أبرز الأخباردوليات

تنسيق استخباري اميركي – روسي في الحرب على داعش

ما زالت مدينة عين العرب «كوباني» مسرحاً لمواجهات عنيفة. وما زالت تتعرض الى غارات من قبل التحالف، وقصف متواصل من قبل ميليشيات تنظيم الدولة، ودفاعات المتطوعين الاكراد. ما يجعلها مدينة «منكوبة» بامتياز. لكنها في الوقت نفسه ما زالت تشكل عنواناً للحملة الدولية ضد تنظيم داعش.

فمع ان الحملة ما زالت غير مثمرة بشكل كاف في حماية المدينة او في الحد من اندفاعة التنظيم، الا ان التقارير الواردة منها تتحدث عن استمرار المواجهات، وعن كر وفر، حيث يضطر مقاتلو داعش الى التراجع امام عشرات الغارات اليومية، التي تستهدف المدينة، ومواقع التنظيم فيها وعلى اطرافها، ثم يعيد محاولات التقدم بعد انتهاء الغارات.
امام هذا الواقع، تواصلت الرسائل الدولية التي تتحدث عن جملة من المرتكزات، ابرزها الاعتراف الاميركي الجديد بان الحملة ضد تنظيم الدولة ستكون طويلة جداً. وثانيها انه لا بد من حملة عسكرية برية هدفها القضاء على تنظيم داعش. اضافة الى الغارات الجوية التي يفترض ان تتواصل.
وفي هذا السياق، انهى قادة جيوش 22 دولة شريكة في التحالف اجتماعا في قاعدة اندروز الاميركية، اجروا خلاله مناقشات هدفها تشكيل القوة البرية.
وبحسب معلومات خاصة حصلت عليها «الاسبوع العربي» كانت هناك خلافات على الكثير من التفاصيل، بينما كان التوافق على المبدأ قائماً وبصورة اجماع. ما يعني ان قرار تشكيل القوة البرية لا خلاف عليه، ولكن هناك خلافات على بعض التفاصيل، من اهمها مكان القوة، وبوابات انطلاقها، وسبل توفير الحماية لها، وآلية تمويلها وغير ذلك من امور.

الدور التركي
ومن القضايا التي لم تحسم بعد الدور التركي، حيث تصر انقرة على ان يسمح لها بتنظيم حملة برية لحماية كوباني، وصولاً الى اسقاط نظام الاسد. الامر الذي اثار حفيظة السوريين وحلفائهم، ودفع بالنظام السوري الى البحث مع شركائه في امكانية الائتلاف لمواجهة قوة التحالف البرية. والتي يقال ان من ابرز اهدافها غير المعلنة وفي احدى المراحل اسقاط نظام بشار.
ميدانياً، ادى الموقف التركي غير الداعم لمقاتلي كوباني الى حالة من التمرد الكردي داخل الاراضي التركية. كما ادى ذلك بمجمله الى شن غارات على مواقع لحزب العمال الكردستاني.
فقد قصفت مقاتلات تركية مساء الاثنين مواقع لمقاتلي حزب العمال الكردستاني بجنوب شرق البلاد، في اول انتك
اسة مسلحة جدية في مفاوضات السلام التي بدأت قبل عامين وتتعرض لتهديد خطير نتيجة الحرب العنيفة في سوريا المجاورة.
فبعد ايام على اعمال عنف تخللت تظاهرات موالية للاكراد في كل انحاء تركيا قصفت طائرات اف-16 من سلاح الجو التركي مواقع للحزب الذي هاجم بحسب قوى الامن التركية تكرارا مركزا للشرطة في بلدة داغليجا.
وفي منطقة تونجلي المحاذية، اطلقت مروحيات قتالية تركية النار على وحدات اخرى في حزب العمال الكردستاني بعد مواجهات بين متمرديه والجيش حول غييكسويو.
وهذه المواجهات الخطيرة الاولى بهذا الحجم منذ وقف اطلاق النار الذي اعلنه «العمال الكردستاني» من طرف واحد في اذار (مارس) 2013 تعكس التهديدات الخطيرة لعملية السلام الهشة مع انقرة التي بدأت قبل عامين.
ونتج التصعيد المفاجىء للعنف عن الوضع في سوريا حيث يهدد مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية مدينة كوباني الكردية.
ونظمت تظاهرات غاضبة في جميع انحاء تركيا الاسبوع الفائت احتجاجاً على رفض حكومة انقرة تقديم مساعدة عسكرية لمدينة كوباني  (عين العرب)، تخللتها اعمال عنف قتل على اثرها 34 شخصاً على الاقل واصيب المئات كما تسببت باضرار مادية جسيمة.

غارات اميركية
في المقابل، شنت طائرات بقيادة الولايات المتحدة 21 غارة جوية في يوم واحد، على مقاتلي تنظيم داعش قرب مدينة عين العرب السورية، ادت الى ابطاء تقدم هذا التنظيم، بحسب القيادة الاميركية الوسطى.
وفي احدى اعنف جولات القصف حتى الان ضد تنظيم داعش الذي يحاصر مدينة كوباني، دمرت الضربات الجوية التي شنها التحالف منطقتي تجمع لمقاتلي التنظيم، ومبنى، وشاحنة، وعربتين، وثلاثة مجمعات، كما الحقت اضراراً بالعديد من الاهداف.
كما قصف التحالف في غارة جوية اخرى في شرق سوريا مصفاة صغيرة للنفط، حسب القيادة.
وقالت القيادة في بيان لها ان الدلائل تشير الى ان الغارات الجوية ادت الى ابطاء تقدم تنظيم داعش في المنطقة المحيطة بكوباني.
الا انها قالت ان الوضع الامني على الارض لا يزال غير واضح، حيث يحاول تنظيم داعش كسب مزيد من المناطق، فيما تواصل الميليشيا الكردية صمودها.
وتهدف الضربات الجوية الى اعتراض تعزيزات تنظيم داعش واعاقة جهوده للتزود بالامدادات ومنعه من تجميع قواته القتالية للسيطرة على الاجزاء التي يسيطر عليها الاكراد في كوباني، بحسب القيادة الاميركية. واضافت ان المقاتلات الاميركية شاركت في الغارات اضافة الى طائرات سعودية.
من جهة اخرى  أفادت مصادر أمنية عراقية  امس بان 27 من داعش قتلوا برصاص القوات العراقية في حادثين منفصلين في  مدينة بعقوبة .
في العراق، قال قائد الشرطة المحلية في مدينة عامرية الفلوجة  بمحافظة الانبار، إن تنظيم الدولة الاسلامية يحاصر البلدة من ثلاثة محاور، في وقت أعلن فيه التنظيم مسؤوليته عن تفجير سيارة ملغومة في بغداد أسفر عن مقتل 25 شخصاً على الأقل بينهم نائب بالبرلمان.

تقدم داعش
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قائد شرطة عامرية الفلوجة عارف الجنابي أن تنظيم الدولة وصل إلى البلدة – التي تُعد أحد آخر معاقل الجيش العراقي في الأنبار – من ثلاثة محاور، وأكد أنهم «محاصرون بشكل شبه تام».
وأضاف أنهم لا يزالون صامدين ويتلقون دعماً من مقاتلين من العشائر، ولكن «في حال سقطت عامرية الفلوجة فإن المعركة ستنتقل إلى أبواب بغداد وكربلاء».
ولا تبعد مدينة عامرية الفلوجة سوى أربعين كيلومتراً غرب بغداد، لكن تنظيم الدولة بحاجة للسيطرة على مناطق واسعة تحت قبضة الجيش العراقي قبل بلوغ أبواب العاصمة.
ويرى مسؤولون في محافظة الأنبار أن الأمر الوحيد الذي قد يمنع سقوط المحافظة بيد تنظيم الدولة هو إرسال قوات برية أميركية لصد تقدم التنظيم. بدوره طالب الزعيم العشائري علي حاتم، الدول العربية بإرسال قوات عربية إلى العراق لخوض المواجهة على الأرض ضد تنظيم الدولة.
في السياق نفسه، تحدى قائد عمليات بغداد، الفريق الركن عبد الأمير الشمري، تنظيم الدولة من تحقيق أي موطىء قدم في أطراف العاصمة، وأضاف «عليهم أن يجربوا حظهم إذا أرادوا، ونحن جاهزون للتصدي لهم».
وتابع أن الغاية من الشائعات التي ترددت حول سيطرة مسلحي التنظيم على منطقة أبو غريب ومطار
بغداد، «إثارة النعرة الطائفية وحرب نفسية للتأثير على معنويات القوات العراقية والشعب وزرع الخوف في نفوس المواطنين»، وأضاف أن عشائر أبو غريب «متماسكة مع القوات العراقية». وكان تنظيم الدولة تبنى التفجير بسيارة ملغومة الذي وقع في حي الكاظمية ببغداد وأسفر عن مقتل أكثر من 25 شخصاً، بينهم عضو كتلة بدر البرلمانية، أحمد الخفاجي.

اتفاق اميركي – روسي
في سياق آخر، اتفق وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف على «تكثيف» تبادل المعلومات الاستخباراتية حول تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال كيري في مؤتمر صحفي عقب لقائه لافروف في باريس الثلاثاء إنه اتفق مع الوزير الروسي على «تبادل المزيد من معلومات المخابرات والتعاون في ما يتعلق بالدولة الإسلامية والتحديات الأخرى المتعلقة بمكافحة الإرهاب في المنطقة».
واعتبر أنه «ما من دولة محترمة بأي تعريف يمكنها أن تساند الأهوال التي يرتكبها تنظيم الدولة، وما من دولة متحضرة يمكنها أن تتقاعس عن مسؤوليتها للتصدي والمشاركة في جهود القضاء على هذا المرض». وأوضح أن موسكو ستبحث إمكانية فعل المزيد لتسليح وتدريب الجيش العراقي الذي يواجه تحديات كبيرة.
كن كيري لم يصل إلى حد القول إن روسيا ستنضم إلى التحالف الدولي الذي تقوده بلاده ضد تنظيم الدولة.
وتشكك موسكو في أن الهدف النهائي لواشنطن هو إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وتصر على أن أي ضربات جوية أميركية تنفذ في سوريا يجب أن تحصل أولا على موافقة الحكومة السورية وموافقة الأمم المتحدة، وترفض واشنطن ذلك.
ولم يهون كيري من تدني الثقة المتبادلة بين الولايات المتحدة وروسيا، وقال إن القوتين العظميين عليهما «مسؤولية كبيرة» في التوصل إلى سبل للعمل معا في القضايا العالمية رغم الخلافات الشديدة بينهما في عدد من القضايا.

رفض المنطقة العازلة
الى ذلك، وفي استجابة سريعة لما تعتقد انه اخطار تفرضها ترتيبات ارسال قوة برية، اكدت دمشق الاربعاء انها ستتخذ «بالتشاور مع اصدقائها» – دون ان تكشف من هم الاصدقاء – الاجراءات التي تراها ضرورية لحماية الاراضي السورية من اي «تدخل عدواني»، مجددة رفضها اقامة منطقة عازلة بمحاذاة الحدود مع تركيا. غير ان محللين اعتقدوا ان دمشق تقصد ايران وروسيا اضافة الى حزب الله.
وذكر بيان اصدرته وزارة الخارجية السورية، ان دمشق «ستتخذ بالتشاور مع اصدقائها كل الاجراءات الضرورية لحماية سيادتها الوطنية ووحدة وسلامة اراضيها». اضاف البيان ان دمشق «ترفض رفضاً قاطعاً إقامة مناطق عازلة على اي جزء من الاراضي السورية تحت اي ذريعة كانت، كما ترفض اي تدخل عدواني لقوات اجنبية فوق اراضيها».
ورأت وزارة الخارجية في بيانها ان «آلمحاولات التركية لإقامة منطقة عازلة على الاراضي السورية تشكل انتهاكاً سافراً لمبادىء واهداف ميثاق الامم المتحدة ولقواعد القانون الدولي. كما تشكل انتهاكاً لقرارات مجلس الامن ذات الصلة بمكافحة الارهاب وضرورة تجفيف منابعه». ودعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مراراً الى اقامة منطقة عازلة ومنطقة للحظر الجوي في شمال سوريا.

عواصم – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق