
استؤنفت مفاوضات السلام حول اوكرانيا الاربعاء في مينسك بين موفدي كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق، على خلفية عودة التوتر الميداني حيث قتل خمسة جنود اوكرانيين في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة.
وهذا اول لقاء في العاصمة البيلاروسية لمجموعة الاتصال الثلاثية التي تضم مندوبين من اوكرانيا وروسيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا، مع موفدي المتمردين منذ التوقيع في 12 شباط (فبراير) على اتفاقات مينسك للسلام 2 التي اتاحت التوصل الى وقف جديد لاطلاق النار.
وقد تقيد اطراف النزاع بوقف اطلاق النار عموماً منذ دخوله حيز التطبيق في 15 شباط (فبراير)، لكنه ما زال هشاً، ودائماً ما تندلع معارك متفرقة في الشرق حيث اسفر النزاع عن اكثر من 6100 قتيل خلال اكثر من عام.
ومنذ بضعة ايام، ازدادت كثافة القصف بما في ذلك في دونيتسك، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس.
وفي الساعات الاربع والعشرين الاخيرة، قتل اربعة جنود اوكرانيين في انفجار لغم يدوي الصنع بآليتهم المدرعة قرب قرية افديفكا الواقعة تحت السيطرة الاوكرانية لكن المتمردين يسيطرون عليها منذ كانون الثاني (يناير)، كما قال المتحدث العسكري اندريي ليسينكو، موضحاً ان اثني عشر آخرين قد اصيبوا.
وقتل جندي آخر في مدينة سفيتلودارسك القريبة من ديبالتسيفي التي تعد مركزاً استراتيجيا لخطوط السكك الحديد سيطر عليه المتمردون في شباط (فبراير) بعد دخول وقف اطلاق النار الجديد حيز التنفيذ.
وقال ليسينكو ان «الوضع تدهور قليلاً في الايام الاخيرة. ووتيرة القصف التي يقوم بها المتمردون لا تتراجع».
واضاف ان اكثر النقاط سخونة على خط الجبهة، ما زالت قرية شيرنوكين المقسومة قرب ماريوبول آخر مدينة كبيرة في منطقة النزاع تحت سيطرة كييف، وقرية بيسكي وقرى عديدة اخرى على مقربة من مطار دونيتسك.
واوضح «تعرضت مواقعنا لاطلاق نار من اسلحة محظورة، هي مدافع هاون من عيار 122 ملم ومدافع من عيار 152 ملم ودبابات، وذلك انتهاكاً لاتفاقات مينسك».
وقد سحبت الاسلحة من عيارات تفوق 100 ملم من خط الجبهة، كما تنص على ذلك اتفاقات مينسك 2 للسلام المعقودة في 12 شباط (فبراير) في حضور الرؤساء الفرنسي والاوكراني والروسي والمستشارة الالمانية، والتي اتاحت التوصل الى وقف لاطلاق النار.
وخلال زيارته الى كييف، طالب وزير الخارجية الايطالي الاربعاء بالاحترام الكامل لاتفاقات مينسك للسلام في شرق اوكرانيا الانفصالي، معتبراً ان من شأن ذلك تحسين العلاقات مع روسيا.
واضاف باولو جنتيلوني في مؤتمر صحافي «يجب تطبيق اتفاقات مينسك بالكامل… من شأن ذلك ان يؤدي الى علاقات اقل سلبية مع روسيا»، الا انه ايد العقوبات الاقتصادية التي يفرضها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على موسكو على خلفية ضلوعها في النزاع الاوكراني.
وتتهمها كييف والبلدان الغربية بدعم التمرد الروسي في الشرق وارسال قوات نظامية الى هناك وهو ما تنفيه موسكو.
وفيما تزداد حدة التوتر، بدأت محادثات السلام الجديدة الاربعاء في مينسك، بهدف تعزيز تطبيق اتفاقات السلام.
وكان الرئيس بترو بوروشنكو قال قبيل بدء المفاوضات «نطالب موقعي اتفاقات مينسك، واولهم روسيا، باتخاذ تدابير من اجل تطبيق الاتفاقات تطبيقاً كاملاً».
واعلن ايضاً تعيين مجموعة من الاعضاء الجدد، ومسؤولين عن مجموعات فرعية، اي عن الملفات المتخصصة، في مفاوضات مجموعة الاتصال، ملبياً بذلك طلباً قدمه المتمردون منذ فترة طويلة.
ومنهم شخصيتان مرموقتان في السياسة الاوكرانية، فولوديمير غوربولين السكرتير السابق لمجلس الامن الاوكراني برئاسة ليونيد كوتشما، موفد كييف الى هذه المفاوضات، ويفغين مارتشوك، رئيس الوزراء السابق والرئيس السابق للاجهزة الامنية.
وخلال لقاء مع هؤلاء الاعضاء الجدد، قال الرئيس بوروشنكو ان المتمردين اعادوا معدات عسكرية يفترض سحبها من خط الجبهة لعرضهم العسكري في التاسع من ايار (مايو) في ذكرى الاحتفال بالانتصار على المانيا النازية.
وقال «يستعدون كما يقال للعرض، ويجرون تشكيلات وتدريبات عسكرية. لكن يجب احترام الاتفاقات».
ا ف ب