سياسة لبنانيةلبنانيات

الموفد القطري يجدد جولاته على الكتل النيابية والخليفي يرجىء زيارته وعودة لودريان في عالم الغيب

في غياب اي معلومات عن عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان – ايف لودريان الى بيروت، يواصل الموفد القطري ابو فهد جاسم آل ثاني اتصالاته مع الكتل النيابية والشخصيات السياسية المعنية بانتخاب رئيس للجمهورية. وبعدما تردد انه سينهي مهمته هذا الاسبوع، افادت انباء اخرى انه وبتوجيه من امير قطر تميم بن حمد جدد جولاته على المعنيين، حاملاً معه بعض الاسئلة التي يطرحها على الذين يقابلهم. لذلك فقد ارجأ وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري محمد الخليفي زيارته الى لبنان ريثما يكون ابو فهد انهى مهمته واطلعه على النتائج التي توصل اليها. في هذا الوقت ترددت انباء مفادها ان اللجنة الخماسية المعنية بالازمة اللبنانية والتي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر ستجتمع مجدداً خلال اسبوعين في الرياض للبحث في ما توصل اليه الموفدان الفرنسي والقطري. الا ان هذه الانباء لم تؤكد من اي مصدر رسمي.
يقابل هذا التحرك الدبلوماسي تصعيد داخلي يزيد من الانقسامات القائمة على الساحة اللبنانية التي تخلى فيها السياسيون عن مسؤولياتهم واستسلموا للوضع القائم وباتوا ينتظرون الفرج من الخارج، فيما اللبنانيون غارقون في اسوأ ازمة اقتصادية ومعيشية غير مسبوقة. فالطرف الممانع ومعه انصاره ومؤيدوه لا يزالون متمسكين بترشيح سليمان فرنجية، رغم اقتناعهم بان حظوظه تراجعت كثيراً بعدما تخلت فرنسا عن مبادرتها التي كانت تدعمه. وتعزو الاوساط المراقبة هذا التصلب في المواقف الى انه لن يتراجع قبل الحصول على الثمن الذي قد يكون باهظاً. اما المعارضة فتشرح موقفها وتقول انها تراجعت وتخلت عن مرشحها وطرحت مرشحاً حيادياً، ولكن الفريق الاخر رفضه ورفض ملاقاتها في منتصف الطريق. وتضيف انها ليست ضد الحوار وهي مستعدة له في اي لحظة، على ان يكون حواراً صحيحاً. فالحوار الذي تطرحه الممانعة يهدف الى تكريس عرف، بحيث لا يتم انتخاب رئيس في كل مرة، الا اذا سبقه حوار. وماذا يعني التراجع عن السبعة ايام التي طرحها الرئيس بري والقبول بيوم او يومين.. ان القبول بذلك يعني الغاء انتخاب رئيس وجعله في كل مرة رهينة لحوار الاطراف المعنية فتسقط الديمقراطية ويسقط الرئيس الذي يتولى المتحاورون طرح اسمه ووضع برنامج عمله، ويصبح دوره مقتصراً على التنفيذ. فهل يمكن القبول بهذا الواقع؟
هذا الوضع السياسي المتأزم يقابله وضع مأساوي يعيشه البلد من جراء ازمة النزوح السوري المتفلت والذي يبذل الجيش اقصى جهده لوقفه، رغم العدد القليل المتوفر لمراقبة الحدود غير الشرعية، وسط موقف سوري غير متعاون في هذا المجال اذ ان السلطات السورية لم تتخذ خطوة واحدة، توقف هذا السيل، الذي يحاول البعض تبريره بانه نزوح اقتصادي بعد تدهور الوضع الاقتصادي في سوريا، فكأن الوضع في لبنان افضل حالاً. انها ذرائع لتبرير ما يخطط للبنان مع العلم ان هذا البلد وحده من الدول المجاورة لسوريا يتعرض لتدفق النازحين. ويشجع على ذلك الموقف الاوروبي المتآمر على لبنان والذي ينادي يومياً ببقاء السوريين على ارضه. طبعاً انه يريد ابعاد شبح النزوح عن بلدانه، حتى ولو كان الثمن تدمير لبنان وضرب هويته وكيانه. فالدول في النهاية لا تهمها سوى مصالحها. وحدهم اللبنانيون يفرطون بمصلحة بلدهم مراعاة لمصالح الغير. يقولون انه لو ذهب وفد رسمي الى سوريا تحل المشكلة وهذا غير صحيح. فالنظام متمسك بهذه الورقة ويبتز الغرب خدمة لمصالحه وهذا واضح من خلال التصريحات التي تصدر عن المسؤولين السوريين.
وبعيداً عن هذين الملفين، وفي وقت تفيد الانباء الواردة من البحر ان التنقيب عن النفط يبشر بايجابيات ولكن ذلك يبقى رهن التكهنات الى ان يصدر الخبر اليقين عن شركة توتال وايني وقطر، يأتي دور البر فمن المتوقع ان يزور بيروت في نهاية هذا الشهر آموس هوكستين الذي انجز ترسيم الحدود البحرية وهو سيعمل اليوم لوضع حد للخلاف حول نقاط محددة خرقتها اسرائيل ويجب تصحيحها. فالحدود اللبنانية مرسمة منذ عقود ولا حاجة الى اعادة ترسيمها، بل يجب تصحيح النقاط الناجمة عن الاعتداءات الاسرائيلية. فهل تقتصر مهمة هوكستين على هذا الملف ام انه يحمل معه ما يدفع الى تسهيل انتخاب رئيس؟ حتى الساعة الامال ضعيفة والازمة طويلة والحبل يشد على اعناق اللبنانيين. فمتى الخلاص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق