كيري وظريف: محادثات «جوهرية» في جنيف لتسريع الاتفاق النووي

اجرى وزير الخارجية الايراني محمد ظريف ونظيره الاميركي جون كيري الاربعاء محادثات «جوهرية» في جنيف قبل خمسة ايام من استئناف مفاوضات طهران والقوى الست الكبرى للتوصل الى اتفاق نهائي بشأن برنامج ايران النووي بحلول الاول من تموز (يوليو).
وقال المسؤول الاميركي الكبير في وزارة الخارجية الاميركية في جنيف ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اجريا «محادثات جوهرية طيلة نحو خمس ساعات اليوم (الاربعاء) وبحثا في عدد كبير من القضايا وساعدهما من كل جانب بعض اعضاء وفديهما».
واعلن المسؤول نفسه في وقت لاحق ان كيري وظريف التقيا مرة اخرى مساء الاربعاء في جنيف.
وتوجه كيري مساء الاربعاء مرة جديدة الى فندق ماندران اورينتال في جنيف حيث تعقد المفاوضات بين الطرفين، للقاء نظيره الايراني، وهو لقاء لم يكن مقرراً.
ومن المقرر ان تتواصل المفاوضات الاميركية – الايرانية الخميس والجمعة والسبت على مستوى ادنى.
ويسعى الوزيران الى كسر الجمود الذي تسبب في تفويت مهلتين سابقتين للتوصل الى اتفاق نهائي بشأن برنامج ايران النووي.
وصرح ظريف للصحافيين الاربعاء بعيد وصوله الى جنيف «اعتقد انها ستبرهن على استعداد الطرفين لتحقيق تقدم وتسريع العملية” مضيفا قبل لقائه كيري “كل القضايا صعبة حتى نجد لها حلاً».
ورداً على سؤال حول ما اذا كان سيتم التوصل الى اتفاق شامل بحلول المهلة النهائية الجديدة في الاول من تموز (يوليو)، قال ظريف «سنرى».
لقاءات في باريس
من جهة اخرى اعلن مصدر دبلوماسي فرنسي مساء الاربعاء ان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس سيجتمع بنظيره الايراني محمد ظريف بعد ظهر الجمعة في باريس.
كما يزور الجمعة العاصمة الفرنسية وزير الخارجية الاميركي جون كيري حيث سيجتمع بفابيوس صباحاً قبل ان يستقبله الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.
ولم يؤكد المصدر احتمال عقد لقاء ثلاثي بين ظريف وكيري وفابيوس في الوقت الذي تستانف فيه مفاوضات الملف النووي الايراني في جنيف.
الاحد استئناف المفاوضات
ورسمياً، ستستأنف المفاوضات النووية الاحد في جنيف برعاية الاتحاد الاوروبي.
وذكرت تقارير ان المفاوضات السابقة تعثرت بسبب اصرار ايران على الاحتفاظ بحقها في تخصيب اليورانيوم – الذي يمكن في بعض الحالات استخدامه في انتاج قنبلة نووية – للاستخدام في اغراض سلمية.
كما برز خلاف حول العقوبات الدولية التي تدعو ايران الى انهائها بعد ان ادت الى شل الاقتصاد الايراني، فيما تصر واشنطن على تعليق العقوبات بشكل مؤقت وتدريجي.
وحرص الجانبان على الابقاء على تفاصيل خلافاتهما سرية، وعند سؤال ظريف عن المسائل الاكثر صعوبة التي لا تزال قائمة في المحادثات، لم يكشف عن تفاصيل.
وبدوره اشار كيري الى ان الهدف من محادثاته مع ظريف الاربعاء «اجراء تقويم» وارشاد فريقيهما المفاوضين قبل المحادثات الجديدة التي ستجري بين ايران ومجموعة 5+1 في جنيف الاحد. ويرافق كيري في زيارته كبيرا المفاوضين ويندي شيرمان وبيل بيرنز.
وفي وقت سابق من هذا الاسبوع اعرب كيري عن امله في «تسريع العملية لاحراز تقدم اكبر».
ويخشى دبلوماسيون من نفاذ الوقت بعد تفويت مهلتين سابقتين للتوصل الى اتفاق نهائي.
ويرغب اعضاء من الكونغرس الاميركي في فرض عقوبات جديدة على ايران رغم محاولات ادارة الرئيس باراك اوباما منعهم من ذلك.
والاثنين حذرت مندوبة واشنطن في الامم المتحدة سامانثا باور الكونغرس الاميركي من ان فرض عقوبات جديدة على ايران سينسف على الارجح المفاوضات.
وقالت باور ان تشديد العقوبات سيعزل الولايات المتحدة في استراتيجيتها في التعامل مع تطلعات طهران النووية وسيضعف الضغوط الدولية المشتركة. واضافت في كلمة في مركز ابحاث «ان فرض عقوبات جديدة سينهي بالتأكيد عملية التفاوض التي لم تؤد فحسب الى تجميد تقدم برنامج ايران النووي، بل يمكن ان تقودنا الى فهم يمنحنا الثقة بطبيعته السلمية البحتة».
واضافت في مركز ماكونيل «اذا ضغطنا على الزناد لاطلاق عقوبات جديدة الان، فسننتقل من عزل ايران الى عزل انفسنا».
وفي وقت سابق قال ظريف للتلفزيون الايراني «لقد وصلنا الى مرحلة يتعين فيها على الطرف الاخر اتخاذ قرارات حتى نتقدم الى الامام».
واضاف «يجب طرح اقتراحات جديدة. ونحن مستعدون لمناقشة جميع القضايا، ولكن علينا ان نرى اذا ما كان الطرف الاخر مستعداً»، مجدداً اصرار بلاده على انها لا تسعى الى امتلاك سلاح نووي.
وبموجب اتفاق اولي تم التوصل اليه في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، خفضت ايران نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم.
وفي المقابل حصلت ايران على تخفيف محدود للعقوبات الدولية، حيث حصلت على نحو 7 مليار دولار من اصل 100 مليار دولار من عائدات نفطية مجمدة في حسابات مصرفية حول العالم.
وكالات