سياسة لبنانيةلبنانيات

سباق محموم بين الحرب وتنفيذ القرار 1701 والحركة الدبلوماسية ناشطة لاحلال السلام

الحركة الدبلوماسية الناشطة باتجاه المنطقة، وخصوصاً لبنان واسرائيل، تدل على مدى خطورة الوضع على الحدود الجنوبية اللبنانية، وقد ازداد عنفاً بعد الاعتداء الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت واغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، اذ اشتدت حدة القصف المتبادل بين اسرائيل وحزب الله الذي هدد بالرد على اختراق الضاحية والسيادة اللبنانية، وبالفعل قام برد اولي عندما هاجم مركز ميرون المخابراتي، والمتحكم باجواء لبنان وسوريا وقبرص وغيرها. وتبع ذلك اعتداء اسرائيلي غير مسبوق تجاوز الحدود ووصل الى ضواحي صيدا حيث سقطت الصواريخ على كوثرية الصياد. باختصار هناك سباق محموم بين دخول فعلي للبنان في الحرب، بحيث تتحول الى حرب اقليمية تطاول تداعياتها دول المنطقة كلها، وتطبيق القرار الدولي 1701، وهذا ما قاله الامين العام لحزب الله يوم الجمعة الماضي، اذ قال: مستعدون لحرب من دون ضوابط ومن دون سقوف. ومن جهة ثانية قال نحن امام فرصة حقيقية لتحرير كل شبر من ارضنا. وقال انه مستعد للتفاوض ولكن بعد توقف العدوان على غزة.
ازاء هذا الجو الذي ينذر بحرب واسعة، تحركت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والدول العربية في محاولة للجم التصعيد، فزار المنطقة مستشار الرئيس بايدن لشؤون الطاقة اموس هوكستين، ووصل الى اسرائيل محاولاً منع تمدد الحرب الى لبنان. وبعيداً عن الاعلام تجري المحادثات والاتصالات، ويعرض هوكستين تطبيق القرار 1701 بحذافيره، وهذا يعني انسحاب اسرائيل من باقي الاراضي اللبنانية المحتلة، وتسوية الخروقات على الخط الازرق. ومن المنتظر في حال حقق نتائج ملموسة في اسرائيل ان يزور لبنان، لاستكمال البحث في بنود الاتفاق المقترح.
كذلك يزور المنطقة وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن وتشمل زيارته اسرائيل والاردن ومصر والامارات والسعودية وعنوان الزيارة غزة بعد الحرب، ولا يغفل الوضع على الحدود الجنوبية اللبنانية.
ومن الناحية الاوروربية زار لبنان منسق الشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي جوزف بوريل وكان له لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين. المحطة الاولى كانت في السرايا الحكومية حيث التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال الذي شدد على وجوب حل ملف النازحين السوريين، عبر دعمهم في بلادهم لتشجيعهم على العودة. واذ شدد على التزام لبنان تطبيق القرار الدولي 1701، اكد ان التطبيق الكامل لهذا القرار يستوجب اولاً وقف الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية، والانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة.
ثم انتقل الى لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث جرى عرض للاوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة، بمشاركة دول الاتحاد الاوروبي في عداد قوات اليونيفيل ودورها على مدى عقود، كشاهدة على الخروقات والاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب اللبناني واهله، كما تفعل اليوم. وجدد التأكيد على التزام لبنان بالشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة، ولا سيما القرار 1701، مشيراً الى ان المدخل لتطبيقه يبدأ بوقف اسرائيل لعدوانها وانسحابها من كامل التراب اللبناني المحتل.
وعلى المستوى الداخلي شدد بري على اهمية انجاز الاستحقاق الرئاسي بمعزل عن تداعيات الحرب العدوانية التي تشنها اسرائيل، معلناً انه على استعداد دائم للتعاون مع جهود اللجنة الخماسية لانجاز هذا الاستحقاق.
من جهته ابدى بوريل قلقه الكبير من استمرار الحرب على قطاع غزة، وحرصه على عدم توسعها باتجاه لبنان. معرباً عن تخوفه من التصعيد الاسرائيلي، وكان بوريل في كل اللقاءات التي اجراها يحذر وبقوة من خطورة الوضع على الحدود الجنوبية، داعياً الى وقف الاشتباكات. وقال ان الاولوية لوقف الحرب على غزة، لان ذلك هو المدخل لعودة الهدوء الى لبنان وتطبيق القرار 1701. وتجدر الاشارة الى ان اللقاء بين بري وبوريل استمر ساعة وعشر دقائق
هذا ومن المتوقع ان تصل الى بيروت وزيرة الخارجية الالمانية في محاولة لوقف التصعيد على الحدود. كما ان الموفد القطري الذي يمسك بالملف اللبناني، يواصل اتصالاته عاملاً على خطين تهدئة الوضع والاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية. فاي من الاحتمالين يتقدم على الاخر، الحرب او الحل السلمي؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق