حوار خارجي – خارجي لانتخاب رئيس للجمهورية وحوار الداخل يشمل المواضيع الاساسية

يشهد لبنان هذه الفترة حراكاً دولياً في اتجاهه، وفي هذا الإطار جاءت زيارة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف. وفي حين أن الهدف المعلن للزيارة هو حضور احتفال لجمعية الصداقة الروسية – اللبنانية، تشير مصادر الى أن بوغدانوف نقل رسالة تشجيع من مسؤولي بلاده لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، علماً أن موسكو كانت شددت قبل أسبوع على أهمية التعاون مع حزب الله والدور الذي يمكن أن يؤديه في تذليل عقدة الرئاسة الأولى.
وفي سياق الحركة الدولية باتجاه لبنان، جاء مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا جيرو الى بيروت ليلتقي القيادات اللبنانية قبل يوم واحد من زيارة الرئيس تمام سلام لباريس. وتفيد مصادر مواكبة للتحرك الفرنسي أن الحوار الذي كان يدور بين الخارج والخارج في شأن الاستحقاق الرئاسي سيتحرك ليكون حواراً بين الخارج والداخل اللبناني لاستكشاف المعطيات عن هذا الاستحقاق، علما أن التحرك الفرنسي في اتجاه لبنان يأتي تتمة لهذا التحرك في اتجاه السعودية وإيران، وحيث سيبحث جيرو مع المسؤولين اللبنانيين في ما آلت إليه محادثاته مع الجانبين الإيراني والسعودي لتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء على الساحة اللبنانية وتذليل الصعوبات لإطلاق الحوار الداخلي ولسد الفراغ الرئاسي.
ويروي مصدر مطلع أنه خلال إحدى الجلسات في عين التينة مع السنيورة ونادر الحريري، كان رئيس كتلة المستقبل متشدداً تجاه جدول أعمال الحوار مع حزب الله، وعندما طرح بري أن تكون البداية للتبريد السياسي والإعلامي، وبعد موافقة سريعة من نادر الحريري، اعترض السنيورة متحدثاً عن احتقان كبير لا يمكن تذليله إلا من خلال الأفعال، مطالباً بأن يكون البند الأول انتخاب رئيس للجمهورية. طرح السنيورة رأى فيه بري شرطاً تعجيزياً غير قابل للصرف لدى حزب الله، الذي لن يسمح بأي نقاش يطال العناوين الثلاثة: سلاح المقاومة، المحكمة الدولية، والقتال في سوريا. ويبدو أن بري نجح في تخطي امتحان تحصيل موافقة الطرفين على الحوار، بعد أن تخلى المستقبل عن مبدأ الحوار المشروط، وينشط الوزير علي حسن خليل في الاتصالات مع نادر الحريري للاتفاق على الجدول الذي سيكون مبرمجاً وفق ما يسعى بري، مع علمه بأن ما في بال زعيم حزب المستقبل، يبقى الرهان على إمكانية التوصل الى اتفاق بشأن الملف الرئاسي، في حين يؤكد قيادي بارز في حزب الله أن سقف توقعات الحزب من هذا الحوار، لا يتجاوز في هذه المرحلة تخفيف الاحتقان الداخلي ولا سيما السني – الشيعي.
وفيما حدد تيار المستقبل ممثليه الى الحوار مع حزب الله وهما نادر الحريري وجمال الجراح، فإن الحزب حدد اسم حسين الخليل ولم يحسم الاسم الثاني الذي يتأرجح بين محمد فنيش وحسن فضل الله وعلي فياض.
الجلسة الأولى للحوار ستنعقد في ضيافة ورعاية الرئيس نبيه بري في عين التينة قبل منتصف الشهر الجاري. أما جدول الأعمال فيحمل عناوين تشمل رئاسة الجمهورية والحكومة وقانون الانتخابات.
وتوقفت مصادر سياسية عند الإشارة السياسية الصادرة عن الرئيس سعد الحريري بأن «هناك ملف انتخاب رئيس للجمهورية للتفاوض الى جانب تخفيف الاحتقان وهناك حكومة جديدة بعد انتخابه وأهم شيء انتخاب الرئيس والحكومة والانتخابات». ما يعني أن البحث سيبدأ مع الحزب من نقطة انتخاب الرئيس الى كل متكامل بحيث لا تقتصر الأمور على حلحلة عقدة فتعود تتعقد في مكان آخر فضلاً عن أن الصفقة المتكاملة تسهل الاتفاق من حيث تأمين الضمانات للجميع حول مواقعهم على الأقل. فانتخابات رئاسة الجمهورية لا يمكن أن تأتي وحدها من دون الاتفاق على الحكومة وقانون الانتخاب العتيد أيضاً.