معارض

انعكاسات روح في بيروت

بتنظيم من «سوليدير» وبالتعاون مع «آفاق»، انطلق  في صالة 169 في الصيفي فيلدج – وسط بيروت، معرض «جورج بيلوني – انعكاسات روح» المستمر بمتناول الجمهور الى اخر كانون الاول (ديسمبر) الحالي.

في هذا المعرض قرر الفنان السوري ان يقاوم لغة  الموت والدمار في بلده، انطلاقاً من بيروت، بالفن، بالالوان وبارادة الحياة. وها هو بواسطة الاشكال والالوان والمواقف التي استحضرها من الحضارة المشرقية المتجذرة في التاريخ وبوحي  من الأحداث الماضية والحاضرة التي تحدث في هذا الجزء من العالم، خرج بهذه المجموعة التي تحمل هواجسه وآلامه وآماله واحاسيسه وخفقاته الصادقة  فاذا بها  انعكاسات لروحه هو في بيروت.

ابعاد مختلفة
حين تتأمل اللوحات يخيل اليك كما لو أنها آتية من أبعاد مختلفة، من أراضٍ بعيدة وأماكن غريبة، ومع هذا فهي تمسّنا بعمق، فنشعر أن أرواحنا تخفق امامها. ومما لا شك فيه ان جورج بيلوني  هو واحد من بين قلة من الفنانين الذين جمعوا ثقافة واسعة من عالم المعرفة، وتوغّلوا في عمق التاريخ والأساطير، شربوا من ينابيع التجليات الروحية القديمة، ثمّ قاموا بتقديمها من خلال ألوان وإيحاءات في رسومات جديدة، استناداً إلى تقنيات فنية حديثة.
وهو يعرف تماماً كيف يكسب رضى المتلقين، من خلال ألوانه الجذابة وتقنياته الدقيقة، بالإعتماد على خبرته الطويلة، وعمق علاقاته مع محيطه، حيث انه تمكن من إنشاء ترابط بين جلغامش، السيد المسيح، الصوفية وأبو العلاء المعري، متجنّباً كل التعقيدات والسطحية، مبتعداً عن كل المبالغات والقهر. يأخذنا الى المكان الذي نريد ونرغب بالذهاب إليه يقول الناقد غسان الشامي، لأهداف تتلاءم مع معايير الفكر والمعرفة.

تأثير حلب
ونلاحظ هنا  ان جورج لم يتخل  أبداً عن مدينته حلب، بل بقي مخلصاً لتلك المدينة العالمية التي تحتضن الفنون السامية، وتصاميم الهندسة المعمارية الشرقية المهيبة، رافضاً التخلي عن أطلال منهارة، وذكريات قديمة. كما بقي متعلقاً بما تم إنقاذه من المدينة القديمة، وتأثيرها ظاهر في فنه.
يبقى ان نقول في الختام ان «انعكاسات روح» هو المعرض الفردي العاشر للفنان السوري جورج بيلوني مواليد 1966، وهو عضو الاتحاد السوري للفنون الجميلة وله مساهمات في معارض جماعية داخل وخارج سوريا: في لبنان والكويت وغيرهما. حائز على الجائزة التقديرية الأولى من المركز الياباني عن هيروشيما وأعماله مقتناة من قبل «وزارة الثقافة السورية» وضمن مجموعات خاصة في بلدان عربية وأجنبية.

ك. ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق