متفرقات

برج العرب يحتفل بعيده الخامس عشر

احيت دبي مساء امس الاثنين العيد الخامس عشر لبرج دبي الذي وضعها على الخريطة العالمية في مجال العمران وشكل بداية لفورة محمومة من المشاريع العقارية والاقتصادية الطموحة، عشية اليوم الوطني للامارات.

واقيم للمناسبة حفل تخللته عروض نارية ضخمة وعرض انوار بالليزر على واجهة البرج بحضور مئات من الشخصيات البارزة .
وبالرغم من ان الامارة باتت تحتضن عدداً كبيراً من الابراج الشاهقة، لا سيما برج خليفة الاعلى في العالم، الا ان برج العرب لا يزال يحتفظ بوقع خاص بالنسبة لسكان المدينة ومحبي المعمار على حد سواء.
وقال المهندس المعماري شادي قلعاني لوكالة فرانس برس «برج العرب كان البداية للرحلة العمرانية المذهلة في دبي، وقد وضع التطلعات عند مستوى عال جدا بالنسبة للاعبين الآخرين في المنطقة».
ففي العام 1999، كانت دبي مدينة صغيرة نسبياً ولا تملك الكثير من النفط، وشكل افتتاح البرج بحسب قلعاني «افتتاحاً لحقبة من الاحلام العمرانية الكبيرة» التي جعلت دبي مرادفاً للمباني الشاهقة وللفخامة والثراء.
واطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مشروع البرج بينما كان ولياً للعهد في الامارة، وكانت الفكرة تقتضي بان يبنى برج يصبح صرحاً للفخامة باقصى الحدود، على جزيرة اصطناعية قبالة منطقة جميرا السكنية الراقية.
وما ان انجز ذلك العملاق الابيض البالغ ارتفاعه 322 متراً حتى اصبحت صورته تحفر على لوحات السيارات في الامارة وعلى كل مطبوعة او اعلان ترويجي لدبي.
وينتصب برج العرب مثل شراع عملاق في البحر، يعكس على واجهاته الزجاجية من جهة زرقة البحر، ومن جهة اخرى حياة المدينة.
وتعلو البرج منصة لهبوط المروحيات من جهة، ومن جهة اخرى جسم افقي ملتصق بالبرج يحتضن مطعما ومنصة مراقبة.
وارتبطت منصة هبوط المروحيات بعدد من الصور التي انتشرت حول العالم، مثل مباراة كرة المضرب التي اقيمت عليها بين اللاعبين اندريه اغاسي وروجيه فيدرر.
وسخرت لانجاز هذا البرج كل الامكانيات التقنية والمالية، ووضع تصميمه المعماري توم رايت الذي استوحى من اشرعة السفن التقليدية ليخط شكل البرج الذي بات من اشهر المباني في العالم.
وقال المهندس المدني جاد سماحة الذي اجرى دراسات معمقة حول البرج «ان اولى العقبات الهندسية كانت تتمثل بردم جزيرة اصطناعية قبالة ما كان يعرف بشاطىء «شيكاغو» في جميرا، تكون قادرة على تحمل العوامل الطبيعية ووزن البرج الهائل».
وابتكرت للجزيرة حلقات اسمنتية خاصة تشكل قاعدة البرج، قادرة بتصميمها على امتصاص قوة الامواج والرياح.
وتشير تقديرات الى ان كلفة بناء البرج كانت بحدود 650 مليون دولار على اقل تقدير.
ويرى سماحة ان المشروع «كان ثورياً بكل تفاصيله، وكان يتطلب احدث التقنيات في كل جزء من تنفيذه».
فعلى سبيل المثال، تطلب بناء البرج نقل قطع معدنية بمقاسات هائلة ورفعها لتشكل جزءا من الهيكل الذي يحمل البرج.
والبرج هو فندق تديره مجموعة جميرا التابعة لحاكم دبي، ويقدم على انه «افخم فندق في العالم»، فيما التصقت به عبارة «الفندق ذو النجوم السبع» منذ اطلقها صحافي بريطاني زاره قبل 15 سنة.
وقال المدير العام للفندق هنريك موريو قبل فترة قصيرة «ان برج العرب هو من المباني القليلة في العالم التي تعطي الانسان متعة من مجرد النظر اليها».
اما داخل البرج، فهو فاره ويزخر بالالوان الصاخبة وبالذهب والزخرفة، لدرجة انه اصبح مثيرا للجدل في عالم التصميم الداخلي.
ووضعت الصينية هوان تشو التصميم الداخلي للبرج، وهو يعتمد اسلوباً يتأرجح بين الكلاسيكية والاستشرافية، ولا يخلو من البذخ.
لكن برج العرب، واضافة الى قيمته المعمارية وجاذبيته كفندق، خصوصاً بالنسبة للجمهور الصيني الذي حول زيارته الى حلم يجب تحقيقه مرة خلال العمر، يرتبط قبل كل شيء بقصة الامارة الطموحة وصعودها.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق