كر وفر في مطار دير الزور: «داعش» يسابق الزمن، و«النظام» يدفع بكل قوته الى المعركة

يعتقد متابعون لتطورات الحرب ضد تنظيم الدولة «داعش»، ان التنظيم بات يدفع بكل قوته من اجل حسم السيطرة على بعض النقاط الساخنة في كل من سوريا والعراق. ويعتقدون ان مصادر تزويد التنظيم بمختلف انواع الدعم متعددة، والى الدرجة التي دفعت بهم الى تصنيفه بانه «التنظيم الاكثر غنى»، وانه رمى بكل ثقله في معركة مطار دير الزور الاخيرة، املاً بحسمها لصالحه.
في المقابل، تعتقد الدول المعنية بواجبها المتمثل بدحر التنظيم، وقدرتها على وقف تقدمه بعد ان اكتسب سمعة من خلال قوته، وبعد ان تراجعت سمعتها بفعل الضربات التي تتلقاها من «مجرد عصابات».
ويمكن القول ان ما جرى في دير الزور مؤخراً خير مثال على الكر والفر الذي عاشته المنطقة. حيث اقتحم التنظيم مطار دير الزور العسكري، وهو يخوض معارك عنيفة داخل اسواره مع القوات النظامية السورية.
وجاء الاقتحام بعد عملية تفجير نفذها انتحاري من التنظيم في بوابة المطار الرئيسية، بعد قصف عنيف ومكثف بالمدفعية وراجمات الصواريخ من التنظيم على تمركزات لقوات النظام في المطار. وتمكن التنظيم من السيطرة على كتيبة الصواريخ الواقعة جنوب شرق المطار على تلة ملاصقة له من جهة الجنوب.
الهجوم الاخير
وبدأ الهجوم الاخير للتنظيم الجهادي على المطار الاربعاء، واسفر عن مقتل 111 مقاتلاً من الطرفين، هم ستون عنصراً من تنظيم الدولة الاسلامية و51 من القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني الموالية لها.
وقال المرصد ان عناصر التنظيم اقدموا على فصل رؤوس بعض جثث الجنود السوريين عن اجسادهم.
ومطار دير الزور العسكري مطار كبير ويعتبر الشريان الغذائي الوحيد المتبقي للنظام في المنطقة الشرقية. ويستخدم كذلك لانطلاق الطائرات الحربية والمروحية في تنفيذ غارات على مواقع التنظيمات الجهادية ومناطق خاضعة لمقاتلي المعارضة في انحاء عدة من سوريا.
ومنذ الصيف الماضي، يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مجمل محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، باستثناء المطار، وحوالي نصف المدينة.
وقال التنظيم إن مقاتليه اضطروا للانسحاب من الجبل المطل على مدينة دير الزور شرقي سوريا جراء كثافة القصف من قبل القوات السورية، بينما تستمر معارك الكر والفر حول المطار العسكري بالمدينة.
الا ان المقاتلين ما زالوا يسيطرون على قرية الجفرة ومواقع أخرى في محيط المطار العسكري الذي حاولوا السيطرة عليه في هجوم بدأ قبل أربعة أيام.
الاقتراب من المطار
وشن التنظيم هجوماً من محورين على المطار شديد التحصين، وتمكن بعد يومين من القتال من السيطرة على أجزاء من الجبل المطل على حي العمال، كما تمكن من الاقتراب من أسوار المطار، لكن القصف العنيف بواسطة الطائرات والدبابات وراجمات الصواريخ أوقف تقدم مقاتلي التنظيم.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن وحدات من الجيش السوري قتلت عددا من مسلحي تنظيم الدولة في منطقة الجبل المقابلة لحي العمال بمدينة دير الزور، وفي حويجة صكر شمالي المدينة.
وقالت مصادر في التنظيم وناشطون في وقت سابق إن تنظيم الدولة سيطر على أجزاء من الجبل حيث توجد مرابض لمدفعية الميدان التي تقصف بها القوات النظامية الأحياء الخارجة عن سيطرتها في دير الزور.
وكان تنظيم الدولة قال إن مقاتليه سيطروا في مستهل هجومهم على مطار دير الزورعلى كتيبة الصواريخ المجاورة للمطار من الجهة الجنوبية الشرقية وبعض المناطق في قرية الجفرة مؤكداً أنهم باتوا على بعد مئات الأمتار عن بوابة المطار الرئيسية.
ومن جهته، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن معارك كر وفر بين القوات السورية وتنظيم الدولة في محيط مطار دير الزور، وأكد أن التنظيم استقدم مقاتلين لتعزيز قواته في المدينة.
وفي تطورات ميدانية أخرى، فجرت جبهة النصرة سيارتين مفخختين في مساكن الضباط بمدينة الشيخ مسكين في محافظة درعا جنوبي سوريا. ويأتي تفجير السيارتين ضمن هجوم تشنه الجبهة وفصائل أخرى للسيطرة على المدينة وعلى اللواء 82 للقوات السورية.
ودارت اليوم الأحد اشتباكات في محاور مختلفة بريف دمشق، وفي الأطراف الشمالية لمدينة حلب، حيث تحاول فصائل معارضة إبعاد القوات النظامية عن منطقتي حندرات وسيفات.
معبر جديد
في الاثناء، افتتحت السلطات التركية معبراً جديداً على الحدود مع سوريا، عند قرية خربة الجوز في ريف إدلب الغربي، قريباً من الحدود الإدارية لمحافظة اللاذقية، حيث خصصته لدخول الأفراد والنازحين من سوريا بمعدل خمسين شخصاً يومياً، ولم تحدد عدد المسموح بعبورهم باتجاه سوريا برقم محدد.
لكن هذا المعبر لن يستخدم لنقل المساعدات من أي نوع، فهو غير مجهز لهذه الأغراض، ولا تسمح البنية التحتية فيه بعبور السيارات وشاحنات النقل والإغاثة.
ونقلت وكالات انباء عن مسعود بولات من إدارة إقليم هاتاي الذي يتبع له المعبر، أن تشغيل المعبر في هذه المنطقة يأتي لاختصار المسافة على النازحين من أبناء ريف إدلب الغربي الراغبين في دخول تركيا. وان الغاية الأساسية لافتتاح المعبر تتمثل في السماح بنقل جرحى قصف النظام والاشتباكات بالسرعة الممكنة، لافتاً إلى أن المصابين في هذه المنطقة يضطرون لقطع مسافة طويلة إلى معبر باب الهوى للوصول إلى المشافي التركية.
ولفت بولات إلى أن الجانب التركي يسعى من خلال افتتاح المعابر الرسمية إلى ضبط الدخول العشوائي إليها خوفًا من تسرب عناصر متطرفة إلى تركيا.
وأضاف أن الحدود التركية – السورية في هذه المنطقة تكسوها الغابات بكثافة، وتجعل عمليات التسلل غير الشرعي والتهريب سهلة، «وقد سبق أن ضبطت تركيا كثيراً من حالات التهريب والدخول غير الشرعي إلى أراضيها بين الغابات، بينهم عناصر متطرفة»، على حد قوله.
في سياق آخر، قال زعيم عشائري ومصدر بمستشفى إن مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية اختطفوا وقتلوا 16 فرداً من عشيرة عراقية تقاتل الجماعة السنية المتشددة في محافظة الأنبار بغرب العراق.
وقال الشيخ نعيم الكعود زعيم عشيرة البونمر لرويترز إن مقاتلي الدولة الإسلامية اختطفوا رجال العشيرة منذ ثلاثة أيام. وبناء على إخبارية قام رجال العشيرة بتفتيش موقع يبعد نحو عشرة كيلومترات الى الشمال من بلدة هيت ليعثروا على الجثث في بئر.
ونقلت الجثث الى مستشفى في هيت حيث قال طبيب إن اصحابها أصيبوا بأعيرة نارية في الرأس والصدر.
وقتل متشددو الدولة الإسلامية المئات من أفراد قبيلة البونمر منذ استيلائهم قبل شهرين على هيت الواقعة على مسافة 150 كيلومتراً الى الغرب من بغداد.
وكان مقاتلو الدولة الاسلامية الذين استولوا على شمال العراق في حزيران (يونيو) واتجهوا صوب مقر الحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد قد خسروا أراضي خلال الشهرين الماضيين الى الشمال من العاصمة غير انهم شددوا قبضتهم على مناطق في الأنبار الى الغرب.
في محافظة ديالى
وقال الرائد غالب الجبوري المتحدث باسم الجيش إنه في محافظة ديالى الى الشمال الشرقي من بغداد قصفت طائرات عراقية أهدافاً للدولة الاسلامية في قرية قرب بلدة المقدادية ليقتلوا سبعة اشخاص.
ونجحت القوات المسلحة العراقية بدعم من فصائل شيعية والبشمركة الاكراد وطائرات ايرانية في طرد قوات الدولة الاسلامية من بلدتين في محافظة ديالى منذ اسبوعين في معارك استمرت أكثر من شهرين.
وقالت مصادر الشرطة وفي مستشفى إنه في مناطق أخرى من العراق انفجرت قنبلة على الطريق في سوق شعبية بمنطقة المحمودية على بعد نحو 30 كيلومتراً الى الجنوب من بغداد ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص فيما قتل ثلاثة أشخاص في انفجار قنبلة على الطريق في منطقة الحسينية.
وقتل ثلاثة اشخاص في انفجار قنبلة على الطريق قرب مقهى بشارع فلسطين بشرق بغداد فيما كان زوار يستعدون للاحتفال بأربعينية الامام الحسين.
عواصم – «الاسبوع العربي»