السعودية تتوعد بضرب الحوثيين وقادتهم «بقسوة» رداً على قصف نجران وجازان
قال المتحدث باسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية لضرب مواقع الحوثيين (الشيعة) في اليمن مساء الخميس، إن المعادلة اختلفت بعدما أصبحت المواجهة تستهدف السعودية. تصريحات تأتي في ضوء تعرض منطقة نجران (جنوب غرب) إلى هجوم صاروخي انطلاقا من اليمن.
أعلنت السعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن مساء امس الخميس أن الحوثيين ارتكبوا «أهم أخطائهم» وسيدفعون الثمن بعد قصف مناطق في المملكة.
وقال العميد أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف إن الحوثيين غيروا المعادلة باستهداف مدن في الآونة الأخيرة وتعهد بأن التحالف سيلاحق قادة الحوثيين.
وقال عسيري لرويترز إن الحوثيين استهدفوا حدود المملكة وإن السعودية ستدافع عن مواطنيها. وأضاف أن 15 شخصاً أصيبوا في قصف حوثي لمدينة نجران مساء الخميس.
وقال عسيري في تصريحات بثها التلفزيون في وقت سابق «لآن المعادلة اختلفت. كانت العملية تهدف إلى حماية الشرعية في اليمن وحماية المواطن اليمني. الآن المواجهة أصبحت تستهدف حدود المملكة العربية السعودية،. تستهدف المواطن السعودي وأمن وسلامة المدن السعودية».
وتابع قوله «قوات التحالف سوف توجه رداً قاسياً ابتداء من هذه اللحظة وحتى يدفع من قام بهذا العمل ثمن ما قام به» مضيفاً أنه لن تكون هناك حدود لهذا الرد.
وأكد أن «الاعتداء لم يكن له هدف عسكري بل كان يستهدف المواطن السعودي والمساكن حيث أن هدفه القتل لمجرد القتل». وأضاف عسيري أن التحالف والقوات السعودية ستتخذ «الإجراءات التي تكون كفيلة بردع هذا العمل سواء بالنسبة الى الأشخاص الذين خططوا لهذا العمل أو المواقع التي انطلقت منها هذه العمليات والمدن التي تأوي قادة من نفذوا هذا وخططوا له».
وذكر أن السعودية ستبقي كل الخيارات مفتوحة لكنه رفض القول إن كان يتم التخطيط لهجوم بري.
وكان التلفزيون السعودي الرسمي أكد نقلاً عن الدفاع المدني أن قذائف جديدة سقطت على منطقة نجران دون أي يؤدي ذلك إلى خسائر. وتابع أن القذائف التي أطلقت من الجانب اليمني للحدود سقطت على مناطق «غير مأهولة» ولم تسفر عن أضرار بالأرواح أو عن أضرار مادية.
وجاءت تصريحات العسيري بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية عادل الجبير خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن السعودية مستعدة لعرض هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام إذا احترم الحوثيون هذه الهدنة.
وقال الجبير «اقترحنا أن يكون هناك وقف لإطلاق النار لمدة خمسة أيام للتنسيق مع المنظمات الدولية لإيصال المساعدات الإغاثية للأشقاء في اليمن على أن يلتزم الحوثيون وحلفاؤهم بذلك وألا يقوموا بأعمال عدوانية في اليمن خلال هذه الفترة التي سيتم تحديدها قريباً باذن الله بأدق تفاصيلها».
وزاد القلق الدولي من الأزمة الإنسانية الشديدة التي يعانيها اليمن فيما تسبب القتال والضربات الجوية وحظر السلاح في مقتل مدنيين وحالات نزوح داخلي وتدمير البنية التحتية ونقص الغذاء والدواء والوقود.
وجاء عرض الهدنة بعد أيام من بدء الحوثيين في قصف بلدات حدودية سعودية وهو ما دفع الرياض إلى استئناف الضربات الجوية في اليمن وبعد تقدم الحوثيين في منطقة رئيسية بوسط عدن التي تعد مدينة ذات أهمية محورية في الحرب.
ورحب كيري بالهدنة السعودية وقال إنه لا الرياض ولا واشنطن تتحدثان عن إرسال قوات برية لليمن.
وقال عسيري يوم الاربعاء إن كل الخيارات مفتوحة بما في ذلك العمليات البرية لوقف الهجمات على بلدات سعودية.
وتساند الولايات المتحدة التحالف الذي تقوده السعودية وبدأ ضربات جوية على الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح في 26 آذار (مارس) بهدف إعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وتخشى الرياض أن يهيمن الحوثيون المتحالفون مع إيران على اليمن الجار الجنوبي للمملكة وأن يثير تقدم مقاتليهم في المناطق السنية معارك طائفية قد يستغلها تنظيم القاعدة.
وتنفي إيران اتهامات الحكومتين السعودية واليمنية أنها تسلح الحوثيين وتدربهم.
ويتوخى التحالف الحذر في أمر إرسال قوات برية إلى اليمن لأنه يدرك صعوبات المعارك مع مقاتلين متحصنين جيدا في جبال اليمن.
وقال مسؤول خليجي إن طائرة هليكوبتر سعودية من طراز أباتشي أصيبت بأضرار أثناء هبوط اضطراري قرب الحدود يوم الخميس نافياً ما أوردته قناة المسيرة من أن الحوثيين أسقطوا الطائرة. وأضاف أن الطيارين بأمان.
وقال عمال إغاثة وشهود إن المعارك في اليمن يوم الاربعاء تسببت في مقتل 120 شخصاً معظمهم مدنيون بينهم 40 على الأقل كانوا يحاولون الهرب من عدن في قارب أصابته قذائف الحوثيين.
رويترز/ أ ف ب