أبرز الأخبار

لماذا انفجرت بين بعبدا والضاحية ولماذا رفع الحزب سقف الحملة؟

لماذا انفجر الوضع بين بعبدا والضاحية، ولماذا رفع حزب الله سقف حملته على الرئيس سليمان من دون سابق انذار؟ ولماذا كل هذا الحقد وقد عكسته الحملات الاعلامية على الرئيس سليمان، بعد ان تجاوزت السقف المألوف في الانتقاد، وتخطت الحرية الاعلامية، لتتحول الانتقادات حملة شرسة يطاولها القانون؟

حرك وزير العدل اللواء اشرف ريفي القضاء لتطبيق القانون «لان زمن الفلتان ولى» وهناك ملاحقة لمن تجاوز القانون، حتى ان الحملات طاولت ريفي شخصياً، وفق ما يشير احد نواب تيار المستقبل ويضع حملة الحزب على الرئيس سليمان، وبعض رموز 14 اذار وبعض الوزراء من هذا الفريق، في سياق التصعيد السياسي الذي يلجأ اليه الحزب للتهويل والترهيب.
يقول نائب في قوى 8 اذار ان الحملة التي شنها حزب الله على الرئيس سليمان مبررة ولها اسبابها، وان الرئيس سليمان لم يوفر الحزب في مواقفه، واخرها كان في مؤتمر «ارضي غد واعد» حيث اطلق الثلاثية الدائمة للوطن «الارض والشعب والقيم المشتركة». ودعا الجميع في مناسبة مناقشة البيان الوزاري الى «عدم التشبث بمعادلات خشبية جامدة» تعرقل صدور البيان. واكد ان «اعلان بعبدا اصبح من الثوابت وبمرتبة الميثاق الوطني وهو يسمو على البيانات الوزارية». وقد التهبت الصالة بالتصفيق الحاد الذي رأى فيه احد المراقبين انه كان وراء الحملة الشرسة، لانه عكس حالة شعبية ازعجت الحزب واربكته، بعدما شعر ان الانزعاج لم يعد مقتصراً على مناطق خارج هيمنة الحزب، بل وصل الى البيئة الحاضنة للمقاومة، الامر الذي لا يمكن للحزب ان يسلم به ويقبل بحصوله، في وقت تمر المنطقة بمرحلة من التطورات والتغييرات، وسط تغيير موازين القوى وقيام تحالفات جديدة قد تتبلور لاحقاً. لقد احدثت مواقف الرئيس سليمان الاخيرة نقزة لدى الحزب، وفق ما يقول وزير في الحكومة، ويعزو حملة الحزب الى عوامل خارجية، بعد ان تقلصت اجواء الانفراج والايجابيات وتعثرت المساعي لتسوية العلاقات بين السعودية وايران قبل القمة السعودية – الاميركية. وتبذل عُمان الان جهودها لتنقية العلاقات بين الرياض وطهران ولترتيب زيارة للرئيس حسن روحاني الى السعودية خلال هذا الشهر.

تشنج وتصعيد
تعكس مناقشة البيان الوزاري بين اعضاء اللجنة السبعة اجواء التشنج والتصعيد في المنطقة بدءاً من الملف السوري الى الملف العراقي والملف الفلسطيني، الى عدم الاتفاق العربي على جملة مواضيع، والى التوتر بين دول مجلس التعاون الخليجي وقطر. ونتيجة للتصعيد الاقليمي تصلب الحزب في مواقفه وتراجع عن كل الوعود والتعهدات والاتفاقات التي سبق وقطعها ووافق عليها، حتى انه تخلى عن صيغة التفاهم التي وضعها الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، والتي تقضي باعتماد صيغة ثلاث ثمانيات للحكومة، والمداورة وتدوير زوايا البيان الوزاري، اي التخلي عن ثلاثية «الشعب والجيش والمقاومة» وعدم ذكر المقاومة واعلان بعبدا في البيان، بل استخدام مصطلحات تشير الى المقاومة واعلان بعبدا من دون ذكرهما. ويقول احد اعضاء لجنة الصياغة ان ممثلي حزب الله وحركة امل تراجعا عن مواقفهما السابقة، وعادت المناقشات تراوح مكانها بعدما كانت انطلقت بمناخات ايجابية انفراجية. وعزا وزير في الحكومة الامر الى التوتر الاقليمي وعدم التوصل الى اتفاق حول حل الازمة السورية بعد تصعيد المواجهات، وتوقف «جنيف – 2» التي يعتبرها المندوب الاممي الاخضرالابراهيمي «معلقة ولم تتوقف متوقعاً استئنافها قريباً»، كما ابلغ الرئيس ميشال سليمان عندما اجتمع معه في باريس. وتتهم اوساط في 8 اذار الرئيس سليمان بان حملته على الحزب تأتي وفق امر عمليات خارجي اقليمي – دولي وفي توقيت لافت، ويطرح علامات استفهام كثيرة. ويكشف احد الوزراء ان الرئيس سليمان بعث برسالة الى الامين العام لحزب الله مع الوزير محمد فنيش بعد العدوان الاسرائيلي، على منطقة البقاع الحدودية استهدف موقعاً للحزب «بوجوب ضبط النفس وتفويت الفرصة على اسرائيل التي تسعى لاستدراج لبنان الى المواجهة». كما طلب الرئيس سليمان ضرورة الاسراع في انجاز البيان الوزاري لكي تنصرف الحكومة الى مواجهة الاستحقاقات والوقوف بوجه المخطط الارهابي الانتحاري الذي يستهدف لبنان.

حملة مستغربة
تستغرب اوساط وزارية حملة الحزب على سليمان، مشيرة الى ان مواقف الاخير نابعة من قسمه ومن حرصه على احترام الدستور والمؤسسات، وان تأكيده كان دائماً وابداً على مرجعية الدولة وعلى حصرية السلاح بيد قوى الشرعية. وتبين ان وراء الحملة على سليمان التي تجاوزت كل القوانين وتخطت الاصول في التخاطب مع موقع الرئاسة، غايات دفينة لان مواقفه لم ترق الى البعض وشكلت السقف للرئيس المقبل فأزعج ذلك البعض. وتضيف الاوساط ان عدم ربط المقاومة بمرجعية الدولة يفسح في المجال امام تنظيمات اصولية متطرفة باستغلال كلمة «حق اللبنانيين بمقاومة الاحتلال» ليعلنوا المقاومة ضد العدو انطلاقاً من النص الذي يرفض حزب الله ربطه بمرجعية الدولة لحماية انجازات المقاومة وعدم تشريع الجنوب لمن يريد محاربة اسرائيل، مما يفقد الدولة سبب وجودها ويتحول الجنوب الى ساحة مشرعة لمن يشاء. ويشدد الرئيس سليمان على مرجعية الدولة لحماية المقاومة وعدم التفريط بانجازاتها، ولذلك لا بد من وضع ضوابط وقواعد. ان الحملة على الرئيس ليست سوى عملية ارهاب للرئيس الجديد وتطويقه منذ الان، وحمله على تبني المقاومة من دون ضوابط. وان مواقف الرئيس انطوت على وضع ضوابط لعمل المقاومة بحيث يتم من ضمن استراتيجية دفاعية، ومن ضمن حصرية السلاح ومرجعية الدولة، التي بدونها يمكن ان تعم الفوضى المشرعة في البيان الوزاري. وترى هذه الاوساط في الحملة محاولة من قبل الحزب لفرض مواصفات الرئيس الجديد وتحديد مفهوم الرئيس القوي وهو «من يمتثل لاملاءات القوى السياسية» اما من يطالب بالاستقلال والسيادة ودولة القانون والمؤسسات فهو رئيس ضعيف.

ف. ا. ع

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق