«التحالف» يواصل قصف معاقل «داعش» و«النصرة» تتوعد بالرد

اكدت وزارة الدفاع الاميركية ان الجيش الاميركي وقوات التحالف شنت سلسلة جديدة من الغارات الجوية ضد اهداف لتنظيم الدولة الاسلامية «داعش» في سوريا والعراق. ووسع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة غاراته الجوية ضد تنظيم داعش في سوريا في اطار موجة غارات شبه متواصلة ضد التنظيم.
استهدفت الضربات مقاتلي التنظيم المتطرف في بلدة عين العرب (كوباني) الكردية التي فر منها نحو 160 الف شخص بسبب تقدم مقاتلي التنظيم فيها. كما وجه التحالف للمرة الاولى ضربات جوية على مواقع لتنظيم داعش في محافظة حمص وسط سوريا.
وفي العراق استهدف التنظيم المتطرف بثلاث ضربات جنوب غرب اربيل.
ويأتي توسيع واشنطن وحلفائها العرب لهذه العمليات بعد ان ارسلت ثلاث دول اوروبية مقاتلات للمشاركة في الضربات ضد تنظيم داعش في العراق، ما يتيح للطائرات الاميركية التفرغ لحملتها في سوريا.
ووافقت كل من بريطانيا والدنمارك وبلجيكا على الانضمام الى فرنسا وهولندا في شن غارات جوية ضد التنظيم في العراق، ما يترك لواشنطن فرصة التركيز على العملية الاكثر تعقيداً في سوريا التي اقام فيها التنظيم مقرات له.
واعلنت وزارة الدفاع البريطانية ان مقاتلات من طراز تورنيدو تابعة لسلاح الجو الملكي كانت تحلق في اجواء العراق استعداداً لتوجيه ضربات لمواقع تنظيم داعش.
الا ان واشنطن قالت انه لا يمكن هزيمة التنظيم في سوريا باستهدافه بغارات جوية فقط، مؤكدة انها تحتاج الى تدريب وتسليح نحو 15 الف معارض معتدل لهزيمة التنظيم.
من جانبه اكد القائد العام للقوات البرية الايرانية ان بلاده ستهاجم مقاتلي تنظيم داعش في العراق اذا اقتربوا من حدودها.
تهديد ايراني لداعش
وقال الجنرال احمد رضا بوردستان، انه اذا اقتربت جماعة «داعش الارهابية» من حدودنا سنهاجمها في عمق الاراضي العراقية ولن نسمح لها بالاقتراب من حدودنا.
من جهته نقل موقع حراس الثورة عن الجنرال غلام علي رشيد معاون رئيس اركان القوات المسلحة قوله ان بعض القادة يقدمون استشارات للعراق وجيشه ولحزب الله اللبناني.
وصرح رئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال مارتن دمبسي ان التصدي لتنظيم داعش يتطلب قوة سورية معارضة تضم ما بين 12 و15 الف مقاتل، اي ثلاثة اضعاف عدد المقاتلين الذين يفترض ان تقوم الولايات المتحدة بتدريبهم.
وهذه ثاني مرة يشن فيها التحالف غارات جوية على عين العرب منذ بدء تقدم تنظيم داعش فيها. وقالت وسائل الاعلام الرسمية والمرصد السوري لحقوق الانسان ان التحالف شن غارات على مشارف المدينة ليل الثلاثاء الاربعاء الاسبوع الفائت.
وصرح المسؤول الكردي البارز نواف خليل ان الضربات الاخيرة اصابت بلدة علي شار التي يسيطر عليها تنظيم داعش شرق عين العرب ودمرت العديد من دبابات التنظيم.
وجاءت هذه الضربات بعد يوم من عبور مئات المقاتلين الاكراد الحدود التركية لتعزيز صفوف المدافعين من ميليشيا عين العرب الكردية، حيث اخترقوا سياجاً حدودياً تحت اعين القوات الامنية التركية التي يبدو انها غضت النظر عن دخولهم.
كما قصف التحالف مدينة الرقة التي يتخذها التنظيم المتشدد مقراً للخلافة التي اعلنوها في حزيران (يونيو) الماضي في العراق وسوريا.
وقال المرصد انه سمعت أصوات 31 انفجاراً على الاقل في مدينة الرقة ومحيطها.
بعيداً عن الجبهة
وصرح رامي عبد الرحمن مدير المرصد ان طائرات تابعة للتحالف العربي – الدولي لمحاربة تنظيم داعش قصفت منطقة الحماد الصحراوية الواقعة في شرق مدينة تدمر التي يسيطر عليها تنظيم داعش بعيداً عن خط الجبهة حيث تنتشر القوات السورية التي تسيطر على حمص، ثالث مدن البلاد.
وافاد المرصد ان الولايات المتحدة وحلفاءها العرب شنوا غارات جديدة على منشات نفطية في محافظة دير الزور في شرق سوريا قرب الحدود مع العراق.
كما استهدفت غارات الجمعة مقراً لعمليات التنظيم في مدينة الميادين في المحافظة ذاتها ومنشات نفطية بالاضافة الى موقع للتنظيم المتطرف في محافظة الحسكة، بحسب المرصد.
واكد البنتاغون تنفيذ ضربات في سوريا دمرت دبابات للمتطرفين في دير الزور وضربات في العراق في محافظة كركوك والى الغرب من بغداد.
واسفرت الضربات الجوية التي بدات في سوريا الثلاثاء عن مقتل 141 مسلحاً بينهم 129 اجنبياً وفقاً للمرصد. وبين الاجانب 84 ينتمون الى داعش.
سياسياً، اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش لا تساهم في بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في الحكم.
واكد دبلوماسيون اميركيون هذا الاسبوع ان ادارتهم اختارت طريقاً بديلاً بين التنظيم المتطرف والنظام السوري من خلال قرارها تدريب وتسليح معارضين سوريين معتدلين يقاتلون الطرفين.
وادلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتصريحات لصحيفة نيويورك تايمز قال فيها ان واشنطن اكدت له ان الضربات في سوريا لن تستهدف نظام دمشق.
وقال العبادي كما نقلت عنه الصحيفة «اجرينا حديثاً طويلاً مع اصدقائنا الاميركيين واكدوا ان هدفهم ليس زعزعة استقرار سوريا، بل تقليص قدرات تنظيم داعش».
من ناحية اخرى دعت جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا امس السلطات اللبنانية الى التفاوض حول شروط الافراج عن حوالي 30 جندياً وعنصراً من قوى الامن بعد اعدام ثلاثة منهم.
النصرة تتوعد
الى ذلك، اعتبرت جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، ان الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي على الجهاديين في سوريا والعراق هي «حرب على الاسلام»، متوعدة بالرد «في جميع العالم» على دول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال ابو فراس السوري المتحدث الرسمي باسم جبهة النصرة في شريط مصور بث على موقع يوتيوب «هذه ليست حرباً على جبهة النصرة انها حرب على الاسلام»، مؤكداً ان دول التحالف «قامت بعمل شنيع سيجعلها في قائمة المستهدفين من القوات المجاهدة في جميع العالم».
واضاف في الشريط الذي حمل عنوان «تعليق على القصف الصليبي لبعض مقرات جبهة النصرة وبيوت المسلمين في الشام» ومدته حوالي تسع دقائق «نحن في حرب طويلة، هذه الحرب لن تنتهي باشهر ولا بسنة ولا سنوات. نحن في حرب ربما تطول عقودا من الزمن».
واستهل الشريط بمقتطفات تظهر فيها جثث بين الانقاض في مواقع وازمنة غير محددة قال التنظيم انها «من ضحايا الغارات على اهل الشام».
وبحسب منظمة غير حكومية فقد اوقعت الغارات الجوية على مقرات جبهة النصرة 57 قتيلاً على الاقل في صفوف هذا التنظيم المدرج على قائمة المنظمات الارهابية في الولايات المتحدة والامم المتحدة.
في سياق آخر، قال أمين عام الاتحاد العربي لمكافحة التزوير والتزييف وغسيل الأموال المستشار حسام أبو العلا، ان عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، «داعش» بحوزتهم جوازات سفر مزوّرة لتسهيل مرورهم عبر الدول العربية.
وقال أبو العلا ان الاتحاد تلقى معلومات تفيد بأن عناصر التنظيم بحوزتهم جوازات متعددة الجنسيات وبأختام حكومية عربية لتسهيل مرورهم بين البلدان العربية، مشيراً إلى أن التنظيم في العراق والشام يعمل على إغراق السوق العراقية بالعملات المزوّرة.
اوباما: استمرار الحرب
في سياق آخر، اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما في كلمته الاسبوعية ان القيادة الاميركية لا تزال قوية رغم مجموعة التحديات التي تواجهها ومن بينها محاربة تنظيم الدولة الاسلامية – داعش، وانتشار وباء ايبولا القاتل والجهود لمعالجة التغير المناخي.
واوباما الذي تولى الرئاسة قبل نحو ست سنوات على وعد انهاء الحروب المكلفة، يجد نفسه الان يشن حرباً جديدة ضد التنظيم المتطرف والتي يقر البيت الابيض بانها ستستمر حتى بعد انتهاء رئاسته في كانون الثاني (يناير) 2017.
وقال اوباما ان العالم لا يزال يتطلع الى الولايات المتحدة ومبادئها للحرية والديموقراطية في الاوقات الصعبة.
واضاف في مداخلته التي جاءت بعد مجموعة من الاجتماعات وكلمة مهمة في الامم المتحدة، ان القيادة الاميركية هي الثابت الدائم في العالم المتقلب.
عواصم – «الاسبوع العربي»