مايكل فاسبندر وماريون كوتيلارد في «ماكبث»… رؤية جديدة لمسرحية شكسبير

يشارك الممثل الألماني-البريطاني مايكل فاسبندر في الفيلم البريطاني «ماكبث»، المقتبس من المسرحية الشهيرة للكاتب الإنكليزي ويليام شكسبير، بالإضافة إلى الممثلة الفرنسية ماريون كوتيلارد، والذي يسرد قصة الزوجين اللذين يقتلان الملك للوصول إلى عرش اسكتلندا.
لكن هذا الفيلم للمخرج الأسترالي جاستن كيرزل، والذي عرض للمرة الأولى في مهرجان كان السينمائي الأسبوع الفائت، ينطوي على رؤية جديدة لبطل المسرحية المأساوية لشكسبير، ولماذا سلك هذا الطريق المشؤوم للوصول إلى السلطة.
ويرى مايكل فاسبندر: «أن ماكبث يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة. إنني أدرك أنه تفسير حديث تماماً لأفعاله والآن فقط نتعرف على حالته، كنا فقط متحيرين بشأن الجنود العائدين من الحرب العالمية الأولى الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، فالمجتمع لم يعرف كيف يتصرف إزاءهم».
وقال: «لم أفكر في ماكبث بهذه الطريقة من قبل، لكن جاستن شجعني على ذلك …. وبدأ الأمر يبدو منطقياً». لقد كان بالفعل في السيناريو وفي مشهد المائدة حيث يرى (ماكبث) شبح بانكو، تضطر ليدي ماكبث حينها أن تتدخل وتقول «من المعروف أنه (ماكبث) تنتابه مثل هذه النوبات».
وأضاف: «بالنسبة الي فإن الأمر برمته منطقي، فإنه لا يمكنك أن تكون بعيداً عن بلدك منخرطاً في الحرب طوال هذه الفترة وتقتل أناساً ولا ترى زوجتك، ووفقاً للنص فقد فقدا ابناً واحداً على الأقل (في هذه الحرب)، وكان هذا هو المفتاح بالنسبة الي لأرى ماكبث بهذه الطريقة، لقد فهمت نوبات هذيانه وسلوكه المضطرب ونوبات الجنون التي تصيبه، والأمر المثير للدهشة هو إدراك شكسبير لاضطراب ما بعد الصدمة أيضاً».
وتابع: «ولإحداث نوع من التوازن المقابل، فإنني أرى ليدي ماكبث بصورة مغايرة وليست المرأة الشريرة الطموحة المتعطشة للسلطة، بل امرأة تحاول إعادة الاتصال مع زوجها وتعتقد بأنهما ربما إذا نفذا حادثة القتل معاً، فإن هذا الأمر سيعيد الاتصال بينهما. لقد وجدت هذه فكرة أكثر إمتاعاً من المرأة المهووسة بالسلطة، وهذه الصورة تتعلق بملء الفراغ، أكثر من التوق إلى السلطة».
وقدمت مسرحية ماكبث في العديد من الأفلام والمسلسلات، من بينها الفيلم الذي أخرجه أورسون ويلز عام 1948 ولعب فيه ويلز دور البطولة، والفيلم الأشهر للمخرج البولندي لرومان بولانسكي عام 1971 بعد شهور من وفاة زوجته «شارون تيت» على يد عصابة تشارلز مانسون.
وترى الممثلة الفرنسية ماريون كوتيلارد، التي فازت بجائزة أوسكار عن دورها في فيلم «لا في اون روز» عام 2007، أنه «يوماً ما سأؤدي دور الليدي ماكبث، لكن أعتقد أنه سيكون بالفرنسية وربما على المسرح».
ولم يطلب منها الأداء باللهجة الاسكتلندية لهذا الدور «لأن ذلك سيمنح الآخرين الشعور بأن ليدي ماكبث أجنبية، وكان طلب أداء أبيات الشعر باللغة الانكليزية الأصلية هو الأمر الأكثر تحدياً بالنسبة الي».
وأوضح فاسبندر، الذي رشح لجائزة الأوسكار عن أدائه دور ستيف ماكوين في فيلم «12 عاماً من العبودية» أنه كان «قلقاً» من فكرة أداء فيلم يستند إلى مسرحية لشكسبير.
وقال «لكننا جميعاً كنا نشعر بالخوف، بالنسبة الي لأداء دور بطل من أبطال شكسبير، وماريون في التعامل مع أبيات الشعر الانكليزية، وجاستن أيضاً لأنه كان أول فيلم وثائقي كبير بالنسبة اليه، وهذا الشعور بالقلق ساعد بالفعل في تصوير الفيلم».
بي بي سي