سياسة لبنانيةلبنانيات

الجنوب يشهد حرباً حقيقية وذكرى 14 شباط اشرت الى احتمال عودة سعد الحريري قريباً

فيما المحادثات الاميركية الاسرائيلية المصرية القطرية تتواصل في القاهرة للوصول الى اتفاق على هدنة، يتم خلالها اطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، اشتعلت حرب حقيقية في جنوب لبنان. فقد اطلقت باتجاه الجليل صواريخ اصابت مركز القيادة الشمالية للجيش الاسرائيلي، وسقط بنتيجتها قتيلان وسبعة جرحى. وردت اسرائيل بغارات جوية موسعة طاولت النبطية وقطاع جزين ومختلف القرى الجنوبية، واصابت العديد من المنازل وسقط بنتيجتها عدد من الضحايا بين قتيل وجريح، وكانت سيارات الاسعاف تتنقل بين البلدات المستهدفة. واعتبرت الحكومة الاسرائيلية ان ما جرى حرب حقيقية، وانها تحمل حزب الله والحكومة اللبنانية المسؤولية. وهددت بالرد العنيف. وتقول مصادر مطلعة انه لولا انتظار نتائج المحادثات والاتصالات الدبلوماسية، لكانت الحرب اشتعلت جدياً، الا انها اقتربت من هذا الخطر الداهم. فهل لا تزال الوساطات قادرة على لجم هذا العنف المتصاعد يوماً بعد يوم؟
على الصعيد السياسي كان يوم امس يوم احياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، ولكن ايضاً يوم الرئيس سعد الحريري العائد بظروف مختلفة هذه السنة، مما يؤشر الى احتمال عودته قريباً لممارسة نشاطه السياسي. فقد زار عند الساعة الثانية عشرة و55 دقيقة بعد الظهر، وسط حشود شعبية وشخصيات اجتماعية توافدت من العاصمة ومختلف المناطق، وسط بيروت، حيث ضريح والده الرئيس رفيق الحريري، ترافقه رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة عمته بهية الحريري وعمه شفيق، وقرأوا الفاتحة عن روحه وارواح رفاقه الشهداء.
وجال الحريري بين الحشود الذين تجمهروا حوله واطلقوا هتافات التأييد والدعم، وصافحهم وحياهم على عاطفتهم. ولدى مغادرته تحدث الى وسائل الاعلام متوجهاً الى الحشود. فقال «اريد ان اشكر كل الناس التي اتت من كل لبنان، واريد ان اقول لهم، انا ايضاً كنت، وسأبقى الى جانبكم ومعكم. وفي النتيجة مثلما تقولون كل شيء بوقتو حلو، وسعد الحريري ما بيترك الناس».
وختم قائلاً: «قولوا للجميع انكم عدتم الى الساحة، ومن دونكم ليس هناك بلد ماشي. نبض البلد هنا، حافظوا على النبض، حافظوا على البلد ونحن سوياً وانا الى جانبكم وكل شيء بوقتو حلو».
ثم عاد الى بيت الوسط وخاطب الوفود المحتشدة: «كان مشروع الرئيس الحريري الاعتدال واستشهد لانه كان صاحب مشروع». اضاف: انا باقٍ معكم اينما كنت. وسعد الحريري لا يترك الناس قولوا للجميع انكم رجعتم الى الساحة، ومن دونكم البلد لا يمشي».
ومنذ الصباح الباكر احتشد في ساحة الشهداء عشرات الالاف من مناصري تيار المستقبل الذين توافدوا من مختلف المناطق. ولم تثن الاجواء الماطرة الالاف عن الاحتشاد في محيط الضريح، وفي باحة مسجد محمد الامين والشوارع المحيطة، في حين غصت مداخل العاصمة، خصوصاً الشمالية، بعشرات الحافلات والسيارات التي لم تستطع الوصول الى ساحة الشهداء حتى عندما حضر الرئيس الحريري الى الضريح، وذلك بسبب الزحمة الشديدة الناجمة عن كثافة الحشود. ورفع المحتشدون الاعلام اللبنانية ورايات المستقبل وصور الرئيسين رفيف الحريري وسعد الحريري، وسط اطلاق مكبرات الصوت للاغاني والاناشيد الحماسية.
هذا وتابع الرئيس سعد الحريري استقبال الشخصيات السياسية والاجتماعية. فزاره وفد من الكتائب اللبنانية وتبعه الرئيس امين الجميل الذي رحب بالرئيس الحريري. وفي المساء زاره وفد من تكتل الجمهورية القوية برئاسة النائب جورج عدوان. وسيواصل استقبالاته حتى يوم السبت المقبل يغادر بعدها بيروت كما تردد.
يستدل من كل ما جرى خلال هذا اليوم الطويل، وما رافقه من مظاهر احتفالية ولقاءات سياسية ودبلوماسية، ان فترة ابتعاد الرئيس الحريري عن الحياة السياسية قاربت على الانتهاء وانه سيعود الى لبنان ليلعب الدور الذي كان يقوم به، خصوصاً وان غيابه عن الساحة ترك تداعيات انعكست تشرذماً على الصف السني، واظهر ان لا بديل عنه في قيادة هذا الصف. فهل تكون عودة الحريري فاتحة خير تترافق مع حل يفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية، لينتظم عمل المؤسسات وتعود الدولة الى ممارسة نشاطها، بعد شلل طال امده ادى الى تدهور الوضع السياسي والاقتصادي، حتى وصل لبنان الى القعر؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق