سياسة عربية

اصلاحات

وجاءت الاحداث تعيق التقدم، اضافة الى مطالبة صندوق النقد الدولي، عشية انتخابات عامة، يريدها النظام المصري، اجراء اصلاحات اقتصادية قاسية، بدءاً من تخفيض الدعم لاسعار الوقود والخبز والمطلوب من رئيس حكومة مسؤول عن سياسة محمد مرسي الاقتصادية، ان يرضي صندوق النقد الدولي، ولا يغضب الناخب المصري، فرأى ان بعض الاصلاحات المطلوبة، يمكن تنفيذها الآن، وتأجيل اخرى، ولم تكن احداث الايام الاخيرة، واردة في الحساب .

وكان قنديل، وافق قبل ذهابه الى دافوس، على اصدار شهادات استثمار اسلامية، اعتبرها البعض، كناية عن زكاة دولية. وفي حين شكك علماء الازهر، بالتزامها قروض الشرع، اعتبرها اقتصاديون علمانيون، من بقايا «القرن التاسع عشر».

وفي خصوص الاستقرار، رأى احد قادة المعارضة المصرية، عمرو موسى، الامين العام السابق للجامعة العربية: «ربما كان قنديل على حق في ما يتعلق بالاستقرار السياسي، ولكنني اعتقد ان ثماني ام عشر سنوات، هي كثيرة بالنسبة الى الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، ليس في استطاعة مصر ان تتحمل مثل هذا الوقت، ان البلاد على شفير الهاوية والانفجار »

 

 

ج. ص


العراق: المالكي والمنتفضون عليه… مواجهات على كل المستويات

المتظاهرون والمحتجون المعارضون العراقيون لرئيس الوزراء نوري المالكي يواصلون حراكهم وتحركاتهم للشهر الثاني على التوالي مطالبين برحيل رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يتشبث بمركزه مستخدماً كل الوسائل للحفاظ على الحكم رغم تصعيد المعارضة التي تطالب باخراج الجيش من الفلوجة والموصل وسواهما من المدن العراقية.

يجهد المتظاهرون في العراق لتحقيق ثلاثة امور اساسية هي:
الاول: ان اليأس والقنوط لم يدخلا الى نفوسهم بعد، وان الرهان على قرب تسلل الوهن الى صفوفهم لم يتحقق بدليل انهم نجحوا نهار الجمعة ما قبل الماضي في تسيير تظاهرات تجاوز عدد المشاركين فيها مئات الآلاف في المحافظات الثلاث (نينوى، الانبار وديالى) وبغداد، فبددوا بالتالي كل ما تأمل به حكومة بغداد، وهو ان يكون عامل الوقت سلاحاً ضد التظاهرات والاعتصامات المفتوحة.
الثاني: ان المحتجين عبروا عملياً الى المرحلة الثانية من حراكهم، اذ بات شعار «ارحل» الموجه الى المالكي شخصياً شعاراً دائماً ومستمراً ولم تعد المسألة تتوقف عند حدود المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات او تعديل بعض الانظمة المتصلة بقانون «المساءلة والعدالة». وهذا الامر يعني بشكل او بآخر ان المحتجين صاروا امام تحديات جديدة وامام اشكال اكثر تصعيداً من الحراك والتعبير.
الثالث: ان المحتجين بدأوا يسعون ليكون لحراكهم بعد دولي واقليمي، اذ استقبل الاب الروحي للحراك الشيخ عبد الملك السعدي ممثلين عن مفوضية الامم المتحدة في العراق،  ودعا صراحة الى ان تأخذ المنظمة الدولية دوراً اكبر في الوقوف على رأي المعارضين والمعتصمين وفي التأثير على مجرى الاوضاع المضطربة في الساحة العراقية.
وهذا ان دل على شيء، فإنما يدل على ان المحتجين والمعترضين ما برحوا في طور التصعيد وليس الجنوح الى الدخول في حوار يفضي الى تسوية مع الحكومة العراقية وعدم التجاوب مع اطر الحوار والحل المتعددة التي ابتدعتها الحكومة. وانهم ايضاً مستعدون للذهاب في حراكهم واحتجاجهم الى حد تدويل المسألة العراقية برمتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق