
شدد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان اليوم الثلاثاء على ضرورة القضاء تماما على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في إشارة إلى أن باريس لن تنسحب من العمليات العسكرية التي تشارك فيها في الخارج في أعقاب مقتل 17 شخصاً في هجمات نفذها إسلاميون متشددون في باريس الأسبوع الماضي.
وتساهم فرنسا بأكبر عدد من الطائرات والقوات – بعد الولايات المتحدة – في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر العام الماضي على مساحات كبيرة من الأراضي في سوريا والعراق.
كما تنشر فرنسا نحو 3500 فرد من الجنود والقوات الخاصة في منطقة الساحل والصحراء لتعقب المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة.
وتدخلت فرنسا عسكرياً في مالي لطرد المقاتلين المتشددين من مستعمرتها السابقة في كانون الثاني (يناير) عام 2013.
وقال لو دريان إنه بعد مرور عامين على ذلك تقاتل القوات الفرنسية «الخطر ذاته» في أرض الوطن.
وقال لو دريان لراديو يوروب 1 «إنه العدو نفسه. جنودنا على الأرض هنا لأنه.. بالنسبة لهم هي المعركة عينها» في اشارة إلى نشر 10 آلاف جندي فرنسي في أنحاء فرنسا لحماية المواقع الرئيسية في البلاد بعد الهجوم الذي تعرضت له الأسبوع الماضي صحيفة شارلي إبدو الأسبوعية الساخرة.
ويتوقع أن يصوت البرلمان في وقت لاحق اليوم الثلاثاء على التمديد للمهمة العسكرية الفرنسية في العراق بعد أربعة أشهر على إطلاقها.
وفي تسحيل مصور ظهر بعد مقتله، قال أحد المشاركين في هجمات الأسبوع الماضي إن أفعاله هي رد فعل على عمليات فرنسا العسكرية الخارجية لكن لم تشهد فرنسا أي دعوات داخلية للانسحاب من العمليات العسكرية الخارجية ضد المقاتلين المتشددين.
وقال لو دريان «الرد داخل وخارج فرنسا. تنظيم الدولة الإسلامية جيش إرهابي لديه مقاتلون من كل مكان… إنه جيش عالمي يجب أن يتم القضاء عليه ولهذا السبب نحن جزء من التحالف».
وينتمي أكثر من 1120 فرنسياً لخلايا جهادية ذات صلة بالعراق وسوريا منهم نحو 400 متواجدين فعلياً في المنطقة.
وأرسلت فرنسا 800 عسكري وتسع مقاتلات وطائرة للدوريات البحرية وطائرة للتزود بالوقود إلى قاعدتها في الإمارات العربية المتحدة في اطار مهمتها العسكرية في العراق فضلا عن سفينة حربية مضادة للطائرات في الخليج. كما تدير ست طائرات ميراج مقاتلة من الأردن.
ومن المتوقع أن ترسل فرنسا ناقلة الطائرات إلى المحيط الهندي يوم الاربعاء. وقال لو دريان في كانون الأول (ديسمبر) الماضي إن باريس سترسل نحو 120 مستشاراً عسكرياً لتدريب القوات الكردية والعراقية.
غير أن فرنسا استبعدت تنفيذ هجمات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا حيث تزود فصائل المعارضة «المعتدلة» التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد بالمعدات والتدريب. ولم تصدر حتى الآن أي إشارة إلى تغيير هذا الموقف اليوم.
رويترز