الأمم المتحدة: الأيزيديون تعرضوا «لمحاولة إبادة» على أيدي «داعش»

أعلنت الأمم المتحدة امس الثلاثاء أن الأيزيديين في العراق تعرضوا لـ «محاولة إبادة» على أيدي جهاديي تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقال مساعد الأمين العام للامم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان إيفان سيمونوفيتش إثر عودته من زيارة إلى العراق إن «الأدلة تظهر بوضوح وجود محاولة لارتكاب إبادة» بحق الأقلية الأيزيدية في شمال العراق، وأمضى سيمونوفيتش أسبوعاً في العراق التقى خلاله مسؤولين ولاجئين في أربيل وبغداد ودهوك.
وأوضح المسؤول الأممي أن الفظائع التي ارتكبها التنظيم المتطرف في الأشهر الأربعة الأخيرة يمكن اعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وقال سيمونوفيتش إن الجرائم التي ارتكبها التنظيم المتطرف بحق الأيزيديين يمكن وصفها بـ «محاولة إبادة» نظراً إلى وجود أدلة على أنه كان يريد تصفيتهم إذا ما رفضوا اعتناق الإسلام.
وهرب عشرات آلاف الإيزيديين من ديارهم في شمال العراق خشية أن يقتلوا بسبب معتقدهم على أيدي ارهابيي «الدولة الإسلامية» الذين اجتاحوا مناطقهم وسيطروا خصوصاً على مدينة سنجار، الموطن الرئيسي لهذه الأقلية في شمال غرب العراق.
وتعود جذور ديانة الأيزيديين إلى أربعة آلاف سنة، وقد تعرضوا لهجمات متكررة من قبل الارهابيين في السابق بسبب ديانتهم التي يعتبرها الارهابيون «عبادة للشيطان» ويحللون بالتالي دماء كل من يرفض التخلي عنها.
وتابع سيمونوفيتش أنه تسنى له خلال زيارته إلى العراق أن يلتقي حوالى 30 أيزيدياً رووا له التجارب المريرة التي قاسوها على أيدي الارهابيين بما في ذلك إعدام هؤلاء لمجموعة من الأيزيديين الذين جمعوا في مدرسة وتمت تصفيتهم بعدما رفضوا اعتناق الإسلام.
وأعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» في مطلع تشرين الأول (أكتوبر) أنه منح النساء والأطفال الأيزيديين الذين أسرهم في شمال العراق إلى مقاتليه كغنائم حرب، مفتخرا بإحيائه العبودية. وأقر التنظيم للمرة الأولى في العدد الأول من مجلته الدعائية «دابق»، باحتجازه وبيعه الأيزيديين كرقيق.
وإثر هجوم التكفيريين، حوصر عشرات آلاف الأيزيديين في جبل سنجار لأيام عدة في شهر آب (أغسطس)، فيما ذهب آخرون ضحية مذابح وظل مصير آخرين مجهولاً حتى الآن.
ونددت منظمة «هيومن رايتس ووتش» لحقوق الإنسان بالاعتداءات الجنسية التي تتعرض لها النساء الأيزيديات اللواتي يقوم التكفيريون بشرائهن وبيعهن. وقالت المنظمة الحقوقية إن «الخطف الذي يتعرض له المدنيون الأيزيديون إضافة إلى الاستغلال المنهجي لهؤلاء يمكن أن يشكلا جرائم ضد الإنسانية».
وحذر قادة وناشطون حقوقيون أيزيديون بأن هذه الأقلية الضاربة جذورها في التاريخ بات وجودها على أرض أجدادها مهدداً بفعل أعمال العنف والتهجير الأخيرة.