دولياتعالم

لافروف يتهم واشنطن بالسعي لاطاحة النظامين الروسي والسوري

وفد برلماني روسي يزور دمشق. ووفد سوري رفيع المستوى يستعد لزيارة العاصمة الروسية موسكو، ولقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واتصالات مكثفة بين الدولتين، هدفها التنسيق في ما يخص التطورات، والتأكيد على استهداف الدولتين في آن واحد.

هذا هو العنوان الرئيس لعمليات التواصل الروسي – السوري في هذه المرحلة. حيث تتواصل غارات التحالف تحت عنوان محاربة الارهاب. وتتواصل الجهود الدولية من اجل تنسيق الجهد لملاحقة تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق.
الدولتان، الحليفتان، منذ زمن بعيد، واللتان نجحتا في تعميق تحالفهما منذ نشوب الازمة السورية، تنظران الى المسألة من زاوية اخرى. فلا العمليات الجارية «مكافحة للارهاب»، ولا الطرف المستهدف «تنظيم داعش». حيث كشفت الاتصالات الجارية حالياً عن تصورات مختلفة عن كل ما يطرح.
فالجانب السوري، يتهم الدول التي ترفع شعار محاربة الارهاب بممارسة «الاستعراض». والجانب الروسي يؤكد ان المستهدف من كل ما يجري هو النظامان الروسي والسوري. وبين هذا العنوان وذاك، ثمة تنسيق عالي المستوى بين الدولتين، وصولاً الى تجاوز ذلك الاستهداف، وما يجري من استعراض.

وفد روسي
فخلال استقباله وفداً برلمانياً روسياً رفيع المستوى، برئاسة نائب رئيس مجلس الاتحاد في الجمعية الفدرالية الروسية الياس اوماخانوف. أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أن مكافحة الإرهاب تتطلب «جهوداً جدية» و«ممارسة ضغوط فعلية» على الأطراف الداعمة له.
وقبل ايام من لقاء مرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير الخارجية السوري وليد المعلم للبحث في احتمالات ايجاد حل للنزاع المستمر منذ حوالي اربع سنوات ، عبر الرئيس الاسد عن تقديره للدور الروسي الداعم لسوريا.
ونقلت وكالة الانباء السورية – سانا – عن الاسد تأكيده «ان القضاء على الارهاب يتطلب بالدرجة الاولى مواجهة الفكر التكفيري – الذي تصدره بعض الدول -وممارسة ضغوط فعلية على الاطراف المتورطة بتمويل وتسليح الارهابيين وتسهيل مرورهم». مضيفاً ان كل ذلك يحتاج الى جهود تتسم بالجدية، وليس بـ «الطابع الاعلاني والاستعراضي».
وبحسب مراقبين، يشير الاسد في هذا الاتهام الى الدول الداعمة للمعارضة السورية، وعلى راسها تركيا المجاورة مع سوريا، والولايات المتحدة وقطر.
وعبر الاسد عن تقدير الشعب السوري لسياسات روسيا التي وصفها بـ «المبدئية» والداعمة لاستقرار الدول وسيادتها واستقلالية قرارها، لافتاً الى «اهمية استمرار التنسيق بين سوريا وروسيا على جميع الصعد لمواجهة «الارهاب والافكار المتطرفة الغريبة عن مجتمعاتنا».
وكان الاسد دعا قبل ذلك، الى «تعاون دولي حقيقي وصادق» للتغلب على الارهاب، مشيراً الى ان ابرز تجلياته تتمثل بـ «تنظيم الدولة الاسلامية» المتطرف الذي يحتل اجزاء واسعة من سوريا والعراق.

بين كيري ولافروف
واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل ذلك، انه اجرى اتصالاً هاتفياً مع كيري بحث خلاله في ضرورة الاسراع في البحث عن حل سياسي ودبلوماسي للازمة السورية وتوحيد الجهود لمحاربة الارهاب على اساس القانون الدولي.
وابدى لافروف تخوفه من ان تكون العمليات الاميركية ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» غطاء يمهد «لتغيير النظام السوري بعيداً عن الاضواء».
في الاثناء، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان واشنطن تسعى «بعيداً عن الاضواء» الى اطاحة الرئيس السوري بشار الاسد. وقال لافروف ان العملية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة أميركية ضد تنظيم الدولة الاسلامية قد تكون تمهيداً لاطاحة نظام دمشق.
ونقلت وكالة انباء ايتار- تاس عن لافروف قوله أمام منتدى خبراء سياسيين في موسكو انه من المحتمل الا تكون العملية موجهة ضد الدولة الاسلامية بقدر ما هي تمهيد لتغيير النظام بعيداً عن الاضواء تحت غطاء «مكافحة الارهاب».
وانتقد الوزير الروسي ما وصفه بـ «المنطق المنحرف» للولايات المتحدة. مستنداً في ذلك الى تأكيدات واشنطن على ان «نظام الاسد قطب مهم يجذب الارهابيين في المنطقة»، معتبراً ان مثل هذا الطرح يأتي لـ « تبرير عزمهم على اطاحته». ومعبراً عن اعتقاده بان ذلك «يدل على منطق منحرف».
وذكر لافروف بما قاله نظيره الأميركي جون كيري، من ان «التحالف ضد تنظيم الدولة الاسلامية لا يريد تفويضاً من مجلس الأمن الدولي»، مشيراً الى ان ذلك سيرغمه «بطريقة ما على تسجيل وضع نظام الاسد».
وجدد لافروف التأكيد على ان «سوريا دولة ذات سيادة عضو في الأمم المتحدة». وبالتالي فإن ذلك «امر غير عادل».
وقال لافروف «ان الأميركيين تفاوضوا ويتفاوضون حتى مع طالبان، وانه عندما يستلزم الامر يصبحون براغماتيين جداً. لكنه تساءل: «لماذا عندما يتعلق الامر بسوريا تصبح مقاربتهم ايديولوجية الى اقصى الحدود؟».
وقال لافروف انه اجرى اتصالات هاتفية مع كيري، بحث خلالها ضرورة التحرك السريع للبحث عن حل سياسي ودبلوماسي للازمة السورية، وتوحيد الجهود لمحاربة الارهاب على اساس القانون الدولي.
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب بأنه يسعى الى التسبب في «تغيير النظام» في روسيا عبر العقوبات التي اتخذها بعد النزاع في اوكرانيا.
وقال لافروف أمام المنتدى، ان «الغرب اثبت بما لا يقبل الشك انه لا يسعى الى ارغام روسيا على تغيير سياستها، بل يريد التوصل الى تغيير النظام».
ونقلت عنه وكالة انباء ايتار تاس قوله «ثمة الآن رجال سياسة في الغرب يقولون ان من الضروري فرض عقوبات من شأنها تدمير الاقتصاد الروسي والتسبب في اندلاع احتجاجات شعبية».

غارات التحالف
في سياق مواز، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا أسفرت عن مقتل 910 قتلى بينهم 52 مدنياً منذ بدء الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية ومقاتلين آخرين قبل شهرين.
وأضاف أن 785 قتيلاً أي معظم القتلى ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية. وسيطر التنظيم المتشدد على أراض في سوريا والعراق حيث تستهدفه غارات جوية تقودها الولايات المتحدة منذ تموز (يوليو).
وقال المرصد ومقره بريطانيا إن من بين المدنيين القتلى ثمانية أطفال وخمس نساء. وكانت الأمم المتحدة ذكرت أنها تأخذ تقارير سقوط قتلى من المدنيين بجدية وتقول إن لديها عملية للتحقيق في أي تقارير من هذا النوع.
وتابع المرصد إن 72 عضواً في جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا قتلوا في الغارات الجوية.
وقالت الولايات المتحدة إنها استهدفت جماعة خراسان في سوريا وأضافت أن الجماعة تضم مقاتلين قدامى في القاعدة وتحظى بحماية جبهة النصرة. ولا يفرق معظم المحللين والنشطاء بين الجماعتين بهذه الطريقة.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 200 ألف شخص قتلوا في الحرب السورية التي دخلت عامها الرابع.

ا. ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق