نادين الاسعد وقعت «ظل القصيدة» وعريجي يعلن «جائزة للرواية اللبنانية»

وقعت الشاعرة نادين الاسعد الفغالي ديوانها الجديد «ظل القصيدة» في أمسية حاشدة في جامعة سيدة اللويزة، في حضور وزير الثقافة روني عريجي الذي كشف عن «جائزة للرواية اللبنانية».
وحضر ايضاً العميد داني الحداد ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، نقيب المحررين الياس عون، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، العميد جوزف عبيد ممثلاً المديرالعام للام العام اللواء عباس ابرهيم، المدير العام للجمارك شفيق مرعي، المستشار الإعلامي السابق لرئاسة الجمهورية رفيق شلالا، المستشار الإعلامي للرئس نجيب ميقاتي فارس الجميل، وحشد من الشعراء والادباء والإعلاميين وفي مقدمهم نقيب شعراء الزجل جورج بو أنطون والشاعران جورج شكور وحبيب يونس.
عريجي
استهلت الامسية بالنشيد الوطني وقدمت لها الإعلامية ماغي عون، ثم عرض فيلم وثائقي عن الشاعرة وإنتاجها الشعري والروائي، وتحدث الوزير عريجي فكشف عن «جائزة للرواية اللبنانية تمنح لأفضل عمل روائي وتكون قيمة الجائزة طباعة العمل الروائي الفائز على عاتق وزارة الثقافة»، ومما جاء في كلمته: نلتقي هذا المساء إحتفاء بولادة مجموعة شعرية ونعم اللقاء.
«ظل القصيدة»، جديد الشاعرة نادين الأسعد، ويأتي بعد مجموعات: «حدثني جسدي قال» و«رائحة رجل» و«علمني الحب»، وبعد روايتها «رياح الرغبة». المسار طويل، ونأمل حصاداً أدبياً وفيراً.
اضاف: «قرأنا في الأربعين قصيدة، بوحا وعاطفة وتوقا الى مدارات للعشق، وشطحات شعرية «لأنا المرأة» و«أنا الرجل» في سبك أنثوي أثيري.
الكلام في حضرة الشعر والشعراء هو استحضار لشعلة الوطن اللبناني في محيطنا وإبداعات بنيه ولتلك الريادة الفذة التي كتب حلقاتها المضيئة رجال قامات كتبوا القصيدة وجددوا للعربية، وفتحوا آفاقاً شعرية جديدة. سواء بالفصحى عبر القصيدة الموزونة، أو مع قصيدة النثر، ولا ننسى الشعر اللبناني المحكي. وتحضرين هنا قامات كثيرة لعل أصعب الوداع، خسارتنا العام الماضي، لغياب جوزيف حرب ثم أنسي الحاج وآخر الراحلين كبيرنا سعيد عقل».
وتابع: «لعل أجمل ما في رمزية لقاء هذه العشية، أننا في لبنان، وبالرغم من هذه الظلامية الدامية، التي تلف عالمنا العربي، وقد وصلت طلائعها بالأمس إلى عاصمة النور والثقافة باريس، لا نزال في هذا اللبنان نحتفل بالإبداع والمبدعين، ولا يزال للشعر والشعراء أماس واحتفاءات وللكلمة ضوءة فرادة وغواية إيحاء».
وختم: «هنيئاً للشاعرة نادين الاسعد ظلال قصيدة تفيء اليها، واحة فرح وبوح وأنوثة جمال وعطاء. أما جامعة سيدة اللويزة، فلها في العقل والعاطفة، مكانة التقدير، كصرح للعلم ونشر المعارف، واحتضان الثقافة والفن».
السمان
ثم ألقيت كلمة للشاعرة غادة فؤاد السمان، قالت فيها: «أسعدتم آفاقاً آمل أن نسترجعها معاً بعدما ضاقت الآفاق إلى حد الردم، مساؤكم شعر. ليس من السهل أن تتبادل الأنثى مرآتها مع سواها، فكيف حين تكون هذه الأنثى شاعرة على غرارها ونرجسيتها وغرورها وحضورها وبكل انتماءات «الأناالتي تستوطنها منذ دهور ودهور».
اضافت: «سؤال كان من الصعب أن أغلقه بنقطة حاسمة، بعدما التقيتها كضوء مبهر في عتمة الوقت الذي نحيا.. وبعدما سابقتها الحروف إلي كجيش جرار اقتحم عزلتي وبعدما زاحمتها الأفكار لمراودتي عن السبات المزمن، وبعدما تخطاها الشغف ليجرجرني إلى فضاءاتها التي لا حد لها بعلو. ولا عد لها بأجنحة.. وأنا التي قد بلغت من الحبر عتيا، وقد غزا الضجر سطوري، واليأس من قراء قد تصحرت أذهانهم بالجفاء المعرفي والتسطح الفكري والتشظي الإبداعي. هكذا اصغيت إليها كما لم أعهد في نفسي مهارة الاصغاء، فهي العفوية. الصادقة، الودودة، التلقائية، الطفلة الكبيرة بجميع المقاييس، تمتلك كافة الأوتار وتجيد العزف بحرفية وثقة وإحساس فائق الرهافة، كقطرة الندى التي لا تصح معها المزاحمة».
وتابعت: «نادين الأسعد لم تنحت من صخر «زهير بن أبي سلمى» نبضاتها الرقيقة، ولم تكتب على ورق «أحمد شوقي» البردي أيقوناتها الشعرية، هي فقط عكست ابتسامتها العريضة بحجم خيوط الشمس الممتدة على امتداد الأزرقين، فتمخضت عن سماء وماء، وفي السماء نور لمن يهوى. وفي الماء كل شيء حي، هكذا تركتنا نادين الأسعد نتقفى سطورها. وهكذا جعلتنا نتهجى التحليق، وهي تضرم فينا شرارة البوح بمنتهى العشق والاتزان، بمنتهى الثقة والندية، بمنتهى السلاسة والتبسيط، بمنتهى العذوبة والجبروت، وبمنتهى النثر حينا والغنائية لأحايين».
واردفت: «لا تعرف نادين الأسعد الضبابية في تطلعاتها ورؤاها ومخيلتها ولغتها واسلوبها وشاعريتها، لهذا لا تحتاج معها الى مسطرة نقدية، فجملتها الشعرية واضحة كطلقة،
مدوية كالرعد، ساطعة كالبرق، سيالة كالهواء، رقراقة كجدول، وعميقة كمنجم، فهي العاشقة أولاً، والعاشقة تالياً، والعاشقة دائماً، والعاشقة التي في وسعها أن تشغل جميع المدارات الحية، وتشعل كل المشاعر والأحاسيس والظنون، فالرجل هو المحج لأنوثتها حين يقدرها، وهو حائط المبكى لآهاتها عندما تشاء، وهو نفسه إبليس للرجم عند أول مطب للتقصير. مع نادين الأسعد عليك أن تستجمع كل ما لديك من ملكات للبحث والتنقيب عن أنواتها العديدات، لتسخر كامل إمكاناتك للتصوير والتوصيف، ففي سهولتها يكمن الممتنع، وفي يسرها يتوارى القصي والعصي، وفي بساطتها تختال الملاحم. لهذا تراها جمع غفير من المواهب بصيغة المفرد الذي لا يقبل سوى التقدم على الوقت، والتقدم على الظروف، والتقدم على المتنافسين معها والمتنافسات، حتى صار «الضوء» حليفها الدائم، و«الأنا» جنرالها المقدام على مجمل الجبهات والمنابر والمعارج والمحاريب».
وختمت: «الحديث عن نادين الأسعد الإنسانة في وسعه ألا ينتهي، فكيف وهي الشاعرة فوق هذا وذاك، لكن الوقت محكوم بالأرقام، والورق محكوم بأنفاس الحروف التي تتسع مداراتها وتتواصل حتى وإن ابتعدنا عن مراياها المشرقة، حتى وإن خرجنا من ظل القصيدة».
بدورها رحبت الشاعرة نادين الاسعد بالحضور والقت بعضا من قصائد ديوانها الجديد، وشكرت للوزير عريجي «رعايته وحضوره ولجامعة سيدة اللويزة استضافتها الامسية والتوقيع»، وخصت بالشكر الشاعر سهيل من مطر.
وبعد الامسية وقعت الاسعد ديوانها.