سياسة لبنانيةلبنانيات

بلينكن في المنطقة وهوكستين في بيروت والتحرك الدبلوماسي مكثف فهل يتقدم الحل؟

العدو يقصف المنازل والاحياء الاهلة ويرغم السكان الصامدين على النزوح

السباق بين الحرب والسلم على اشده، وكلما تقدم احدهما لا يلبث ان يتراجع. فقد شهدت الحدود الجنوبية اللبنانية يوماً تميز بالقصف من قبل العدو الاسرائيلي، استهدف عدداً من القرى والبلدات، وتجاوز الحدود التي عرف بها في الاسابيع الماضية، اذ سقطت القذائف في وسط الاماكن الاهلة، مستهدفة عدداً من المنازل الامر الذي حمل بعض السكان، الذين كانوا حتى الساعة صامدين في منازلهم، الى مغادرتها والنزوح الى اماكن اكثر اماناً. اما الحدث الابرز فكان سقوط الرجل الثاني في كتيبة الرضوان وسام الطويل بمسيرة اسرائيلية اصابت سيارته، وهو قائد بارز في حزب الله كانت له اليد الطولى في المعارك ضد العدو الاسرائيلي وهو المشرف على الجبهة في الجنوب، كما سبق له وقاتل في سوريا. وقد نعاه الحزب ووزع صوراً له مع قاسم سليماني وعماد مغنية والسيد حسن نصرالله مما يدل على اهميته. وقد رد الحزب بالصواريخ مستهدفاً مراكز وتجمعات للعدو، محققاً فيها اصابات مؤكدة.
هذه الاجواء الحربية يقابلها تحرك دبلوماسي ناشط فوزير خارجية الولايات المتحدة انتوني بلينكن الذي وصل الى المنطقة في زيارة رابعة، بدأ جولته في الاردن وقطر فاليونان والامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية حيث التقى ولي العهد الامير محمد بن سلمان، وغادر مساء امس الى اسرائيل، في مهمة وصفت بانها صعبة. فهو يسعى الى وقف العدوان على غزة وادخال المساعدات الغذائية الى السكان الذين بدأ الجوع يتهددهم. وقد التقى بلينكن في السعودية مستشار الشؤون الخارجية الاوروبية جوزف بوريل الذي غادر لبنان الى المملكة. وسيعاود الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان تحركه باتجاه لبنان، بدفع من اللجنة الخماسية، في وقت يتابع المسؤول القطري اتصالاته بشن الملف الرئاسي اللبناني.
في هذا الوقت كان كبير مستشاري الرئيس الاميركي لشؤون الطاقة اموس هوكستين يجري محادثاته في اسرائيل، في محاولة لاعادة الهدوء الى الجبهة اللبنانية، ومنع تمددها الى حرب قد تمتد الى المنطقة باسرها. وعلم انه سيأتي الى بيروت هذا الاسبوع، وكان قد تردد انه اذا استطاع تحقيق تقدم مع الجانب الاسرائيلي يزور العاصمة اللبنانية، والا لا فائدة من الزيارة. وهذا يؤشر الى نجاح مهمته. ومعلوم ان هوكستين يعمل على تطبيق القرار 1701 بحذافيره. وتبقى هناك عقدة اساسية وهي توقف الحرب في غزة. فحزب الله اعلن انه غير مستعد للبحث في اي حلول قبل وقف العدوان على غزة. وهنا يأتي دور بلينكن في اقناع العدو الاسرائيلي، بانهاء عدوانه على غزة، بحيث يبدأ بعدها البحث في مرحلة ما بعد غزة.
في السياق اكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اننا نعمل على حل دبلوماسي للوضع في الجنوب، ربما يكون تطبيقه مرتبطاً بوقف العدوان على غزة. وشدد على ان المطلوب اعادة احياء اتفاق الهدنة وتطبيقه، واعادة الوضع في الجنوب الى ما قبل العام 1967، واعادة مزارع شبعا التي كانت تحت السيادة اللبنانية قبل البدء باحتلالها تدريجياً، والعودة الى خط الانسحاب السابق بموجب اتفاق الهدنة. وكشف ان مستشار الرئيس الاميركي اموس هوكستين سيزور بيروت هذا الاسبوع.
هذا واجتمع ميقاتي مع وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، الذي قال بعد الاجتماع: عرضنا الوضع في الجنوب والمساعي القائمة حيث التقينا في نهاية الاسبوع وزير خارجية الاتحاد الاوروبي، وبحثنا الوضع في الجنوب كما سنلتقي وزيرة خارجية المانيا. وكما هو معروف فان الولايات المتحدة اوكلت الى اموس هوكستين متابعة الوضع، وفي حال كانت لديه امور ايجابية سيزور لبنان في وقت لاحق. وقد ابلغنا الجميع اننا على استعداد لتنتفيذ القرار 1701 بحذافيره، اي يجب العودة الى خط الهدنة لعام 1949 مما يعني انسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية كافة، وان توقف خروقها البرية والبحرية والجوية. واذا طبقت هذه الامور، فان ليس لدى لبنان اي مشكلة. وهذا ما تبلغه الحكومة اللبنانية للجميع، ومن الممكن ان يزور لبنان عدد من وزراء الخارجية في بعض الدول وسنعلن عنهم في الوقت المناسب.
وكانت انباء قد ذكرت ان وزيرة خارجية المانيا نقلت عن المسؤولين الاسرائيليين طلباً بنشر قوات المانية ذات مهمة عسكرية على الحدود مع لبنان، الا ان المسؤولين اللبنانيين رفضوا هذا الطرح واعلنوا تمسكهم بقوات اليونيفيل.
على صعيد الاختراق السيبراني في المطار فقد عادت اللوحات تعمل بصورة عادية، ويجري العمل على اعادة نظام نقل الحقائب الى حالته الآلية، الا انه حتى الساعة لا يزال يعمل يدوياً. واما تحديد الجهة التي قامت بهذا الخرق، وهل هي من الداخل ام الخارج، فان الامر يحتاج الى بعض الوقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق