سياسة لبنانيةلبنانيات

لبنان يشهد ترشح اول امرأة في تاريخه لرئاسة الجمهورية ومساعي تشكيل الحكومة مستمرة

اما تتوحد المعارضة وتواجه مرشح 8 اذار واما الازمة مستمرة ست سنوات جديدة

تستمر المواقف التي تقول بوجوب تشكيل حكومة تخلف الحالية، ولكن شيئاً على الارض لا يتحقق. صحيح ان حكومة كاملة الصلاحية لن تتمكن من فعل شيء في المدة المتبقية من عمر العهد، ولكن وجودها يؤمن الشرعية، ويجعل توليها سلطة رئاسة الجمهورية في حال فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس جديد، دستورياً وصحيحاً. فضلاً عن انه يؤمن التأييد العربي والدولي وهما ضروريان للخروج من العزلة.
رئيس الجمهورية اعلن امس انه يسعى جاهداً لتشكيل حكومة قبل مغادرته قصر بعبدا، على عكس ما يروجون عنه. ومن المتوقع ان يزور رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي القصر الجمهوري هذا الاسبوع، لاستكمال المحادثات بشأن تشكيل حكومة، فعسى ان يتوصل الرئيسان الى فكفكة العقد وازالة المعوقات، والتوصل الى نتيجة ايجابية، وان كانت الدلائل حتى الساعة غير مشجعة. فعلى الرئيسين ان يتنازل كل منهما خطوة، وعندها يصبح التأليف في متناول اليد، شرط عدم ترك المجال للتدخلات من هنا وهناك، اذ ان كل طرف يحاول الوصول الى حكومة على مقياسه، تؤمن له مصالحه، ولا تهمه مصلحة الوطن والشعب.
ويوم امس زار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عين التينة، والتقى الرئيس نبيه بري على مدى نصف ساعة، خرج بعدها دون الادلاء بتصريح. وعلم ان المحادثات تناولت تشكيل الحكومة بالدرجة الاولى وكذلك العمل على دعوة المجلس النيابي في اقرب وقت لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. كما زار عين التينة النائب تيمور جنبلاط وتناول البحث الحكومة وانتخابات الرئاسة، وهما الموضوعان اللذان يشغلان الجميع في هذه الايام. التحرك السياسي ناشط، غير ان النتائج لا تزال بعيدة، وهذا يعود الى تسلط المنظومة ومحاولاتها الحفاظ على موقعها وحصصها، في جميع مفاصل الدولة وليس هناك طرف واحد يبدي استعداداً للتنازل من اجل المصلحة العامة وانقاذ البلد.
في هذا الوقت تنشط التحركات من اجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ضمن المهلة الدستورية التي تبدأ بعد غد الخميس، وتنتهي في 31 تشرين الاول المقبل. وانطلاقاً من هنا، قدمت السيدة ترايسي شمعون ترشحها للرئاسة الاولى، واعلنت الخطوط العريضة لبرنامجها. وابرز ما جاء فيه وضع استراتيجية دفاعية موحدة تكون بيد الدولة. فكما ان سيطرة فريق واحد على كل لبنان امر مستحيل ومرفوض، فان بقاء قرار الحرب والسلم في يد فريق واحد مرفوض كذلك. ويعتبر ترشيح السيدة شمعون اول ترشح لامرأة لهذا المنصب. وقد بدأت تتردد اسماء نسائية اخرى، عازمة على تقديم ترشحها في الايام المقبلة.
وتترقب الاوساط الشعبية والسياسية باهتمام بالغ ما سيعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري غداً، في ذكرى الامام موسى الصدر. هل يحدد موعداً لدعوة المجلس النيابي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، كما كان قد وعد، ام انه سيتريث بانتظار ان تنجلي الصورة اكثر؟ اذاً الحركة ناشطة باتجاه انتخاب رئيس جديد. فلماذا كل هذا التشاؤم والتأكيد اننا واصلون الى الفراغ؟ وفي حال وقع الفراغ فمن له مصلحة فيه؟ لقد شبع لبنان فراغات، مرات ومرات، لدى تشكيل الحكومات استمرت في كل مرة اشهراً طويلة، والنتيجة دائماً لم تكن على مستوى الاحداث ولا تستحق كل هذا الانتظار، الا ان تقاسم المغانم والحصول على حصص وازنة، كان السبب، ولا يزال حتى الساعة، السبب في هذا التناحر والتعطيل المدمر. ولا ننسى الفراغ الطويل الذي عقب انتهاء عهد الرئيس ميشال سليمان، واستمر سنتين ونصف السنة، تعطل خلالهما البلد ودفع غالياً ثمنه الى ان تمت التسوية وانتخب الرئيس ميشال عون. فهل ان هذا السيناريو سيتكرر؟
الظروف تبدلت والقوى السياسية كذلك، وان كان حزب الله لا يزال الاقوى والاقدر على جمع عدد من النواب حوله. فاما ان تتوحد المعارضة، وتواجه مرشح 8 اذار، واما ان تفشل كما فشلت في انتخابات رئاسة المجلس ونيابة الرئاسة، وعندها يمكن القول ان الازمة ستمدد ست سنوات جديدة. فهل هذا هو المطلوب؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق