سياسة لبنانية

معارك ساخنة في انتخابات الجبل وهشاشة في التحالفات الحزبية

على عكس الجولة الاولى من الانتخابات البلدية التي تميزت باللامبالاة الى حد كبير وترجمت بتقاعس عن الذهاب الى صناديق الاقتراع بحيث لم تتعد نسبة المشاركة في بيروت 20 بالمئة، كانت المرحلة الثانية من هذه الانتخابات في محافظة جبل لبنان حامية وشهدت معارك طاحنة في عدد من البلدات الكبرى وخصوصاً في جونيه التي اعطاها العماد عون بتبنيه علناً لائحة حبيش طابعاً سياسياً فيه الكثير من المغامرة ووصفه المراقبون بانه تصرف خاطىء. النتائج الاولية بدأت تظهر تباعاً واخرى تأخرت ولم تصدر حتى الساعة نظراً لكثافة المقترعين التي بلغت الستين بالمئة.
معارك الجبل شهدت كل انواع الانشطة العائلية والحزبية والسياسية وكان اللافت فيها توق اهل الجبل الى ممارسة هذا الاستحقاق الديمقراطي الذي كادوا ينسونه نظراً الى سياسة التمديد التي اعتمدها المسؤولون فمددوا للفراغ في قصر بعبدا ومددوا للمجلس النيابي مرتين متتاليتين، ومددوا لبعض الموظفين من الفئة الاولى. لذلك اندفع ابناء الجبل بحماس الى صناديق الاقتراع.
وكشفت انتخابات الجبل عن ان التمديد للمجلس النيابي لم يعد مقبولاً البتة وعلى الحكومة والمجلس الدستوري المسارعة الى تنفيذ القرارات السابقة والتي تقول باجراء الانتخابات فور سقوط ذريعة الظروف الاستثنائية.
وكانت المفاجأة ان الانتخابات في الجبل كشفت هشاشة المصالحات التي جرت بين بعض القوى على الارض كمصالحة معراب التي جمعت العماد عون والدكتور سمير جعجع. ففيما خاضا الانتخابات معاً في عدد من المناطق اختلفا في مناطق اخرى وجرت بينهما معارك طاحنة، ليس اقلها المعركة في جونيه وبعض المناطق الاخرى وهذا يدل على ان المصالحة تصبح مهددة اذا ما لامست مصلحة احد الطرفين.
وكما في كل انتخابات انتشرت الشائعات بكثافة وخصوصاً حول التشطيب في اللوائح والرشاوى ودفع الاموال واتهام بعض المتمولين بتخصيص مبالغ كبرى لشراء الاصوات، الا ان كل هذه الشائعات بقيت في الاطار المحدود باستثناء ما تردد عن اعتقال اشخاص بتهمة الرشوة.
وسط هذه الحماوة في المعارك يسجل لوزارة الداخلية نجاحها في تأمين كل مستلزمات الاستحقاق الدستوري فأمنت الامن ووفرت الاستقرار وسهلت على المواطنين الوصول الى اقلام الاقتراع بكل حرية. وهذا يؤكد مجدداِ ضرورة الدعوة الى انتخابات نيابية تنهي هذا المجلس المتقاعس الذي مضى سنتان على الفراغ السياسي وهو صامت مشلول لا ينتخب رئيساً للبلاد، خصوصاً وان الاحداث الامنية التي سجلت خلال يوم الانتخاب الطويل كانت قليلة وبسيطة تحصل عادة في اي انتخابات اخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق