سينما

Diana اميرة القلوب حين عشقت طبيب القلب الباكستاني…

هي كانت ولا تزال اميرة القلوب، والفيلم بدوره يرتكز على قلبها خلال السنتين الاخيرتين من حياتها، وتحديداً على قصة الحب السرية التي عاشتها مع الطبيب الباكستاني الاصل حسنات خان بعد انفصالها عن زوجها الامير شارلز. هي اميرة ويلز الليدي ديانا التي تعيد تجسيد ملامحها النبيلة والكاريزماتيكية، الممثلة الاوسترالية القديرة ناوومي واتس من خلال فيلم Diana من اخراج الالماني اوليفر هرشبيغل، وعن سيناريو لستيفن جيفريز مقتبس عن كتاب Diana Her Last Love من تأليف كايت سنال.

ترتكز حبكة الفيلم على العلاقة التي جمعت الاميرة (ناوومي واتس) بطبيب القلب الباكستاني الاصل حسنات خان (نافين اندروز احد ابطال سلسلة Lost) بعد طلاقها من شارلز، اي بين العامين 1995 و1997. علاقة سرية حاول الحبيبان اخفاءها عن عيون عدسات مصوري الباباراتزي، مما اجبر ديانا على التنكر وارتداء الشعر المستعار الاسود وعلى تهريب حسنات في صندوق سيارتها. ولكن رغم الحب الكبير الذي شعر به الطبيب تجاه الاميرة، هو واجه معارضة اهله واضطر الى التراجع امام الضغط الاعلامي واحتمال اهتزاز مهنته وتحوّله مجرد حبيب الاميرة. قد تتساءلون اين موقع دودي الفايد من كل هذا؟ أليس هو حبيب ديانا المصري الذي كان يرافقها كظلها في الفترة الاخيرة من حياتها، وقيل انها حامل منه وانهما سيتزوجان قريباً، ولكنهما لقيا حتفهما معاً في ذلك الحادث الباريسي المشؤوم ليل 31 آب (اغسطس) 1997؟ حسب الفيلم، دودي لم يكن يوماً حبيب ديانا الفعلي، بل مجرد علاقة عابرة استعملته ديانا كما استعملت وسائل الاعلام لاثارة غيرة طبيب القلوب وجعل قلبه يحن اليها فقط لا غير.

إمرأة اولاً
الاستقبال الانكليزي للفيلم لم يكن حاراً ومرحباً، فديانا رمز مقدس في عيون البريطانيين وقلوبهم. هم يعتبرونها لهم وحدهم، هي اميرتهم الحالمة والطيبة والرائعة ويرفضون تالياً ان يمس احد بصورتها الاسطورية تلك. ورغم انقضاء 16 عاماً على وفاتها، هي لا تزال اميرة الشعب الذي لا يحبذ استعادة تلك المرحلة المؤلمة التي مسته هو ايضاً كثيراً. ايضاً اعتبر البريطانيون الفيلم سطحياً ولا يليق بصورتها التي ظهرت كأنها مجرد امرأة مزاجية وغير منطقية اعماها الحب وجعلها تحسن التلاعب بوسائل الاعلام وتستخدمها لتحقيق اهدافها العاطفية. والاهم أن الفيلم لم يفها حقها من جهة الروح الحلوة التي كانت تتمتع بها والقلب الطيب المحب للانسانية والكاريزما الكبيرة التي سحرت العالم كله. وهناك من وصل به الامر الى التساؤل إن كان الفيلم هو جزء من  مؤامرة الاستخبارات البريطانية التي حامت حولها شبهات تدبير حادث مقتل الاميرة ديانا في السابق، والتي قد تكون هي من يقف وراء الشريط لأنها ترغب بالاساءة الى سمعتها واظهارها كامرأة غبية وسطحية ومندفعة وراء عواطفها ولا تليق تالياً بأن تكون ملكة. حتماً الفيلم ليس تحفة فنية وهو مجرد ميلودراما رومنسية مليئة بالكليشيهات، وهو يبقى عرضة لكثير من التساؤلات والمغالطات التي يؤكدها بعض المقربين من ديانا، وينفيها قسم آخر. اين الحقيقة من كل ذلك؟ الحقيقة الكاملة ذهبت مع الاميرة التي وحدها كان بامكانها الحكم على مشاعرها الفعلية ولصالح مَن منَ الرجلين تميل فعلاً. اما الحقيقة الثانية والواضحة كعين الشمس في هذ الفيلم، فهي الاداء الرائع للممثلة ناوومي واتس التي اعادت فعلاً ايقاظ ديانا وجعلتها تعيش مجدداً وتعشق وتنبض بالحياة والحب امام اعيننا.

الاميرة ناوومي واتس
في البدء تم اقتراح اسم الممثلة الاميركية جسيكا شاستاين لاداء دور ديانا، ولكن المنتج روبرت برنستاين عاد وفضل الاستعانة بممثلة ذات اصول بريطانية، فوقع الاختيار على الاوسترالية ناوومي واتس، بما ان اوستراليا تابعة لحكم ملكة بريطانيا. ولكن ناوومي لم توافق سريعاً على اداء الدور فهي ترددت لانها خافت من الضغط الذي قد تعانيه لمجرد محاولتها التشبه بالمرأة الاشهر والاحب على قلوب العالم كله في عصرنا الحالي. وتقول ناوومي: «عندما قرأت السيناريو، شعرت بالتردد واعلمت المخرج بمخاوفي. لقد شعرت فوراً انني الخيار السيىء، فانا لست انكليزية ولا املك صوت ديانا. والاهم انني لم اكن اعرف كيف يمكنني أن اؤدي شخصية اميرة  يعرفها العالم كله جيداً. انها ايضاً ربة عائلة ولديها ولدان رائعان، ولقد فكرت فوراً بابنيها ويليام وهاري وما سمعاه طويلاً حول امهما. ولهذا السبب تساءلت ان كان يحق لي أن اتقمص شخصيتها. ولكن المخرج اوليفر هرشبيغل اقنعني بقبول هذا التحدي الكبير. واخيراً، رغم الضغط الكبير الذي شعرت به، وافقت».

 


التحضير للدور
لمساعدة ناوومي على مقاربة عالم ديانا بشكل جيد، استعان فريق العمل بكايت سنال كاتبة «ديانا: حبها الاخير» التي تم اعتمادها كمستشارة للفيلم. طبعاً مساعدة كايت كانت قيّمة فهي عرفت ناوومي وفريق الانتاج على اشخاص كثر  كانوا مقربين من ديانا. كما قامت ناوومي بالاطلاع على ارشيف الاميرة وشاهدت عشرات الساعات من الافلام والمقابلات المصورة معها، وحاولت ان تتمرن على طريقة مشيتها وحركتها ونظرتها وطريقة احناء رأسها. ولكن الاصعب كان صوت الاميرة المختلف تماماً عن نبرة صوت واتس، ولذلك تمرّنت بشكل مكثف لمدة ستة اشهر كاملة. وتقول ناوومي: «ديانا كانت ارستقراطية صحيح ولكنها لم تكن تخفي مشاعرها وانفعالاتها. صوتها كان دافئاً وانيقاً ولم تكن تحتاج لرفعه حتى يستمع اليها الاخرون. لقد تعبت فعلاً حتى اتمكن من اكتساب نبرة صوتها وطريقتها في الكلام». اما مظهرها فقد اهتم به فريق كامل عمل بجهد حتى حولها صورة طبق الاصل عن اميرة القلوب. موريكو واتنابي هو خبير الشعر والماكياج الذي تولى عملية تغيير مظهر ناوومي. لقد ابتكر اربع قصات شعر مستعار من وحي قصات شعر الاميرة في تلك الحقبة. اما انف الاميرة فكان اطول من انف ناوومي، مما اضطر النجمة لوضع مجسم لزيادة حجم انفها. وبما ان الاميرة ديانا كانت مشهورة باناقتها، استوحى خبير الازياء جوليان داي جميع الفساتين المصممة للفيلم من ازياء الاميرة مع إضافة بعض التعديلات البسيطة. اما بالنسبة الى المناسبات المهمة التي شاركت فيها الاميرة والتي ظلت صورتها محفورة بذاكرة الناس ومخلدة بصور الصحافة، فقد عمد مسؤول الازياء الى الاتصال بدور الازياء الشهيرة التي ألبست الاميرة في تلك المناسبات، مثل فرساتشي وجاك ازاغوري اللذين وافقا على اعادة تقليد ما صمماه لها خصيصاً.

وراء الكواليس
– استمر تصوير الفيلم لمدة 9 اسابيع، وقد سافر خلالها فريق العمل الى بلدان عدة مثل كرواتيا والباكستان والموزامبيق وانكلترا وفرنسا  وايطاليا.
– اثار تعليق ملصق لفيلم Diana امام نفق جسر الما حيث لقيت الاميرة مصرعها في 31 آب (اغسطس) 1997، غضباً عارماً في اوساط الصحافة البريطانية التي شجبت الامر. وهذا ما دفع موزع الفيلم في فرنسا لنزع الملصق في ذلك المكان تحديداً، واكد ان الامر لم يكن مخططاً له كاستراتيجية تسويقية كما قيل، بل مجرد صدفة بحتة.
– طبيب القلب حسنات خان شجب بدوره الفيلم. لقد اعتبر ان ما جاء فيه حول رفض اهله لعلاقته بالاميرة كان مجرد اكاذيب. ورفض ان يعلق اكثر على الموضوع وختم حديثه قائلاً: «العالم كله يريد معرفة التفاصيل، ولكنني لن اكشفها ابداً. اريد ان يعرفني العالم بصفتي كطبيب فقط لا غير، كانسان ينقذ حياة الناس».

مايا مخايل

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق