رئيسي

حفتر يعلن بدء تحرير بنغازي من قبضة الاسلاميين

بثقة زائدة، يتحدث اللواء المتقاعد خليفة حفتر قائد عملية الكرامة عن مشروعه لتحرير مدينة بنغازي من قبضة «مجلس شورى بنغازي» الذي يمثل التيار الاسلامي. وبثقة اكبر، يؤكد حفتر جهوزية مقاتليه لمثل هذه المهمة. واعداً بانه سيستقيل من موقعه بعد ان يؤدي تلك المهمة التي يراها من اهم وابرز المهمات التي تحتاجها البلاد. موجهاً كماً من الرسائل مضمونها انه ليس طامعا بمنصب، وانما يقوم بواجب وطني.

وفي المقابل هناك من يرصد ما يجري على الساحة وصولاً الى نتيجة تشير الى تقدم ميليشيات مجلس شورى بنغازي على قوات حفتر. ويقدم معلومات سردية مفادها ان منطقة بنغازي كانت واقعة تحت سيطرة حفتر قبل ان تسيطر عليها الميليشيات الاسلامية. وقبل ان تعجز قواته عن استرداد جزء منها على مدى ستة اشهر. وبالتالي هناك تشكيك في قدرة «الحفتريين» على فعل شيء، من تلك الخطة التي يتحدث عنها.
في الوقت نفسه، هناك من يتهم حفتر بالتعاطي مع جهات اجنبية من اجل انجاز مهمة تتقاطع مع عناصر الهم الوطني. وهناك من يقدم بعض عناصر التعاون مع دول اخرى كدليل على ذلك التورط. ومن ذلك تعاونه مع مصر، وتنسيقه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الكثير من المجالات العسكرية الجارية. ومنها الغارات الجوية التي تشنها طائرات يعتبرها البعض «مجهولة»، ويعتبرها البعض الاخر معروفة وتابعة للجيش المصري. الامر الذي تنفيه القاهرة.

مناطق ساخنة
في المحصلة، هناك مؤشرات على ان العديد من المناطق الليبية، ومنها طرابلس، تشتعل جراء المواجهات الدائرة بين حفتر وخصومه. وبين ميليشيات بعضها معروف والاخر لا احد يعرف مرجعيته او فكره او توجهاته.
فقد أعلن قائد عملية «الكرامة» في ليبيا  اللواء المتقاعد خليفة حفتر أن ميليشياته «رجال الكرامة» جاهزون لتحرير بنغازي ممن وصفهم بـ «الإرهابيين».
وأضاف حفتر في مؤتمر صحفي في وقت متأخر مساء الثلاثاء الفائت أن قواته لن تسمح «بأن تذهب دماء الشهداء هباء،وان جنوده سيعملون على أن يلقى المجرمون جزاءهم في  بنغازي مهد الثورة، كما أنهم سيعملون على إعادة الانضباط في بيوت وشوارع  المدينة».
من جهة أخرى، استقبلت دعوات «الحراك الشعبي» التي انطلقت يوم الثلاثاء في ليبيا وتهدف للتظاهر نبذاً للإرهاب في بنغازي، بترحيب واسع وتزايد في عدد المؤيدين.
وكان بعض النشطاء والاعلاميين والسياسيين الليبيين أطلقوا عبر مواقع  التواصل الاجتماعي هذه الدعوة احتجاجاً على ما تشهده المدينة من تزايد  لوتيرة العنف والاغتيالات وتدني مستوى الحياة فيها. وفي خطوة استباقية حذرت حكومة الأزمة – في بيان صحفي – القائمين على هذا  الحراك والمنادين بالتظاهر في بنغازي إلى ضرورة التحلي بالمسؤولية وعدم  المساس بالأموال والممتلكات الخاص منها والعام، والابتعاد عن أعمال  الثأر والانتقام والنعرات الجهوية والقبلية.
كما ناشدت الحكومة المؤسسات الإنسانية والهلال الأحمر ومنظمات الإغاثة  بضرورة الوجود في المدينة، وتكثيف جهودها.

العنف في بنغازي
وتشهد مدينة بنغازي موجة من العنف والقتال الذي أودى بحياة عدد كبير من  أبنائها، إضافة لتردي الخدمات، وتهجير السكان إثر عمليات الاغتيالات  والقصف الجوي بالمدينة. هنا، تؤكد التقارير ان المواجهات ما زالت مستمرة في محيط معسكر الدبابات
بين القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر وقوات مجلس شورى ثوار بنغازي التي هاجمت المعسكر فجر اليوم، وذلك حسبما أفاد به مراسل الجزيرة في بنغازي أحمد خليفة.
وتأتي هذه التطورات في ظل حالة ترقب تسود المدينة إثر دعوة موالين لحفتر إلى «انتفاضة مسلحة» ضد قوات المجلس، حيث أعلن حفتر أن «اليوم» سيكون حاسماً في تاريخ عمليات قواته.
وكان المجلس قد أعلن أن الحراك المسلح الذي ستشهده بنغازي محاولة يائسة لإنقاذ أتباع ما تسمى «عملية الكرامة» التابعة لحفتر. وقال في بيان له إن أتباع حفتر يلتقطون أنفاسهم الأخيرة، وماهي إلا سويعات حتى تتحرر منطقة بنينا التي يوجد فيها المطاران الدولي والعسكري.
وأضاف أنه صاحب المبادرة على الأرض وسيتعامل مع أي حراك يعبث بأمن المدينة أو يحاول أذى المسلمين وينتهك حرماتهم ومصالحهم، واصفاً موقفه بأنه امتداد للعمليات العسكرية على جبهة بنينا مع قوات حفتر.
وحذر المجلس أهالي المناطق المجاورة لبنغازي من الانجرار وراء الحراك المسلح في المدينة، مؤكداً ثقته في وعي أهل بنغازي ودفاعهم عن مدينتهم.
من جهته أوضح المحلل العسكري الليبي محمد النعاس أن الكفة في بنغازي تميل إلى مجلس الثوار، وأنه يكاد يجزم بأن الثوار قد سيطروا على كتيبة الدبابات في المدينة.

تقدم قوات حفتر
من جانبهم قال متظاهرو ما يعرف «بانتفاضة 15 أكتوبر» وقوات موالية لحفتر أنهم سيطروا على مقر كتيبة 17 فبراير التابعة لمجلس ثوار بنغازي، وأن الاشتباكات أدت إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين.
وأفاد شهود عيان بأن الاشتباكات جرت عندما أغارت طائرات حربية تابعة لحفتر على مواقع عدة تابعة للثوار. يأتي ذلك في وقت تشهد فيه مدينة بنغازي حالة من الشلل التام في جميع مرافقها سواء الحكومية أو الخاصة، بينما أغلق محتجون معظم الشوارع الرئيسية في المدينة.
وتشهد بنغازي انفلاتاً أمنياً واسع النطاق منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي، تجلى في عمليات خطف وتفجير واغتيال.
وفي حديث متلفز، قال حفتر في بيان بثته قنوات ليبية موالية له إن «تحرير بنغازي» واستقرارها هي المرحلة الإستراتيجية الأهم في معركة الجيش ضد «الإرهاب»، لأنها ستفتح الباب أمام تحرير جميع ربوع ليبيا من «الإرهابيين العابثين» باستقرارها وأمنها ووحدتها.
وأشار حفتر إلى أنه فور انتهاء المعركة سيعيد بشكل عاجل جميع أوجه الحياة إلى المدينة من خلال عودة المدارس والجامعات والمطارات والموانىء ومختلف المصالح الحكومية إلى العمل.
في الاثناء، سمعت طلقات نارية ودوي انفجارات في انحاء عدة من مدينة بنغازي صباح الاربعاء. ويأتي الاعلان عن الهجوم الجديد بعد ستة اشهر من بدء حفتر عملية عسكرية ضد المجموعات الاسلامية المسلحة التي وصفها بـ «الإرهابية».

كتيبة 17 فبراير
واكد شهود عيان ان دبابات هاجمت مقر «كتيبة 17 فبراير» الميليشيا الاسلامية، في حين شنت مقاتلات تابعة لحفتر غارات على مقر الكتيبة الواقع في غرب المدينة.
وتدافع قوات حفتر منذ اسابيع عدة عن مطار بنغازي، اخر معاقلها منذ فقدت سيطرتها على قواعد عسكرية مهمة. وقتل سبعة جنود الثلاثاء بانفجار سيارة مفخخة قرب المطار، بحسب متحدث باسم القوات الموالية لحفتر.
في السياق عينه، نفى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في مصر السفير علاء يوسف ما تناقلته بعض وسائل الاعلام من قيام طائرات مصرية بقصف مواقع لجماعات إسلامية بمدينة بنغازي شرقي ليبيا. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية في خبر مقتضب «نفى السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية ما رددته بعض الوسائل الإعلامية من قيام طائرات مصرية بقصف أهداف في ليبيا».
وكانت وكالة أسوشيتد برس الأميركية ووكالات أخرى قد نقلت عن مسؤولين مصريين قولهما إن طائرات حربية مصرية تقوم بقصف مواقع جماعات مسلحة في بنغازي شرقي ليبيا ضمن عملية واسعة للقضاء على هذه الجماعات.
وذكرت الوكالة أن المسؤولين المطلعين على العملية أضافا أن استخدام الطائرات هو جزء من عملية حربية تقودها مصر ضد ما وصفاه بالمليشيات المسلحة والتي تتضمن في وقت لاحق قوات برية ليبية دربت أخيراً على يد القوات المصرية.
وأفادت الوكالة أن العملية التي من المتوقع أن تستمر ما بين ثلاثة وستة أشهر، تشارك فيها زوارق بحرية مصرية كمركز للعمليات في المتوسط وأن مصر تنسق بطريقة مباشرة مع قائد الأركان الليبي الذي عين أخيرا والذي زار مصر مرات عدة.

ا. ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق