دولياترئيسيسياسة عربية

إدارة ترامب ترسل إشارات متضاربة بشأن العقوبات الروسية

قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون يوم الثلاثاء إن الرئيس دونالد ترامب قبل على مضض العقوبات الجديدة التي فرضها الكونغرس على روسيا في تصريحات تتناقض مع تلك التي أصدرها مايك بنس نائب الرئيس الذي قال إن المشروع أظهر أن ترامب والكونغرس يتحدثان «بصوت واحد».
وصوت الكونغرس الأسبوع الماضي بأغلبية كبيرة لصالح العقوبات على الحكومة الروسية بسبب تدخلها في الانتخابات الرئاسية عام 2016 وضمها شبه جزيرة القرم وغيرها من الانتهاكات المتصورة الأخرى للمبادىء الدولية.
وأبلغ تيلرسون الصحفيين أنه وترامب لا يعتقدان أن العقوبات الجديدة «“ستكون مفيدة لجهودنا» بشأن الدبلوماسية مع روسيا.
وكان ترامب واضحاً في إبداء رغبته في تحسين العلاقات مع روسيا وهي رغبة عرقلتها نتائج توصلت إليها وكالات المخابرات الأميركية تفيد بمساعدة روسيا ترامب ضد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. وتحقق لجان من الكونغرس ومستشار خاص في تلك القضية. وتنفي موسكو أي تدخل ويشدد ترامب على عدم تواطؤ حملته مع روسيا.
وقال تيلرسون مراراً إن أكبر قوتين نوويتين في العالم لا يمكن أن تكون بينهما علاقة على هذا النحو من السوء. وكانت له أعمال في روسيا عندما عمل رئيساً تنفيذياً لإكسون موبيل.
وأضاف «لم يكن الرئيس ولا أنا راضيين عن تحرك الكونغرس لفرض هذه العقوبات والطريقة التي فعل بها ذلك… كنا واضحين بأننا لا نعتقد أنها ستكون مفيدة لجهودنا لكن هذا القرار الذي اتخذوه، اتخذوه بأغلبية كبيرة. أعتقد أن الرئيس يقبل ذلك».
ولم يصل تيلرسون إلى حد القطع بأن الرئيس سيوقع العقوبات مكتفياً بالقول إن «كل الدلائل تشير إلى أنه سيوقع المشروع».
وكان مايك بنس نائب الرئيس قال في مؤتمر صحفي في جورجيا مع رئيس الوزراء جورجي كفيركاشفيلي إنه مما لا لبس فيه أن «الرئيس سيوقع مشروع العقوبات على روسيا قريباً».
وأقر بنس بأن الإدارة اعترضت على نسخ سابقة من مشروع العقوبات لأنها لم تمنح مرونة كافية للإدارة لكنه قال إنه «تحسن كثيراً» في نسخ لاحقة.
وقال «دعوني أقول إنه بتوقيع العقوبات سيكون رئيسنا والكونغرس يتحدثان بصوت واحد».
وأفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز يوم الثلاثاء أن مشروع العقوبات قيد المراجعة وسيوقعه الرئيس.
وقالت في إفادة صحفية «لا شيء يمنعه (عن التوقيع)». وأمام ترامب حتى التاسع من آب (أغسطس) لتوقيع المشروع أو نقضه وإلا أصبح قانوناً تلقائياً.
ورداً على العقوبات الأميركية قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأحد إنه يتعين على البعثة الدبلوماسية الأميركية في روسيا خفض عدد موظفيها بواقع 755 شخصاً. كما وضعت موسكو يدها على مبنيين قرب موسكو يستخدمهما دبلوماسيون أميركيون.
وقال تيلرسون عندما سئل عن التحرك الروسي «بالطبع يصعب ذلك الأمور علينا».
وسيجتمع تيلرسون بنظيره الروسي سيرغي لافروف في مانيلا في مطلع الأسبوع المقبل على هامش اجتماعات رابطة دول جنوب شرق آسيا.

تحذير تيلرسون
وأعلن تيلرسون الثلاثاء أنه سيلتقي بنظيره الروسي سيرغي لافروف في نهاية الأسبوع، لكنه حذر من أن ذلك لن يمنع العلاقات الأميركية – الروسية من ان تزداد سوءا.
وتمنى البعض في موسكو وواشنطن ان تتحسن العلاقات بين قطبي الحرب الباردة السابقين خلال عهد الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الذي وجه كلمات طيبة لنظيره فلاديمير بوتين.
لكن الغريمين الكبيرين يظلان متباعدين بخصوص التدخل الروسي في اوكرانيا والعقوبات الاميركية ضد حلفاء الكرملين ودعم موسكو لنظام بشار الأسد في سوريا.
ولم يحاول تيلرسون مطلقاً إخفاء المشاكل، إذ اعترف في اذار (مارس) الفائت بعد زيارة الى الكرملين أن العلاقات في «ادنى مستوى» مع إشارات قليلة لامكانية احراز تحسن.
وتساءل تيلرسون «والسؤال الآن باعتقادي بالنسبة الى احداث الأسبوع الفائت او غيرها، هل تسوء الأمور أكثر أم يمكننا الحفاظ على بعض المستوى من الاستقرار في هذه العلاقة؟».
وقال تيلرسون إن قرار الكونغرس تمرير مشروع قانون العقوبات جعل من محاولات إذابة الجليد بين البلدين «أكثر صعوبة»، لكنه أشار إلى أن «كل المؤشرات» ترجح أن ترامب سيوقع القانون.
وفي الوقت الراهن، يخطط تيلرسون للقاء لافروف في مانيلا على هامش اجتماع وزاري لمجموعة آسيان.
ويعمل مدع عام خاص على التحقيق في ما اذا كان مستشارو ترامب قد تواطأوا بما توصلت اليه الاستخبارات الاميركية بأنه كان محاولة من روسيا لدعم حملة ترامب الرئاسية عام 2016 بطريقة سرية.

رويترز/ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق