رئيسيسياسة عربية

اعتقال عشرات المشبوهين بالارهاب: محاربة التطرف يتصدر اهتمامات القيادة السعودية

بدءاً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، وولي عهده الامير سلمان، ووزير داخليته الامير محمد بن نايف، وكبار المسؤولين في الدولة، وانتهاء بالقيادات العسكرية والامنية في الميدان، ثمة قضية رئيسية، وهاجس اكبر، بتصدر اهتمامات المملكة، الا وهو الارهاب والتطرف، وسبل مكافحة تلك الآفة التي تستهدف المنطقة والعالم ككل لكنها تستهدف بشكل اكبر المملكة.

المتتبع لنشاطات المسؤولين السعوديين يدرك الجهد الذي تبذله القيادة السعودية في متابعة هذا الشان. حيث تتركز النشاطات على لقاء المعنيين بالامر، ومتابعة تفاصيل المشهد الامني، واصدار التوجيهات اللازمة لليقظة والحرص، وللتعامل مع المستجدات اولاً باول. وخصوصاً المستجدات الخارجية التي تترك اثراً على الداخل. او تلك التي تسعى الى استغلال جميع الظروف والمعطيات من اجل استهداف المملكة الآمنة.
وبالتزامن، ولان محاربة الارهاب والتصدي له لا يمكن ان تتم بجهد فردي، وانما تحتاج الى جهد دولي، يقوم المسؤولون السعوديون بزيارات الى عواصم القرار من اجل البحث في سبل تنسيق مكافحة الارهاب والتطرف.

اشادة بالقوات المسلحة
في السياق، نقل الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، لمنسوبي القوات المسلحة وتقديره، لجهودهم في الدفاع عن الوطن ومقدساته.
وأشاد ولي العهد بما يتحلى به ضباط وأفراد القوات المسلحة من تأهيل وعطاء وتضحية في سبيل وطنهم، داعياً الله أن يحفظ الوطن من كل مكروه.
جاء ذلك لدى ترؤسه في مركز عمليات الدفاع الوطني قبل يومين، الاجتماع الدوري برئيس هيئة الأركان العامة، وقادة أفرع القوات المسلحة، حيث استمع خلال الاجتماع إلى إيجاز عن درجة استعداد القوات المسلحة وجاهزيتها لحماية الوطن والدفاع عنه في مختلف الظروف والأوقات.
حضر الاجتماع رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن عبد الرحمن بن صالح البنيان وعدد من كبار المسؤولين العسكريين.
الى ذلك، وللمرة الثانية خلال عشرة اشهر، بدأ وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة، والتقى الثلاثاء وزير الخزانة الأميركي جاك لو، وبحثا معًا تنسيق الجهود لمكافحة تمويل الإرهاب وتعزيز التعاون بين الجانبين. كما التقى جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية، وريتشارد ليدجيت، نائب مدير وكالة الأمن القومي الأميركية. وجرى خلال اللقاء بحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

الامير محمد في واشنطن
وكان الأمير محمد وصل ليل الإثنين – الثلاثاء إلى واشنطن، من دون أن تعلن وزارة الخارجية الأميركية أو البيت الأبيض عن جدول لقاءاته بالعاصمة الأميركية.
ومن المتوقع أن يلتقي الأمير محمد بالرئيس الأميركي باراك أوباما، وبكبار مسؤولي الإدارة الأميركية، خصوصاً في وزارة الدفاع ووكالات الاستخبارات والأمن القومي، لتعزيز التنسيق في محاربة التطرف وتنظيمي القاعدة و«داعش». كما يتوقع أن يلتقي وزير الخارجية جون كيري ومدير الاستخبارات جون برينان، وزعماء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديموقراطي. ويحظى الأمير محمد بن نايف بإشادة غربية دائمة بفضل دوره الفاعل في الحملة العربية الدولية ضد  الإرهاب.
وقبل ذلك، استقبل الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية بمكتبه في الوزارة الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد بن جلوي أمير منطقة نجران.
وجرى خلال اللقاء بحث الموضوعات ذات الصلة بشؤون منطقة نجران ومهمات إمارة المنطقة في إطار توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود  واهتمامه بشؤون أبناء هذه المنطقة وتحقيق متطلباتها التنموية في ظل ما تعيشه مناطق ومحافظات المملكة من مسيرة تنموية شاملة.
كما عقد الأمير محمد بن نايف بمكتبه، اجتماعاً ضم قادة القطاعات الأمنية، ومديري شرطة المناطق رؤساء اللجان الأمنية، وعدداً من القيادات الأمنية بالوزارة، لاستعراض أبرز الجوانب الأمنية في ضوء المستجدات التي تشهدها المنطقة.
ونقل الامير محمد في بداية الاجتماع تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده، مؤكداً أهمية اليقظة في ظل الأوضاع غير المستقرة لبعض دول الجوار، ومواقف المملكة المعلنة في مواجهة الإرهاب ومن يدعمه، وأهمية الاستمرار في الإجراءات والتدابير الأمنية وتطويرها وتدعيمها.
وشدد على اتخاذ الحيطة وجميع التدابير الأمنية اللازمة لتوفير الأمن للمواطنين والوافدين، والتأكد من الإجراءات الأمنية المتخذة لحفظ أمنهم وسلامتهم، والتأكيد على مراجعة إجراءات الحراسات والتدابير الأمنية على المواقع الحيوية في المناطق كافة، مؤكداً على الاهتمام بإجراءات وتدابير وخطط الحد من التسلل، وتفعيل حملات تعقبهم ومتابعتهم، ودعم هذه الحملات والعمليات الأمنية للوصول إلى النتائج المرجوة من ذلك.

كفاءة الاجهزة
وفي نهاية الاجتماع أكد وزير الداخلية على ثقة القيادة في كفاءة أجهزة الأمن المختلفة لحفظ الأمن وتنفيذ الخطط والإجراءات المعدة لمواجهة أي مستجدات، معربا عن شكره وتقديره للجهود الكبيرة التي يقدمونها، وأنه كلما زاد الضغط عليهم زادتهم قوه لحماية مكتسبات الوطن وتكريس حالة الأمن والاستقرار للمواطن والمقيم.
في السياق عينه، اعلنت السلطات السعودية الاحد القبض على 135 شخصاً في قضايا «ارهاب» بما في ذلك المشاركة في القتال في الخارج والارتباط بالتنظيمات المتطرفة وتمويلها وتجنيد العناصر لها. وقال المتحدث الامني باسم وزارة الداخلية في بيان نقلته وكالة الانباء السعودية ان بين الموقوفين 109 سعوديين و26 شخصاً من غير السعوديين هم 16 سوريا وثلاثة يمنيين ومصري ولبناني وافغاني واثيوبي وبحريني وعراقي وشخص من عديمي الجنسية.
وشملت قائمة الموقوفين اشخاصاً ضالعين في اعمال عنف ومواجهات مع قوات الامن في منطقة شيعية بشرق المملكة.
وذكر البيان ان بين الموقوفين الذين لم يتم تحديد فترة القبض عليهم، اربعين شخصا قبض عليهم «لتورطهم في الخروج لمناطق الصراع والانضمام للتنظيمات المتطرفة وتلقي التدريب على الأسلحة والأعمال الإرهابية ومن ثم العودة إلى الوطن للقيام بأعمال مخلة بالأمن».
كما ان من بين الموقوفين 54 شخصاً «ثبت لدى الجهات المختصة ارتباطهم بالتنظيمات المتطرفة وتنوعت أدوارهم في اشكال مختلفة من الدعم لتلك التنظيمات شملت التمويل والتجنيد والإفتاء ونشر الدعاية الضالة والمقاطع المحرضة وإيواء المطلوبين وتصنيع المتفجرات وغيرها».
ومن الموقوفين، 17 شخصاً على علاقة «بأحداث الشغب والتجمعات الغوغائية وإطلاق النار على رجال الأمن في بلدة العوامية (ذات الغالبية الشيعية شرق المملكة) وحيازة السلاح وتهريبه والتخطيط لتنفيذ أعمال مخلة بالأمن وارتباطهم بولاءات خارجية».
وتشمل قائمة الموقوفين ايضا ثلاثة قبض عليهم في محافظة القطيف ذات الغالبية الشيعية، وقد «سعوا لتجنيد عناصر بهدف إرسالهم للخارج لتدريبهم وتجهيزهم ومن ثم العودة لتنفيذ عمليات إرهابية داخل المملكة»، بحسب البيان. وبين الموقوفين ايضاً 21 «تورطوا في محاولة الدخول إلى المملكة أو الخروج منها بطريقة غير نظامية والقيام بتهريب أسلحة».

الرياض – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق