رئيسيسياسة عربية

مصر تستضيف قمة لدول جوار السودان من أجل بحث إنهاء القتال

أعلنت مصر الأحد استضافتها مؤتمراً لقمة دول جوار السودان الخميس المقبل، لبحث سبل إنهاء الصراع الحالي بين الجيش وقوات الدعم السريع. وستعمل القمة على وضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى. ولم تلعب مصر، التي ينظر إليها على أنها الحليف الأبرز للجيش السوداني، ولا الإمارات التي تربطها علاقات وثيقة بقوات الدعم السريع، دوراً عاماً بارزاً.
قالت مصر، الأحد، إنها ستستضيف قمة لدول جوار السودان الخميس المقبل، لبحث سبل إنهاء الصراع المستمر منذ 12 أسبوعاً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وهو ما تسبب في أزمة إنسانية كبيرة في المنطقة.
وأثبتت الجهود الدبلوماسية لوقف القتال بين الجانبين عدم جدواها حتى الآن، إذ أدت مبادرات من قوى متنافسة في حدوث ارتباك حول كيفية إقناع طرفي الصراع بالتفاوض.
ولم تلعب مصر، التي ينظر إليها على أنها الحليف الأبرز للجيش السوداني، ولا الإمارات التي تربطها علاقات وثيقة بقوات الدعم السريع، دوراً عاماً بارزاً.
ولم يشارك البلدان أيضاً في محادثات في جدة قادتها الولايات المتحدة والسعودية، وتأجلت الشهر الماضي بعد الفشل في إعلان وقف دائم لإطلاق النار.
وأكبر جارتين للسودان، مصر وإثيوبيا، على خلاف في السنوات القليلة الماضية بشأن بناء سد النهضة الضخم لتوليد الطاقة الكهرومائية على النيل الأزرق في إثيوبيا، بالقرب من الحدود مع السودان.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان، إن القمة المزمع عقدها في القاهرة تهدف إلى «وضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة»”.
في غضون ذلك، من المتوقع أن تجتمع وفود سودانية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الاثنين، لإجراء محادثات استكشافية. وتشمل الوفود قوى مدنية تقاسمت السلطة مع الجيش وقوات الدعم السريع بعد اطاحة الرئيس السابق عمر البشير قبل أربع سنوات.
ومن المتوقع أيضاً أن يسافر قادة بعض الجماعات المتمردة السابقة في دارفور، والتي وقعت اتفاق سلام في 2020 رفضه فصيلان آخران، إلى تشاد لإجراء محادثات لم يتضح بعد موعدها. ولا يزال السفر من وإلى السودان معقداً بسبب الصراع.

ضربة جوية

وأدى القتال الذي اندلع في الخرطوم في منتصف نيسان (أبريل) إلى نزوح أكثر من 2.9 مليون شخص، منهم ما يقرب من 700 ألف فروا إلى دول الجوار، التي يعاني الكثير منها من الفقر وتداعيات الصراعات الداخلية.
وعبر ما يزيد على 255 ألفاً الحدود إلى مصر، وفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة.
وقال سكان إن اشتباكات وقعت الأحد بين الجيش وقوات الدعم السريع في الأبيض جنوب غربي الخرطوم، وكذلك إلى الجنوب من العاصمة.
وكانت وزارة الصحة قد قالت السبت، إن 22 شخصاً سقطوا قتلى في ضربة شنتها طائرات مقاتلة في أم درمان، وهو حادث ندد به الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.
وأعلن غوتيريس أن «الحرب المستمرة بين القوات المسلحة دفعت السودان إلى حافة حرب أهلية شاملة قد تزعزع استقرار المنطقة بكاملها»، حسب ما أفاد نائب المتحدث باسمه فرحان حق في بيان.
ونفى الجيش الأحد مسؤوليته عن الضربة، قائلاً إن سلاح الجو التابع له لم يضرب أهدافاً في أم درمان السبت.
وأضاف أن قوات الدعم السريع قصفت مناطق سكنية من الأرض، في وقت كانت فيه طائرات مقاتلة تحلق في السماء، قبل اتهام الجيش بالخطأ بتنفيذ الضربة التي تسببت كذلك في إصابة مدنيين.
ويعتمد الجيش إلى حد كبير على الضربات الجوية والمدفعية الثقيلة في محاولته لصد قوات الدعم السريع المنتشرة في الخرطوم وأم درمان وبحري، وهي المدن الثلاث التي تشكل منطقة العاصمة.
ويندلع العنف أيضاً في أجزاء أخرى من السودان، مثل إقليم دارفور غرب البلاد، حيث يقول السكان إن جماعات من قبائل عربية إلى جانب قوات الدعم السريع تستهدف المدنيين على أساس انتمائهم العرقي، ما يثير المخاوف من تكرار الأعمال الوحشية التي شهدتها المنطقة على نطاق واسع بعد 2003.

فرانس 24/ رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق