أبرز الأخبارسياسة عربية

نتانياهو يتصدر الانتخابات متقدماً بفارق كبير على هرتزوغ بحسب النتائج الاولية

تصدر حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو نتائج الانتخابات التي جرت الثلاثاء متقدماً بفارق كبير على اقرب منافسيه العمالي اسحق هرتزوغ ومخالفاً كل التوقعات والاستطلاعات، بحسب ما اظهرت نتائج رسمية بعد فرز 70% من الاصوات فجر الاربعاء.

واظهرت النتائج الرسمية الاولية التي نشرتها اللجنة الانتخابية على موقعها الالكتروني ان حزب الليكود حصل على 23،73% من الاصوات يليه في المرتبة الثانية حزب الاتحاد الصهيوني (يسار وسط) بزعامة اسحق هرتزوغ والذي حصل على 19،06% من الاصوات.
ولم توضح اللجنة ماذا تعني نسب الاصوات في حساب تشكيلة الكنيست المقبل، لكن الاذاعة العامة اوضحت ان هذه النتيجة تعني ان حصة الليكود في الكنيست المقبل المؤلف من 120 نائباً ستكون 30 نائباً مقابل 24 نائباً لحزب الاتحاد الصهيوني.
وكان نتانياهو اعلن مساء الثلاثاء فوزه في الانتخابات، متعهداً تشكيل «حكومة قوية ومستقرة».
واذا تأكدت هذه النتائج يكون نتانياهو قد ضمن ولايته الثالثة على التوالي كرئيس للوزراء، والرابعة منذ توليه هذا المنصب لاول مرة قبل نحو عقدين من الزمن (1996-1999).
وكانت نتائج استطلاعين لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع والتي نشرتها القناتان التلفزيونيتان الاولى والعاشرة اظهرت ان كلاً من الليكود والاتحاد الصهيوني حصل على 27 مقعداً من اصل 120 في البرلمان الاسرائيلي، في حين أفاد استطلاع ثالث للقناة التلفزيونية الثانية ان الليكود حصل على 28 مقعداً متقدماً بفارق مقعد واحد على الاتحاد الصهيوني.
ولكن النتائج الرسمية الاولية اتت لتثبت خطأ هذه الاستطلاعات جميعها ولتضع نتانياهو، الذي يتولى رئاسة الوزراء بلا انقطاع منذ اذار (مارس) 2009، في الموقع الاول ليكلفه الرئيس رؤوفين ريفلين تشكيل الحكومة.
وكان نتانياهو قال في خطاب اعلان الفوز مساء الثلاثاء في المقر الرئيسي لحملته الانتخابية في تل ابيب «خلافاً لكل التوقعات، حققنا نصراً كبيراً لليكود. حققنا نصراً كبيراً للمعسكر الوطني بقيادة الليكود. حققنا نصراً كبيراً لشعبنا الاسرائيلي».
واضاف امام انصاره الذين احتشدوا للاحتفال بالفوز «علينا حالياً ان نؤلف حكومة قوية ومستقرة».
لكن هرتزوغ رفض الاعتراف بالهزيمة استنادا الى نتائج استطلاعات الرأي، معتبراً ان هذه النتائج، وهي الافضل التي حققها حزب العمل منذ 1992، تتيح له «تشكيل حكومة اجتماعية حقيقية».
وقال امام انصاره في تل ابيب «يجب انتظار النتائج الفعلية لان كل ما نعرفه حتى الان هو استطلاعات رأي».
والحدث الثاني في هذه الانتخابات تجلى في الانجاز الذي حققته القائمة العربية المشتركة المؤلفة من الاحزاب العربية الاسرائيلية والتي اصبحت، بحسب نتائج استطلاعات الرأي التي نشرتها قنوات التلفزة الثلاث، القوة الثالثة في البرلمان الاسرائيلي.
وبحسب الاستطلاعات التي نشرتها القناتان التلفزيونيتان العاشرة والثانية فان القائمة المشتركة حازت 13 مقعداً من اصل 120 في حين قال استطلاع القناة الاولى انها حصلت على 12 مقعداً.
وهذه المرة الاولى تتقدم الاحزاب العربية بقائمة واحدة الى انتخابات البرلمان الاسرائيلي منذ قيام دولة اسرائيل عام 1948
وكان رئيس القائمة العربية المشتركة ايمن عودة اعرب في وقت سابق عن ثقته بحصول القائمة على 15 مقعداً قائلاً «هذا يوم تاريخي للجماهير العربية. سنرد على العنصرية وعلى من اراد اقصاءنا واخراجنا بان نكون القوة الثالثة في الكنيست».
وعرب اسرائيل هم احفاد 160 الف فلسطيني لم يغادروا اراضيهم بعد قيام دولة اسرائيل في عام 1948 ويشكلون 20% من السكان.
وبعيد نشر نتائج الاستطلاعات الاولية للانتخابات في اسرائيل، اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في رام الله ان الفلسطينيين سيقومون بتكثيف حملتهم الدبلوماسية.
وقال عريقات لوكالة فرانس برس «واضح ان (رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين) نتانياهو سيشكل الحكومة المقبلة، لذلك نقول بوضوح اننا سنسرع سعينا للتوجه الى محكمة الجنايات الدولية وسيستمر ويتصاعد».
واضاف «استمعنا جميعاً لتصريحات نتانياهو انه لن يسمح باقامة دولة فلسطينية وسيستمر في الاستيطان»، موضحاً ان «على المجتمع الدولي الان ان يساند مسعى فلسطين كدولة تحت احتلال بالتوجه الى محكمة الجنايات الدولية والانضمام الى المواثيق والمؤسسات الدولية الاخرى».
واكد نتانياهو الاثنين قبل ساعات من انتهاء الحملة الانتخابية في مقابلة صحافية انه لن تكون هناك دولة فلسطينية في حال فوزه بالانتخابات.
وبعد ان تعلن النتائج الرسمية للانتخابات في موعد اقصاه بعد ظهر الخميس على الارجح، سيكون امام ريفلين سبعة ايام لاختيار من سيكلفه تشكيل الحكومة.
وامام الاخير 28 يوماً لتشكيل ائتلافه. ويستطيع الرئيس اذا اقتضت الضرورة تمديد هذه الفترة 14 يوماً. وفي 2013 تطلب تشكيل الحكومة ثمانية اسابيع قبل التصويت على الثقة بها.
وحتى اللحظة الاخيرة من اليوم الانتخابي الطويل، واصل نتانياهو جهوده لحشد المترددين ودعوتهم للتصويت الى اليمين وحزب الليكود.
وتوجه الاسرائيليون للتصويت اعتباراً من ساعات الصباح الاولى في اليوم الانتخابي الذي اعلن يوم عطلة رسمية. وبلغت نسبة التصويت 71،8% (مقابل 67،8% في 2013).
ونتانياهو هو الذي دعا الى هذه الانتخابات التشريعية المبكرة قبل نحو سنتين من استحقاقها بعدما حل في نهاية 2004 الائتلاف الحكومي الذي شكله قبل اقل من سنتين بعد مفاوضات شاقة، اثر تعرضه لانتقادات من الوسطيين في حكومته.
وكان نتانياهو يعتقد في حينه انه في موقع قوة في مواجهة جميع خصومه بدءاً بهرتزوغ (54 عاماً) المحامي الذي سبق ان شغل مناصب وزارية عدة ويبدو على النقيض تماماً منه غير انه يفتقد للشعبية.
وسيواجه رئيس الوزراء المقبل تحديات عدة مع تصاعد التوتر في الشمال خشية من اندلاع حرب اخرى. وهناك قلق ازاء تقدم التنظيمات الجهادية وتصاعد النفوذ الايراني. كما تبدو الاحتمالات ضئيلة للتوصل الى اتفاق دائم مع الفلسطينيين بالاضافة الى توتر العلاقات مع الحليف الاميركي.
وطرح نتانياهو نفسه خلال الحملة في موقع الضامن لامن بلد خاض ثماني حروب منذ قيامه عام 1948 غير ان خطابه التهويلي وخطابه الاستثنائي امام الكونغرس الاميركي حول الملف النووي الايراني لم يكفيا لوقف تقدم خصومه.
في المقابل، ركز هرتزوغ وليفني هجماتهما على نتانياهو على صعيد غلاء المعيشة وكلفة المساكن والفوارق الاجتماعية.

ا ف ب
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق