غذاءمناسبة

دعم الرضاعة الطبيعية… القرب من الأمهات

تحت شعار  «دعم الرضاعة الطبيعية،.. القرب من الأمهات»، تم الاحتفال  في الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية في الفترة بين 1 و7 آب (أغسطس) الجاري في أكثر من 170 بلداً لتسليط الضوء على أهمية الرضاعة الطبيعية وضرورة دعمها ولتشجيع الأمهات على الارضاع من الثدي وتحسين صحة الرضّع في جميع أنحاء العالم.

بمناسبة أسبوع الرضاعة الطبيعية العالمي، وبعد مرور 11 سنة على صدور الاستراتيجية العالمية لتغذية الرضع وصغار الأطفال الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف، وجهت منظمة الصحة العالمية دعوة لزيادة دعم الأمهات اللائي يرضعن أطفالهن طبيعياً، موصية  مجدداً بضرورة اقتصار الرضاعة على الثدي وحده طوال الشهور الستة الأولى من عمر المولود لأن ذلك يعزز صحة الطفل وبقاءه على قيد الحياة مشددة على ان الرضاعة الطبيعية واحدة من أكثر الطرق فعالية في ضمان صحة وبقاء الطفل على قيد الحياة. والرضاعة الطبيعية الى جانب التغذية التكميلية يمكنها أن تنقذ حياة مليون طفل سنوياً. ومع ذلك فان الرقم العالمي للرضاعة المقتصرة على الثدي طوال الشهور الستة الأولى من عمر المولود لا يتجاوز 38% فقط.
ويحيي هذا التوقيت ذكرى إعلان إينوتشنتي الصادر عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف في آب (أغسطس) 1990 حول حماية وتعزيز ودعم الإرضاع من الثدي. واختارت منظمة الصحة العالمية هذا العام  شعار «دعم الرضاعة الطبيعية بالقرب من الأمهات» باعتبار أن الرضاعة الطبيعية هي أفضل مصدر لتغذية الرضع وصغار الأطفال وهي واحدة من أكثر الطرق فعالية لضمان النمو الأمثل والنماء والصحة لهم. ويهدف أسبوع الرضاعة إلى تشجيع المزيد من الأمهات على إرضاع أطفالهن من الثدي.
ويؤكد شعار هذا العام على أهمية المشورة، بما في ذلك المشورة مع الأقران والمرافق الصحية التي تدعم الرضاعة الطبيعية عن طريق توفير مدربين ومستشارين مختصين في الإرضاع من
الثدي للأمهات الجدد يكون لديها معدلات أعلى لنجاح الإرضاع من الثدي. وقد أعدت منظمة الصحة العالمية دورات لتدريب العاملين الصحيين على كيفية تقديم الدعم الماهر للأمهات المرضعات ومساعدتهن في التغلب على المشاكل.

حليب آمن
ويزوّد حليب الأم حسب تقرير للمنظمة الرضيع بجميع ما يلزمه من عناصر مغذية لكي ينمو مفعماً بالصحة، مشيرة الى انه «حليب آمن» ويحتوي على المضادات التي تساعد على حمايته من أمراض الطفولة الشائعة، كالإسهال والالتهاب الرئوي، وهما السببان الرئيسيان لوفاة الأطفال في مختلف أرجاء العالم.
وتعتبر الرض
اعة الطبيعية «من أفضل مصادر تغذية الرضع وصغار الأطفال وهي واحدة من أنجع السبل الكفيلة بالحفاظ على صحتهم وبقائهم». فالأفراد الذين يُرضعون رضاعة طبيعية في طفولتهم أقل عرضة لزيادة الوزن أو السمنة في مرحلة لاحقة من العمر، كما قد يكونون أقل عرضة للإصابة بمرض السكري ويكون أداؤهم أفضل في اختبارات الذكاء، غير أن التقديرات تشير إلى أن نسبة الرضع المقتصرة تغذيتهم على الرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر هي 38% فقط في جميع أنحاء العالم.

كلهن قادرات على إرضاع أطفالهن طبيعياً
وتحدثت الدكتورة كارمن كازانوفاس، وهي خبيرة في الرضاعة الطبيعية من إدارة التغذية من أجل الصحة والتنمية في المنظمة، قائلة: «إن جميع الأمهات تقريباً قادرات جسدياً على إرضاع أطفالهن طبيعياً وسيفعلن ذلك إن حصلن على معلومات دقيقة ودعم في هذا المضمار»، غير أن «عزيمتهن تُثبّط في كثير من الحالات لكي لا يقمن بذلك، ويضلّلن بمفاهيم خاطئة لحملهن على الاعتقاد بأنهن يمنحن أطفالهن انطلاقة أفضل في الحياة بشرائهن بدائل تجارية لحليبهن».
  واظهر تقرير المنظمة ان 37 بلداً فقط من اصل 199 تسنّ قوانين تعكس جميع التوصيات الواردة في المدونة الدولية لقواعد تسويق بدائل حليب الأم وتقدم تقاريرها حول تنفيد المدونة. وكشف ان الأمهات غالباً ما يحصلن على كم كبير نسبياً من المعلومات غير الصحيحة والمتحيزة بطريقة مباشرة بواسطة الإعلانات والادعاءات الصحية، وحزم المعلومات ومندوبي أقسام المبيعات، وبأخرى غير مباشرة من خلال نظم الصحة العمومية». واضاف ان توزيع «المواد التعليمية» التي تعدّها الشركات المصنعة لبدائل حليب الأم عن الرضاعة الطبيعية يؤثر بشكل سلبي على الرضاعة الطبيعية الخالصة، ولا سيما على الأمهات اللاتي يضعن أول مولود لهن والأمهات الحاصلات على تعليم اساسي متدني المستوى، كما يخلّف توزيع عينات من بدائل حليب الأم أثراً سلبياً على الرضاعة الطبيعية».
ولدى إعراب جمعية الصحة العالمية السابعة والعشرين في عام 1974 عن بالغ قلقها إزاء تسويق بدائل حليب الأم على الأمهات بطريقة عدوانية للغاية، حثّت الدول الأعضاء على أن تستعرض أنشطة ترويج المبيعات المتعلقة بأغذية الأطفال وتتخذ ما يلزم من تدابير علاجية، بوسائل منها استخدام رموز الإعلان وسن التشريعات عند اللزوم، ممّا أدى في عام 1981 إلى إبرام اتفاق بشأن المدونة الدولية لقواعد تسويق بدائل حليب الأم، واعتماد العديد من القرارات بشأن هذه المسألة في وقت لاحق.
وأضافت الدكتورة كازانوفاس قائلة: «إن التنفيذ الكامل لتلك المدونة لا يُستغنى عنه من أجل الحد من جميع أشكال الترويج لبدائل حليب الأم أو القضاء على أشكال ترويجها، بما فيها طرق الترويج المباشرة وتلك غير المباشرة للحوامل وأمهات الرضع وصغار الأطفال».
وتقدم المنظمة الدعم للبلدان في مجال تنفيذ المدونة ورصدها، ولخطة التنفيذ الشاملة الخاصة بتغذية الأمهات والرضّع وصغار الأطفال الرامية إلى زيادة المعدلات العالمية للرضاعة الطبيعية الخالصة لمدة ستة أشهر إلى نسبة 50% على الأقل بحلول عام 2025.
ودعماً لذلك وضعت المنظمة دورات يُستفاد منها في تدريب العاملين الصحيين على تقديم دعم متمرس للأمهات المرضعات (بمن فيهن المصابات بعدوى فيروس العوز المناعي البشري)، ومساعدتهن للتغلب على المشاكل، ورصد نمو أطفالهن، كيما يتسنى لهن الإبكار في تحديد خطر نقص التغذية أو زيادة الوزن.

دعم الامهات المرضعات
وجهت المنظمة وشركاؤها في الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية 2013 دعوة لزيادة دعم الأمهات اللائي يرضعن أطفالهن طبيعياً، مشددة على ضرورة ان تتعلّم الأمهات ممارسة الرضاعة الطبيعية وإن واجه العديد منهن صعوبات في بداية الأمر، فمن الشائع أن يشعرن بألم في الحلمتين وبالخوف من عدم توفر كمية كافية من الحليب لإشباع الطفل. وشجعت المرافق الصحية التي تؤيد الرضاعة الطبيعية على رفع معدلات هذه الممارسة عن طريق إتاحة المستشارين المدربين على الرضاعة الطبيعية للأمهات الجديدات. ولتقديم هذا الدعم وتحسين رعاية الأمهات والأطفال حديثي الولادة، فإن هناك مرافق «صديقة للطفل» في أكثر من 150 بلداً بفضل مبادرة المستشفيات الصديقة للأطفال المشتركة بين المنظمة واليونيسيف.
  وتحذر المنظمة العالمية من بدائل حليب الأم التي لا تحتوي على الأضداد الموجودة في حليب الأم نفسه، ناهيك عن المخاطر الناشئة عن استخدام المياه غير الآمنة والمعدات غير المعقمة أو احتمال وجود بكتيريا أو ملوثات أخرى في البدائل المسوقّة منه في شكل مسحوق. وقد ينجم سوء التغذية عن الإفراط في تخفيف تلك البدائل من أجل «زيادة» حجم الإمدادات. ومع أن تواتر الإرضاع يحافظ على إمدادات حليب الأم، فإن استخدام البدائل وعدم توفرها في ما بعد قد يعرقل العودة إلى الرضاعة الطبيعية بسبب تضاؤل إنتاج حليب الأم.
وتعود أيضاً الرضاعة الطبيعية بالفائدة على الأمهات المرضعات. فالرضاعة الطبيعية الخالصة ترتبط بوسيلة طبيعية (رغم عدم مأمونيتها) لتنظيم النسل (توفر حماية نسبتها 98% في الأشهر الستة الأولى عقب الولادة) وتقلّل من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض في وقت لاحق من العمر وتساعد النساء على العودة إلى وزنهن في مرحلة ما قبل الحمل بشكل أسرع.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق