سياسة لبنانيةلبنانيات

شغور وتعطيل وانتظار… فهل يبدد الموفد الفرنسي الصورة السلبية بحوار جدي؟

الحل الوحيد المقبول لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان تطبيق القانون

شغور وتعطيل وانتظار. هذه هي الصورة السلبية التي تطبع المشهد السياسي. فالفراغ الذي يخيم على قصر بعبدا منذ حوالي التسعة اشهر، بدأ ينسحب على الادارات العامة ويهدد بعواقب وخيمة. بعد عشرين يوماً تنتهي ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وحتى الساعة لم يتم تعيين خلف له، بسبب عدم وجود رئيس للجمهورية اما المخارج المطروحة فهي اما انتخاب حاكم اصيل قبل نهاية الشهر، وهذا متعذر على حكومة تصريف الاعمال، خصوصاً وهناك معارضة مسيحية شاملة، واما التمديد لسلامة بطلب من وزير المالية، ريثما يتم انتخاب خلف له. والمخرج الثالث وهو دستوري وينص عليه القانون ويقضي بان يتسلم نائب الحاكم الاول وسيم منصوري القيام بالمهمة، الى ان يتم انتخاب حاكم جديد. وهذا هو الاحتمال المقبول والمرجح حتى الساعة، وهناك اتصالات بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي لهذه الغاية. تبقى عقدة تهديد نواب الحاكم الاربعة بالاستقالة والاتصالات جارية لحملهم على عدم تنفيذ تهديدهم، ولا يجوز لهم التهرب من المسؤولية في هذا الظرف الدقيق.
في هذا الوقت يستمر تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، يكون المدخل الى حل يخرج لبنان من هذه الازمات الخطيرة التي يعاني منها الا ان النواب لا يزالون يديرون ظهورهم لكل الانتقادات الداخلية والخارجية، وكان اخرها ما صدر عن صندوق النقد الدولي. والغريب في الامر ان هؤلاء النواب يتصرفون وكأن القضية لا تعنيهم. فهم يديرون الاذن الصماء، ويواصلون تقاعسهم عن القيام بالدور الذي انتخبوا من اجله، وقد اتهمهم البطريرك الماروني بشاره الراعي بالخيانة لوطنهم ولناخبيهم. ان هذا المجلس معطل منذ انتخابه، لا انتخاب رئيس للجمهورية ولا اصلاحات والتعطيل سيد الموقف.
امام هذا المشهد المأساوي لا يبقى سوى الانتظار، لعلّ الموفد الرئاسي الفرنسي جان – ايف لودريان يحمل مبادرة انقاذية تنهي الشغور القاتل. وترددت معلومات لم تتأكد من اي جهة، ان لودريان يصل غداً الثلاثاء الى المملكة العربية السعودية، وقد رتبت له مواعيد مع وزير الخارجية فيصل بن فرحان والمستشار نزار علولا الذي يمسك بالملف اللبناني، بالاضافة ربما الى مسؤولين اخرين لاطلاعهم على نتائج زيارته الى بيروت والاطلاع على ارائهم. ثم يغادر بعدها الى قطر للغاية عينها. وقد تكون لفرنسا اتصالات مع ايران لتتحول اللجنة الخماسية الى سداسية، بحيث تصبح امكانية الحل اسهل. هذا اذا صدقت كل هذه المعلومات.
وعلم ان لودريان سيعود الى بيروت بين 17 و18 تموز الجاري. بالطبع لن يحمل معه حلاً سحرياً لهذه الازمة المعقدة، بل سيدعو الى طاولة حوار تعقد في قصر الصنوبر كما تردد، يتم خلالها الاتفاق على اسمين او ثلاثة ثم ينتقل الجميع الى المجلس النيابي، وانتخاب من ينال الاكثرية. هذه المبادرة قد تكون قابلة للنجاح اذا كان اللبنانيون يريدون حقاً الحل. ان الحوار سيكون برعاية دول اللجنة الخماسية زائد ايران، ولكن نجاحه يبقى رهناً بارادة اللبنانيين. فان صفت النيات يصبح الامل بالخروج من المأزق ممكناً، وفي ما عدا ذلك ستكون نهاية هذا البلد الذي وصل الى جهنم حقيقية، يدفع ثمنها الشعب اللبناني باسره. انها ايام حاسمة ومصيرية فعسى ان يكون الانتظار مفيداً.
تبقى قضية جريمة القرنة السوداء. وعلم ان الجيش وهو المؤسسة الوحيدة الباقية تعمل في هذا البلد، استطاع ان يكشف كل خيوط الجريمة واوقف احد عشر شخصاً بينهم احد الذين اطلقوا النار على هيثم طوق، واحالهم الى القضاء المختص وستباشر القاضية سمرندا نصار بدءاً من اليوم التحقيق مع الموقوفين. ونظراً لتعدد الخلافات بين القرى في عدد من المناطق اللبنانية، وفي غياب شبه كامل للسلطة السياسية، بات على القضاء العقاري تناول الملف بجدية والسير فيه حتى النهاية تجنباً لاوضاع تنذر في معظم الاحيان بفتن طائفية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق