سياسة لبنانيةلبنانيات

الوساطات الدبلوماسية دخلت على الخط للتهدئة ودعوات لابعاد لبنان عن الحرب

بعد وصول حرب الابادة التي تشنها اسرائيل ضد سكان غزة الى مرحلة خطيرة جداً، تحركت الدبلوماسية ونشطت الوساطات الدولية والعربية لوقف اطلاق النار وفتح معابر انسانية لايصال المساعدات الى السكان المحاصرين. واعلن ان الرئيس الاميركي جو بايدن سيزور اسرائيل هذا الاسبوع وربما غداً الاربعاء كما تردد، ومن بعدها سينتقل الى الاردن فمصر التي دعت الى مؤتمر دولي لبحث الحرب في غزة. وتردد ان بايدن يحمل مبادرة للحل لم يكشف عن تفاصيلها ولم يصدر اي تأكيد لها. وقال بايدن انه حذر حزب الله من فتح جبهة في الجنوب اللبناني. وكان قد اعلن انه لم يلمس ان الحزب سيعمل على توسيع رقعة القتال. كذلك حذر اسرائيل من خوض المعركة البرية والدخول الى غزة. واضاف ان الاستيلاء على القطاع مرة جديدة خطأ فادح.
في هذا الوقت يواصل وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن جولته في المنطقة. وبعد ان زار الاردن والمملكة العربية السعودية ومصر عاد مرة ثانية الى اسرائيل مشدداً على عدم انخراط لبنان في الحرب. وقالت وسائل اعلام اسرائيلية انه دخل الى الملجأ بعد دوي صفارات الانذار خلال مشاركته في اجتماع امني في تل ابيب، حيث قصفت حماس تل ابيب والقدس.
في السياق دخلت فرنسا على خط الجهود الديبلوماسية فزارت وزيرة خارجيتها كاترين كولونا بيروت، والتقت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون، ثم زارت عين التينة والتقت الرئيس بري. وكانت لها تصريحات دعت فيها السلطات اللبنانية الى بذل ما في وسعها لتفادي الحرب مع اسرائيل. وقالت على مسؤولي لبنان تفادي جر البلاد الى الاحداث الجارية في المنطقة. وانا في لبنان للتأكيد على عدم السماح لاي جماعة بالاستفادة من الوضع.
ميقاتي بدوره شدد على انه اجرى جميع الاتصالات اللازمة مع الجهات الاقليمية والدولية، وهو يواصل عمله الدؤوب لابقاء لبنان بمنأى عن التوترات في المنطقة، معتبراً ان وقف اطلاق النار سيساهم في تحقيق هذا الامر. واكد على ضرورة تكثيف الاجتماعات الدولية والعربية الرفيعة المستوى لتلافي التصعيد. بعد ذلك التقت كولونا قائد الجيش ثم الرئيس نبيه بري ودام الاجتماع بينهما 45 دقيقة، غادرت بعدها عين التينة دون الادلاء باي تصريح. هذا وسيزور بيروت اليوم وزير الخارجية التركية لبحث العلاقات الثنائية والحرب الدائرة في المنطقة. كما دخل على الخط ايضاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واجرى اتصالات بالرئيس السوري بشار الاسد والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو مشدداً على ضرورة وقف اطلاق النار.
على الصعيد الميداني بقيت الحدود اللبنانية هادئة في فترة قبل الظهر امس، الى ان عاد التوتر بعد الظهر فقصف حزب الله كاميرات المراقبة في موقع العباد مقابل بلدة حولا فردت اسرائيل بقصف مدفعي عنيف طاول عدداً من القرى والبلدات الحدودية. وافيد عن تضرر منزلين في بلدة الضهيرة وشمل القصف بلدة الجبين. ثم عاد القصف وتجدد وشمل الضهيرة والبستان وبركة ريشا، واصدرت المقاومة الاسلامية بياناً اعلنت فيه ان مجاهدي المقاومة استهدفوا خمسة مواقع اسرائيلية وهي مسكاف عام وخربة المنارة، وهركون وموقع ريشا وموقع رامية بالاسلحة المباشرة وحققوا فيها اصابات مؤكدة. كذلك تم استهداف كاميرات المراقبة في موقع جورداج وموقع ظهر الجمل ورد العدو بقصف عنيف طاول بلدة يارين وعدداً من القرى الاخرى. وسقطت قذيفة فرب موقع للجيش اللبناني. ومساء اعلنت المقاومة في بيان لها انها هاجمت موقع الضهيرة واستهدفت دبابة ميركافا عند مدخله بالصواريخ الموجهة واصابتها اصابات مباشرة. كما اصدر الجيش بياناً جاء فيه انه عثر على 20 منصة لاطلاق الصواريخ 4 منها تحمل الصواريخ وعمل على تفكيكها.
اما على الصعيد السياسي فقد استقبل رئيس الحكومة السفير السعودي في لبنان وليد بخاري الذي سلمه دعوة من الملك سلمان لحضور القمة العربية – الافريقية التي ستعقد في الرياض في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني المقبل. وحدهم النواب ممثلو الشعب كما هو متعارف عليه، لم يحركوا ساكناً وكأنهم غير موجودين ولم يسارعوا الى انتخاب رئيس للجمهورية في هذا الظرف العصيب، عسى ان يدرك المواطنون انهم ارتكبوا خطأ فادحاً في خياراتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق