحظات. كنت أهاب العاصفة التي ستضربني ولم أكن أملك القوة لمواجهتها. أريد الهرب ثم غبت عن الوعي».
وفي حوار مع مجلة «باري ماتش»، أكدت تريرفيلر أن «كل ما كتبته في كتابها هو الحقيقة، لأنها عانت كثيراً من الأكاذيب ولا تريد بدورها أن تكذب».

«حتى الحمام تحول إلى قاعة للاجتماعات»
تتحدث فاليري تريرفيلر في كتابها عن العزلة التي كانت تشكو منها داخل قصر الإليزيه بسبب زحمة المستشارين والوزراء المقربين حول فرانسوا هولاند إلى درجة أنه أصبح من الصعب عليها أن تقضي مع شريكها أوقاتاً حميمية. «مع مرور الوقت، شعرت أن فرانسوا هولاند أصبح يبتعد عني بشكل تدريجي ولا يتحدث كثيراً معي. أكثر من ذلك، أصبحنا لا نملك حياة خاصة. حتى الحمام تحول إلى قاعة للاجتماعات. مرة، شاهدت كلود سريون (مستشار الرئيس هولاند الإعلامي) يركض خلف فرانسوا هولاند إلى درجة أنه اجتاز حتى غرفة النوم. شعرت بغضب شديد ثم طلبت منه مغادرة الغرفة فوراً واحترام الحياة الشخصية».
ولم يكن كلود سريون العائق الوحيد أمام علاقة تريرفيلر وفرانسوا هولاند، بل العديد من الوزراء شكلوا جداراً بينهما، مثل وزير الزراعة ستيفان لوفول الذي قال لها مرة: «إذا أردت أن تقضي أمسية مع فرانسوا هولاند، فعليك أن تطلبي مني قبل ذلك».
وتضيف فاليري تريرفيلر أنها طلبت مرات عديدة من مستشاري ومقربي هولاند، وحتى من مسؤولي أمن الإليزيه، أن يتركوها لوحدها برفقة شريك حياتها، لكن دون جدوى.

«لا أستطيع تحمل رؤية سيغولين روايال»

وخصصت السيدة الفرنسية الأولى السابقة جزءاً من كتابها حول العلاقات السيئة حسب تعبيرها التي كانت تربطها بسيغولين روايال الشريكة السابقة لهولاند. فقالت: «كنت لا أتحمل رؤيتها مع فرانسوا هولاند».
ومن المقتطفات القصيرة التي نشرتها «باري ماتش» عن الكتاب واحد عن غيرة زوجة الرئيس الاميركي ميشيل اوباما. وكتبت تريرفيلر «انا سعيدة لأنني لست الغيورة الوحيدة».
وحاولت تريرفيلر أن تبتعد عن شريكها، لكنها لم تتمكن بسبب «حبها العميق له».
لكن بعد مرور ستة أشهر على الفراق، أدركت أنه: «كان من المفروض أن أفهم أن العالم الذي كنت أعيش فيه (عالم الإليزيه) لا يشبه العالم الذي كبرت فيه. لقد ترعرعت في عالم لا نخفي فيه الحقيقة ولا نكذب، بينما عالم السياسة هو عالم مليء بالكذب والنفاق».
ورغم كل هذه الأوقات الصعبة وتصرفات فرانسوا هولاند نحوها، كشفت فاليري تريرفيلر أن الرئيس الفرنسي حاول أن يتقرب منها من جديد وبعث لها رسائل إلكترونية عديدة يقول فيها بأنه بحاجة إليها ولا يستطيع العيش بدونها.
وتساءلت في النهاية: «هل يدرك حقيقة ما يكتب أو هل أصبحت فقط تلك المرأة التي لم يتحمل فقدانها؟».

تعليقات الصحف: شرف الرئيس الضائع

وصدور الكتاب الجديد  استقطب اليوم اهتمام مانشيتات معظم الصحف الفرنسية … فتحت عنوان مثير  كتبت «أوجوردوي أون فرانس» أن الكتاب الذي تروي فيه فاليري تريرفلير أسرار علاقتها بالرئيس الفرنسي «خلف شبه زلزال في محيط الرئيس.. وأن ما جاء فيه لا يسيء إلى سمعة هولاند كشخص فقط وإنما يسيء إلى منصب الرئيس عامة».
وفي الاتجاه ذاته، ذهبت صحيفة لوفيغارو لتكتب تحت عنوان «كتاب مدمر لفرانسوا هولاند»، وتقول إنه «من التناقض أن هولاند لا يتوقف عن ترديد أن منصب رئيس الجمهورية يجب أن يحظى بالاحترام.. وهو يتعرض لانتقادات بسبب تصرفاته كرئيس».
في صحيفة لوبينيون.. نقرأ تحت عنوان «شرف الرئيس الضائع».. أن هذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها هذا النوع من الكتب في تاريخ الجمهورية الخامسة في فرنسا.. ولم يكمل الرئيس بعد نصف عهدته الرئاسية.. وتضيف: هذا الكتاب هو بمثابة مذكرات كتبت والرئيس ما زال في منصبه.. وتذكر الصحيفة بأن زوجات أو رفيقات رؤساء فرنسيين سابقين كدانييل ميتران زوجة فرانسوا ميتران وسيسيليا ساركوزي زوجة نيكولا ساركوزي السابقة نشرن مذكرات.. لكنهما انتظرتا نهاية العهدة الرئاسية لزوجيهما.
ومن تعليقات الصحف الفرنسية حول هذا الموضوع رسم كاريكاتوري من صحيفة لوموند بريشة الرسام بلانتو، ويظهر وأن الرئيس لا يتأثر بكتاب رفيقته السابقة.. كما لم يتأثر ونجا من قضايا سابقة.. كانتقادات وزرائه السابقين مثلاً.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق