سينما

أزمة اللاجئين وترامب حضرا في الدورة الـ 67 لمهرجان برلين السينمائي

انطلق مهرجان برلين السينمائي مساء امس الخميس، بصبغة سياسية جلية، مع نداء أول لتحدي الرئيس دونالد ترامب وعرض فيلم «دجانغو» الذي يروي اضطهاد النازيين لأسطورة الجاز الغجري دجانغو رينهارت.

تزخر دورة هذا العام من مهرجان برلين السينمائي الذي افتتح  مساء الخميس بأعمال عن سير الفنانين، فيما يتنافس 18 فيلماً لنيل جائزة الدب الذهبي التي ستسلم في 18 شباط (فبراير) من جانب لجنة يرأسها الهولندي بول فيرهوفن مخرج «روبوكوب» و«باسيك إنستينكت» و«إيل».
وأبدى رئيس لجنة التحكيم رغبته في «رؤية أفلام مختلفة مثيرة للجدل» وحصول «نقاشات محتدمة» في داخل اللجنة التي تضم أيضاً الفنان الإيسلندي أولافور الياسون والمخرج الصيني وانغ كوانان والمنتجة التونسية درة بوشوشة والممثلة الألمانية يوليا يينتش.

فرصة للتنديد بسياسة ترامب
وانتهز بعض الفنانين الدورة السابعة والستين من هذا المهرجان السينمائي للتنديد بسياسية الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأكدت الممثلة الأميركية ماغي غيلنهال خلال مؤتمر صحافي لأعضاء اللجنة «كوني أميركية في مهرجان دولي أمر مذهل. أريد أن يعلم الجميع أن ثمة كثيرين في بلدي مستعدون للمقاومة»، في إشارة إلى الوضع السياسي الحالي في الولايات المتحدة.
أما المكسيكي دييغو لونا الذي يظهر في الجزء الأخير من سلسلة أفلام «ستار وورز» (روغ وان) فقد اختار التعليق بطريقة فكاهية متطرقاً إلى الجدار الحدودي الذي يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إقامته بين المكسيك والولايات المتحدة.
وقال «سأجري تحقيقات في طريقة هدم الجدران، ثمة خبراء كثيرون هنا”»، في إشارة إلى الجدار الذي قسم العاصمة الألمانية بين 1961 و1989.

اضطهاد
وافتتحت الدورة السابعة والستون من مهرجان برلين السينمائي المعروف بـ «برليناليه» بفيلم «دجانغو» الذي يروي سيرة عازف الغيتار الغجري الشهير دجانغو رينهارت وتفاصيل كثيرة لا يعرفها الرأي العام عن الاضطهاد الذي تعرضت له عائلته على يد النازيين.
وهذا الفيلم الذي أدى بطولته الممثل الفرنسي رضا كاتب الجزائري الأصل هو أول فيلم يتولى الفرنسي إتيين كومار إخراجه.
وقال كومار المعروف في مجال الإنتاج وتأليف السيناريوهات لوكالة فرانس برس قبل عرض الفيلم إن العمل يتناول قصة شخص «أعمته موسيقاه فلم يعد يرى التغييرات في العالم قبل أن يقع ضحية الحرب».

أفلام مشاركة
وعلى مدى 11 يوماً، سيعرض حوالي 400 فيلم من سبعين بلداً في إطار هذا المهرجان الأكبر في أوروبا والوحيد المتاح أمام العامة.
وجريا على عادته، يعرض مهرجان برلين السينمائي هذا العام أيضاً افلام مؤلفين وإنتاجات أميركية ضخمة.
ويقدم بالتالي فيلم «لوغان» ثالث أجزاء مغامرات البطل الخارق وولفيرين مع هيو جاكمان في عرض أول.
وسيتاح أيضاً لجمهور المهرجان مشاهدة فيلم «تي 2 تراينسبوتينغ» للبريطاني داني بويل، وهو تتمة الفيلم الشهير في التسعينيات بعد عقدين على عرضه.
وفي مواجهة هذه الأسماء الكبيرة في عالم السينما، يقدم سينمائيون مشهود لموهبتهم مثل البولندية أغنيشكا هولاند («أوروبا أوروبا») وهي إحدى المخرجات الأربع المشاركات في المنافسة، والروماني كالين بيتر نيتسر الحائز جائزة الدب الذهبي في 2013، أعمالهم الجديدة في البرليناليه.
ومن بين نجوم المهرجان أيضاً هذا العام ريتشارد غير ولورا ليني وريبيكا هال وكلوي سيفينيي في فيلم التشويق «ذي دينر» الذي يتناول قصة عائلتين يربطهما سر رهيب.

أزمة اللاجئين حاضرة في المهرجان
وقد فاز بجائزة الدب الذهبي العام الماضي فيلم «فووكوأماريه» الإيطالي الذي يتناول أزمة المهاجرين.
وسيكون هذا الموضوع حاضراً هذه السنة أيضاً. ومن الأفلام المرشحة للفوز في إطار المسابقة الرسمية فيلم «الجانب الآخر للأمل» للفنلندي آكي كوريسماكي وهو يروي حياة لاجىء سوري في هلسنكي.
وقد أعد المهرجان كما في العام الماضي تحركات تضامن مع عشرات آلاف طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى برلين منذ العام 2015 من خلال عروض أفلام مخصصة للاجئين وجمع المال ومشاغل تثقيفية.
وأكد مدير البرليناليه ديتر كوسليك أن برنامج المهرجان هو نوع «من تحرك احتجاجي» على ما يشهده العالم من مستجدات.
وأوضح «لدينا برنامج يقول «نعم للحياة» وفنانون يرسمون يوميات تقلبها الكوارث رأساً على عقب إلا أن فيها مخرجاً ما على الدوام».

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق